قديم 05-07-2008, 03:27 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشعل الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي قصة وقصيدة ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ زمن بعيد كنت أقرأ عن قصة الرجل الهذلي الذي إستشهد بأبيات الأحوص أمام الخليفة المنصور ...وقبل مدة قرأت القصة لا تذكر صاحبها الهذلي بل تقول القصة رجل من المدينة صاحب فطنة وذكاء ومن باب حفظ الحق نذكر القصة ...ويوما سأذكر المرجع الذي قرأته يوما ..
ولكني وجدت القصة فنقلتها لكم وهي تذكر القصيدة وصاحبها ..وأبيات الأحوص ..

يضرب مثلاً في الموضع الذي تعرض عنه بوجهك، وتميل إليه بقلبك، وهو من قول الأحوص:

يا بيت عاتكة الذي أتغزل ... حذر العدا وبه الفؤاد موكل
إني لأمنحك الصدود وإنني ... قسماً إليك مع الصدود لأميل
قال الثعالبي :
ويحكى أن كلاً من يحيى بن خالد وابن المقفع مر ببيت النار، فأنشد البيتين.
وهما من قصيدة طويلة أنشدنيها الأمير السيد أدام الله تأييده يوماً من أولها إلى آخرها، وأنا أسايره، وهو يكسوها أحسن معرضٍ من عبارته، وجودة إنشاده، فسقط سوطي من يدي وأنا لا أشعر به، لاشتغال خاطري بها، وانصراف فكري كله إلى جزالتها وبراعتها وشرف منشدها، فلما انتهى إلى هذا البيت:
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق الحديث يقول ما لا يفعل
قال لي: إن لهذا البيت قصة من المنصور، واستمر في إنشاد تمام القصيدة، فانتهت مسافة الطريق قبل أن أسأله عن تلك القصة؛ وعرضت موانع عن مذاكرته فيها عند النزول والتمكن، ثم وجدتها في أخبار المنصور.
وهي أنه لما توفيت امرأة أبي بكر الهذلي وكانت أم ولده والقيمة بأمور منزله جزع عليها جزعاً شديداً، وبلغ ذلك المنصور، فأمر الربيع بأن يأتيه ويعزيه ثم يقول له: إن أمير المؤمنين موجه إليك بجاريةٍ نفيسةٍ، لها أدب وظرف، تسليك عن زوجك، وتقوم بأمور دارك، أمر لك معها بفرشٍ وكسوةٍ وصلةٍ؛ فلم يزل الهذلي يتوقعها، ونسيها المنصور.
ثم إن المنصور حج ومعه الهذلي، فقال له وهو بالمدينة: إني أحب أن أطوف الليلة في المدينة، فاطلب لي رجلاً يعرف منازلها ومساكنها ورباعها، وطرقها وأخبارها وأحوالها، ليكون معي فيعرفني جميعها؛ فقال: أنا لها يا أمير المؤمنين.
فلما أرخى الليل سدوله خرج المنصور على حمار يطوف مع الهذلي في سكك المدينة، وهو يسأله عن ربعٍ ربعٍ، وسكةٍ سكةٍ، وموضعٍ موضعٍ، فيخبره لمن هو ولمن كان، ويقص عليه قصته والحال فيه، ثم قال: وهذا يا أمير المؤمنين بيت عاتكة الذي يقول فيه الأحوص:
يا بيت عاتكة الذي أتغزل ... حذر العدا وبه الفؤاد موكل
فأنكر المنصور ابتداءه بذكر بيت عاتكة من غير أن يسأله عنه، فلما رجع إلى منزله أمر القصيدة كلها على قلبه فإذا فيها:
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق الحديث يقول ما لا يفعل
فعلم المنصور أنه لم يصل إلى الهذلي ما وعده إياه من الجارية والكسوة والفرش، فحمل إليه واعتذر له.

وهاهي قصيدة الأحوص كاملة والتي مدح بها الخليفة عمر بن عبد العزيز :

