يقولون لي ..
الأخوة والأخوات الأكارم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
لا زلنا في سلسلة شاعر وقصيدة ..
أما الشاعر فهو على بن عبد العزيز بن الحسن الشهير بـ(القاضي الجرجاني). من أعلام عصره في الأدب والعلم والشعر. قاضي القضاة. كان إلى جانب علمه الوفير في الفقه شاعرا وناثرا، ولكنه أشتهر بالشعر والتأليف. كان شعره جزلاً، نقي الألفاظ متين السبك مع سهولة وعذوبة، وأحسن فنونه الحكمة والغزل. أما نثره فسهل ممتنع.
وكان على شدة صحبته للصاحب بن عباد يخالف رأيه في المتنبي، فالصاحب يحمل على المتنبي لأنه لم يمدحه وقد ألف كتابا في الكشف عن مساوئه، وكان القاضي الجرجاني يدافع عنه وقد ألف كتابا في الرد على خصومه دعاه (الوساطة بين المتنبي وخصومه)، وإلى جانب ذلك له كتاب ( تفسير القرآن المجيد ) و كتاب( تهذيب التاريخ). توفي سنة 392 هـ في عهد الخليفة العباسي القادر بالله.
وقد أعجبني ما تضمنته القصيدة من عزة نفس وسمو وصفات للرجال أصحاب الهمم العالية والأنفس الأبية .. الذين يترفعون عن صغائر الأمور وسفسافها ..
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يقولون لي فيك انقباض وإنما=رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم=ومن أكرمته عزة النفس أكرما
وما زلت منحازاً بعـِرضي جانباً=من الذم أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا مشرب قلت قد أرى=ولكن نفس الحر تحتمل الظما
وما كل برق لاح لي يستفزني=ولا كل أهل الأرض أرضاه منعما
وأقبض خطوي عن أمور كثيرة=إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
وأكرم نفسي أن أضاحك عابسا=وأن أتلقى بالمديح مذمما
ولم أقض حق العلم إن كان كلما=بدا طمع صيرته لي سلـّما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي=لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلة؟!=إذن فإتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم=ولو عظـّموه في النفوس لعظـّما
لكن أذلوه جهاراً ودنـّسوا=محيـّاه بالأطماع حتى تجـّهما[/poem]
آخر تعديل سلطان السويهري يوم 05-22-2008 في 06:55 PM.
|