[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
لليلى بـذات الجيـش دار عرفتهـا=
وأخرى بذات البين آياتهـا سطـرُ
كأنهمـا مــلآن لــم يتغـيـرا=
وقد مرّ للدارين من عهدنـا عصـرُ
وقفـت بربعيهـا فعـيّ جوابـهـا=
فقلت - وعيني دمعها سرب همـرُ
ألا أيها الركب المخبّون هـل لكـم=
بساكن أجراع الحمى بعدنـا خبـرُ
فقالوا: طوينا ذاك ليـلاً وإن يكـن=
به بعض من تهوى فما شعر السّفرُ
وإنـي لتعرونـي لذكـراك هــزةً=
كما انتفض العصفـور بلله القطـرُ
أما والذي أبكى وأضحـك والـذي=
أمات وأحيا والـذي أمـره الأمـرُ
لقد كنت آتيها وفي النفس هجرهـا=
بتاتاً لأخرى الدهر ما طلع الفجـرُ
فمـا هـو إلا أن أراهـا فـجـاءة=
فأبهـت لا عـرف لـديّ ولا نكـرُ
وأنسى الذي قد كنت فيه هجرتهـا=
كما قد تنسّي لبّ شاربهـا الخمـرُ
وما تركت لي من شذىً أهتدي بـه=
ولا أضلعٌ إلا وفي عظمهـا كسـرُ
وقد تركتني أغبط الوحـش أن أرى=
أليفين منهـا لا يروّعهمـا هجـرُ
ويمنعني من بعض إنكـار ظلمهـا=
إذا ظلمت يوماً وإن كان لي عـذرُ
مخافة أني قـد علمـت لئـن بـدا=
لي الهجر منها ما على هجرها صبرُ
وأني لا أدري إذا النفـس أشرفـت=
على هجرها ما يبلغن بـي الهجـرُ
تكاد يدي تنـدى إذا مـا لمستهـا=
وينبت في أطرافها الورق الخضـرُ
تمنيـت مـن حبـي عليـة أننـا=
على رمث في البحر ليس لنا وفـرُ
على دائم لا يعبـر الفلـك موجـه=
ومن دوننا الأعداء واللجج الخضـرُ
فنقضي هموم النفس في غير رقبة=
ويغرق من نخشى نميمتـه البحـرُ
عجبت لسعي الدهر بينـي وبينهـا=
فلما انقضى ما بيننا سكـن الدهـرُ
فيا حب ليلى قد بلغت بـي المـدى=
وزدت على ما ليس يبلغـه الهجـرُ
ويا حبها زدني جـوىً كـل ليلـة=
ويا سلوة الأيـام موعـدك الحشـرُ
هجرتك حتى قيل: ما يعرف الهوى=
وزرتك حتي قيل: ليس لـه صبـرُ
صدقت أنا الصب المصاب الذي به=
تباريح حب خامر القلب أو سحـرُ
فيا حبذا الأحياء مـا دمـت حيـةً=
ويا حبذا الأموات ما ضمـك القبـرُ[/poem]
آخر تعديل سمــ العز ــــو يوم 01-17-2006 في 04:34 AM.