يا بيتَ عاتِكةَ الذي أتعَزَّلُ = حذَرَ العِدى وبهِ الفؤادُ مُوَكَّلُ
هل عيشُنا بكِ في زمانِكِ راجعٌ = فلقدْ تفحَّشَ بعدَكِ المُتعَلِّلُ
أصبحْتُ أمنحْكِ الصدودَ وإنّني =قسَماً إليكِ معَ الصدودِ لأمْيَلُ
فصددْتُ عنكِ وما صددْتُ لبِغضةٍ = أخشى مَقالةَ كاشِحٍ لا يغفلُ
يأتي إذا قلتُ استقامَ يَحُطُّهُ = خلف كما نظرَ الخِلافَ الأقبلُ
ولوَ انَّ ما عالجْتُ لِينَ فؤادِهِ =فقسا اسْتُلِينَ بهِ للانَ الجَندلُ
ولئنْ صددْتِ لأنتِ لولا رِقْبَتي = أشهى من اللائي أزورُ وأدخلُ
وتَجنُّبي بيتَ الحبيبِ أحبُّهُ = أُرضي البغيضَ بهِ حديثٌ مُعْضِلُ
إنَّ الشبابَ وعيشَنا اللذَّ الذي = كنّا به زمَناً نُسَرُّ ونُجْذَلُ
ولَّتْ بَشاشَتُهُ وأصبحَ ذِكرُهُ = شَجَناً يُعَلُّ بهِ الفؤادُ ويُنهَلُ
إلاّ تذكُّرُ ما مضى وصَبابةٌ = مُنِيَتْ لقلبِ مُتيَّمٍ لا يذهَلُ
أوْدى الشبابُ وأخلقَتْ لذّاتُهُ = وأنا الحريصُ على الشبابِ المُعولُ
تبكي لِما قلَبَ الزمانُ جديدَهُ =خلَقاً وليسَ على الزمانِ مُعوَّلُ
والرأسُ شامِلُهُ البياضُ كأنّهُ = بعدَ السوادِ بهِ الثَّغامُ المُحْوِلُ
وشفيقةٍ هبَّتْ عليَّ بسُحرةٍ = جهلاً تلومُ على الثَّواءِ وتَعذُلُ
فأجبتُها إنْ قلتُ لستِ مُطاعةً = فذَري تَنصُّحَكِ الذي لا يُقبلُ
إنّي كفاني أنْ أعالجَ رِحلةً = عُمَرٌ ونبوةُ من يَضُنُّ ويبخلُ
بنَوالِ ذي فجَرٍ يكونُ سِجالُهُ = عِصَماً إذا نزلَ الزمانُ المُمْحِلُ
ماضٍ على حدَثِ الأمورِ كأنّهُ = ذو رَونقٍ عضْبٌ جلاهُ الصَّيقلُ
يُغضي الرجالُ إذا بدا إعظامُهُ = فِعلَ الخَشخاشِ بدا لهنَّ الأجدلُ
ويروْنَ أنّ لهُ عليهمْ سَورةً = وفضيلةً سبقَتْ له لا تُجهلُ
مُتحمِّلٌ ثِقْلَ الأمورِ حَوى لهُ = شرفَ المكارمِ سابقٌ مُتمهِّلُ
ولهُ إذا نُسبَتْ قريشٌ فيهمِ = مجدُ الأرومةِ والفَعالُ الأفضلُ
ولهُ بمكّةَ إذْ أميّةُ أهلُها = إرثٌ إذا ذكرَ القديمُ مُؤثَّلُ
أغنَتْ قرابَتْهُ وكانَ لُزومُهُ = أمراً أبانَ رَشادَهُ من يعقِلُ
ولقدْ بدأتُ أريدُ وُدَّ مَعاشرٍ = وعَدوا مواعدَ أخلفَتْ إذْ حُصِّلوا
حتى إذا رجعَ اليقينُ مَطامعي = يأساً وأخلَفَني الذين أؤمِّلُ
زايلْتُ ما صنعوا إليكَ بنَقلِهِ = عجلٌ وعندَكَ عنهُمُ مُتحوَّلُ
ووعدْتَني في حاجَتي وصدقْتَني = ووفَيْتَ إذْ كذبوا الحديثَ وبدَّلوا
وشكَوتُ غُرْماً فادحاً فحملْتَهُ = عنّي وأنتَ لمثلِهِ مُتحمِّلُ
فأعِدْ فِدىً لكَ ما أحوزُ بنعمةٍ = أخرى تَرُبُّ بها نَداكَ الأولُ
فلأشكُرَنَّكَ حُسنَ ما أولَيْتَني = شُكراً تُحَلُّ بهِ المَطيُّ وتُرحَلُ
مِدَحاً يكونُ لكمْ غرائبُ شِعرِها = مبذولةً ولغيرِكمْ لا تُبذَلُ
وإذا تَنخَّلتُ القَريضَ فإنّهُ = لكمُ يكونُ خِيارُ ما أتنخَّلُ
أُثني عليكمْ ما بقيتُ فإنْ أمُتْ = تَخلُدْ غرائبُها لكمْ تُتَمَثَّلُ
فلَعمرُ منْ حجَّ الحجيجُ لوجهِهِ = تَهوي بهمْ خُوصٌ طلائحُ ذُبَّلُ
إنَّ امرءاً قد نالَ منكَ قَرابةً = يرجو منافعَ غيرِها لمُضلَّلُ
تعفو إذا جهِلوا بحِلمِكَ جهلهمْ = وتُنيلُ إنْ طلبوا النَّوالَ فتُجزِلُ
وتكونُ مَعقِلَهُمْ إذا لم يُنجِهمْ =من شرِّ ما يخشَوْنَ إلاّ مَعقِلُ
حتى كأنّكَ يُتَّقى بكَ دونَهمْ = منْ أُسْدِ بِيشَة خادرٌ مُتَبسِّلُ
وأراكَ تفعلُ ما تقولُ وبعضُهمْ = مَذِقُ الحديثِ يقولُ ما لا يفعلُ
وأرى المدينةَ حينَ كنتَ أميرَها = أَمِنَ البريءُ بها ونامَ الأعزلُ ..

المراجع التي ذكرها الكاتب :

ثمار القلوب في المضاف والمنسوب - (ج 1 / ص 98)
منتهى الطلب من أشعار العرب - (ج 1 / ص 292)


حفظكم الله من كل مكروه ...






رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ابن الفارض وقصيدة في مكة عنود الصيد مجلس النثر والخواطر 7 03-06-2008 08:28 PM
قصة وقصيدة بنت مكه مجلس النثر والخواطر 9 02-17-2008 11:11 PM
صورة ..... وقصيدة ! أبو حمدان مجلس الشعر الشعبي 9 07-31-2007 05:22 PM
قصة وقصيدة رشيد السعيدي مجلس الشعر الشعبي 7 01-14-2006 02:52 PM
قصة وقصيدة عبداللة الهذلي مجلس الشعر الشعبي 3 11-20-2005 10:47 PM


الساعة الآن 06:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل