(( الفائـــــز الحقيقي في برنامج شـــــــاعر المليــــــــــــون )) ...
بالأمس وصلتني رسالة نصية على هاتفي الجوال ونصها : ( الجميع مصدوم و مستغرب .. هل شاعر المليون هو خليل الشبرمي وهو الأحق بلا منازع ؟ أم أن هناك شاعر حقيقي تم حرمانه من البيرق .
لإثبات الحقيقة وكشفها على الملأ رشح شاعر المليون الحقيقي واحصل على آخر قصيدة صوتيه لشاعرك المفضل.
1.ناصر الفراعنة .
2.عيضة السفياني .
3.خلف المشعان العنزي .
4.خليل الشبرمي .
أرسل رقم الشاعر إلى الرقم ..........
نرجو التصويت مرة واحدة فقط ..
انتهى نص الرسالة ،
ولاحظ يقول : مرة واحدة فقط ، انظروا لمدى النزاهة والدقة ..
لا اعلم مصدر هذه الرسالة ولا من يقف خلفها ، ولكن ما الذي جعلهم يجرؤون على إرسالها..
بالتأكيد أنهم على يقين تام أن هناك سُذج سيصدقونها ويصوتون لشاعر المليون مرة أخرى ..
يتبادر إلى الذهن ويشغل التفكير أسئلة تبحث عن إجابات /
ألهذه الدرجة وصل بنا الحال ؟
ألهذه الدرجة وصلت بنا السذاجة والحمق حتى يتهكم بنا الناس ؟
ألهذه الدرجة يستخفون بعقولنا ؟
فما إن انتهت ( مسرحية شاعر المليون ) حتى قرأنا تلك الآراء المشككة بنزاهة وواقعية التصويت ومدى حقيقته أو تزويره .
.
.
.
وتعالت أصوات الحانقين بأنها مهزلة قُصد منها استبعاد السعوديين عن منصات التتويج ، مما حدا بالبعض للدعوة بمقاطعة البرنامج في نسخته المقبلة إمعاناً في ترسيخ ( نظرية المؤامرة ) ..
وطُرحت ولازالت تطرح تساؤلات منطقية من قِبل المتابعين للمسابقة منذ بدايته ، بأن الحاصلين على المراتب الأخيرة في النتيجة النهائية كانوا هم الأكثر حصداً لنقاط التصويت وفي المراكز المتقدمة في مراحل البرنامج الأولية ..
فما الذي حصل ؟
هل هو استدراج لأصوات السعوديين واستنزاف لجيوبهم حتى المراحل الأخيرة ؟
وهل يقارن الجمهور السعودي بغيره من دول الخليج من حيث العدد ؟
تلك ليس تساؤلاتي ، بل إنها زفرات وآهات المستاءين والمحبطين من النتائج النهائية لشاعر المليون .
مما دفع البعض لتسميته بـ ( مهزلة شاعر المليون ) ..
وأجدني أتفق مع هذا التسمية، بل أجد له مسميات أخرى أدق في وصفه فهو بحق ( مسرحية شاعر المليون )..
.
.
.
ولا أفشي لكم سراً إن قلت : أني في غاية الأسف والحزن .
ليس حزناً على خسارة ناصر الفراعنة أو عيضة السفياني لبيرق شاعر المليون ، ولا أسفاً على تلاعب القائمين على المسابقة بالنتائج النهائية ..
كلا ..
كل هذا لا يهم ..
فلا يهمني من فاز ، ولم أهتم قبلاً ، حتى أستاء فيما بعد ..
لن أتحدث لكم بكل أسف وألم عن أثر هذا البرنامج في ترسيخ المناطقية ، وإثارة القبليّة وإحياء النعرات ، ويتهادى إلى سمع كل المتابعين للبرنامج خلف كل قصيدة تلقى وقبلها عبارات الشاعر ، شكراً للقبيلة الفلانية ... وأنه جاء لتشريف القبيلة وتبييض وجهها ...
وأنه يرجو أن يكون قد رفع رأس القبيلة ... ويدعو قبيلته لمساندته ... ويرسل التحايا لقبيلته ..
مايثير الحنق ويفت في العضد ويؤلم الفؤاد ، تلك الظاهرة التي مازالت تتكرر من قنوات وإذاعات وجهات مختلفة.
ألا وهي ظاهرة استخفاف العقول واستغلال الشعوب واستغفالها بحجة التصويت وإبداء الرأي ..
أن تعلم من يقف خلف ( مسرحية شاعر المليون ) هي امرأة لا تمت للخليج ولا للشعر الشعبي بصلة ..
فهنا قد يبلغ بك العجب مبلغاً عظيماً..
وأن تعلم أن من يقف خلف هذه المسرحية هي امرأة في سن الشباب من الجنسية المصرية تدير شركات تجارية لاتعلم للشعر الشعبي معنىً ولا وزناً ، فهنا قد يبلغ بك شعور التفاهة مبلغاً عالياً ..
تصرّ هذه المرأة على الحضور لحلقات البرنامج ، لتبدي اهتمامها بالشعر والشعراء .
كيف لا ، وهو البرنامج الذي يضخ الملايين في حسابها من جيوب المغفلين ..
تصفق للشعراء وتبتسم تفاعلاً مع قصائدهم ، وكأني بها تقول : والله ماني فاهمة ولا حاجة ...!!
وكأني بتلك البسمات التي توزعها للشعراء ولسان حالها : ليس أغبى منكم ، إلا من يصوت لكم ..
.
.
.
تهافت الناس للتصويت وعقدت الاجتماعات الطارئة لأبناء القبائل وشيوخهم ، لدعم شاعرهم المبجّل ، والحث والاستجداء للتصويت له ، واستقبال التبرعات ببطاقات شحن الجوال والدعوات في المواقع والمنتديات والصور والملصقات التي تدعم شاعر القبيلة .
ولسان الحال يقول : أليس منكم رجلٌ رشيد ..!!
و لاتسأل عن الموائد التي تعد للعائدين من هذه المسرحية ، فالجمال ستنحر وتحيط بها الخراف في مشاهد المباهاة والكرم الجاهلي ..
ولا تسأل عن استقبال هؤلاء الشعراء استقبالَ الفاتحين والأئمة الربانيين ، فلهم صدر المجلس ولغيرهم عجزه ..!!
أموال تهدر هنا وهناك وهمجٌ رعاع يتواصون لنصرة شاعر أو فنان ..
خواءٌ فكري ، وهمٌ متدني ، واضطرابٌ في المباديء والمفاهيم ..
انتهازيون ، أعيُنهم على جيوب الغوغاء والمغفلين ..
ولا من يوقف تلك المهازل ، أو يضع لها حد ..
يا أبناء القبائل المناضلين والمنافحين عن شاعركم ، ترى كم دفعتم من جيوبكم مقابل تتويج شاعركم ببيرق شاعر المليون
وفي نهاية الأمر لا بيرق ولا هم يحزنون ..
فهل أنتم منتهون ..!!
ستبقى تلك الرسائل وأصوات الجماهير اللاهثة خلف شاعرها وستظل تلك الأموال المستلبة من جيوب الناس بطرق رخيصة ، ستظل شاهداً على سذاجة العقول وبرهاناً على دناءة الهمم .
وليشهد التأريخ بأننا أمةٌ سخِرت من بعضها ، فسخر منها الأبعــدون
بصراحه قرأت الموضوع واعجبني
فاتمنى يعجبكم
التوقيع |

|
|