هكذا علمتني فاطمة ! ( دعوة للتعلـُم و للجادين فقط ! )
فاطمة أخت فاضلة و عزيزة ، لديها اهتمام بعلوم النفس و تطوير الذات .. تابعت علومها بشغف و اهتمام و كنت انتظر موضوعاتها
بكثير من الشوق و الرغبة في التغيير و التعلـُم و لم أكن العاشقة الوحيدة التي تنتظر ..
بل كان حالي يُشبه حال الكثير من المهتمين بهذه العلوم حينها .
و تدركون جيدا ً أخوتي قول الله تعالى : " ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض ......... الا ّية "
فنحن في هذه الدنيا نتعلم من بعضنا و ندرس من مدرسة الحياة ما يفيدنا و ينفعنا و نقوم بنفعه و نقله للا ّخرين
فقد نتعلم من الا ّخرين ما لم نتعلمه في المدارس و الجامعات و هذا ما يُميز الأختلاط و التعاطي مع الا ّخر .. !
هذه السيدة الرائعة لقنتنا درس رائع و جميل جدا ً في ( احترام الا ّخرين ) و الذي قبلا ً سيكون احترام لذواتنا ..
و قد لخصته مشكورة حينها في قاعدة أو قانون ( الصدى الاجتماعي )
و يـُـلخص ذلك في قصة رجل حكيم مع ابنه الطفل الصغير .
إليكم القصة :
يحُـكى أن رجل حكيم خرج مع ولده الصغير في رحله لإحدى أودية المدينة
وكان الطريق متعرجا ، وتحيط به الصخور من كل جانب ..
وعند بداية الوادي سقط الطفل على ركبتيه ..
فقال متألما ً : آه ..
فخرج صوت من بعيد ، يقول : آه ..
فانشغل الطفل بهذا الصوت ونسي ّ ألمه ..
ليسأله بسرعة : من أنت ؟
فرد عليه الصوت : من أنت ؟
فقال أنا أسألك : أجبني ؟
فرد عليه : أنا أسألك : أجبني ؟
فقال الطفل ، بعد أن فقد أعصابه بصوت مرتفع ..
أنت جبااااااان .. !!
فرد عليه الصوت بنفس الحده والارتفاع ..
أنت جبان !!
فالتفت الطفل ، مستسلما ً متذمرا ً الى والده الحكيم ، الذي يراقب الموقف بصمت ..
ففهم .. ما الذي يشتكي منه ابنه من نظرته ..
فاقترب منه ..
وقال بصوت متزن حكيم ..
أنا احترمك ..
فرد الصوت ، باتزان وحكمه ..
أنا احترمك .. !
فقال الحكيم ، أنت رائع وذكي وجميل !
فرد الصوت ، نفس الصفات
فالتفت الى ابنه ..
وقال له بعد ان أعطاه درسا رائعا ً من دروس مهارات الحياة الاجتماعية ..
يا بني : انه صوت " قانون الحياة " انه صدى الحياة ..
انه .. يمثل المرآة لأعمالنا والصدى لأقوالنا .
( انتهى القانون إلى هنا )
* هذا القانون يا أخوة متوافق مع قول الله تعالى : ( وما جزاء الاحسان إلا الاحسان )
و مع الحكمة و مقولة : ( عامل الناس كما تحب أن يعاملوك )
عندما نحسن فإننا نحسن لأنفسنا و نعطي انطباع جميل عنها ..
و عندما نسيء فنحن أيضا ً نسيء لأنفسنا و نعطي انطباع سيء للا ّخرين عنا !
هذا القانون حينها ذكرني بقصة الشيخ العجوز الأعمى الذي أظل الطريق فلقي رجلان أحدهما قال له : يا أعمى من هنا الطريق !
و الا ّخر قال له : بارك الله فيك من هنا الطريق !
فأي واحدة سيكون أثرها و قبولها عند الشيخ ؟
* قانون جميل جدا ً في تهذيب النفس و اصلاحها ومحاولة التعديل فيها ، عليكم تعلمه و تجربته و ستلاحظون الفرق !
|