بنفسي تلكَ الأرضُ ما أطيبَ الـُّربا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
الأخوة الأفاضل .. السادة الأكارم .. تحية وتقدير ..
يسرني أن أزجي لكم هذه المشاركة (شاعر وقصيدة) ..
أما الشاعر فهو الصـِّمَّة القـُشيري واسمه: الصمة بن عبد الله بن الطفيل بن قرة بن هبيرة بن عامر بن سلمة الخير بن قشير ينتهي نسبه إلى نزار ...
والصمة في اللغة: الأسد أو ذكر الحية أو الشجاع، وهي هنا علم. وقشير
قبيلة تتفرع من بني عامر.
أما قصيدته فهي من غرر الشعر العربي العتيق، قال عنها أبو الفرج الأصبهاني
في كتابه الأغاني : (لو حلف حالف أنها أحسن أبيات قيلت في الجاهلية
والإسلام في الغزل قول الصمة القشيري ما حنث)
وقد كنت أعجب بها من سنين بعيدة، فقد كان يكثر الاستشهاد ببعض أبياتها الشيخ عائض القرني.
[poem=font="Simplified Arabic,7,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
حننتَ إلى ريّا ونفسـُك باعدتْ=مـَزارك من ريـّا وشعباكما معا
فما حسنٌ أن تأتي الأمر طائعاً=وتـَجـزعَ أن داعي الصـَّبابة أسمعا
كأنك بدع لم تر البين قبلها=ولم تك بالآلاف قبل مفجعا
قِـَفـَا ودّعا نجداً ومن حلَّ بالحـِمـَى=وقلَّ لنجد عندنا أن يـُودَّعا
بنفسي تلكَ الأرضُ ما أطيبَ الـُّربا=وما أحسنَ المصطافَ والمتربـَّعا
وليست عشياتُ الحمى برواجع=إليك ولكن خل عينيك تدمعا
ولما رأيت البشر قد حال بيننا=وجالت بنات الشوق في الصدر نـُزِّعا
بكت عيني اليسرى، فلما زجرتها=عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معا
تلفتُّ نحو الحي حتى وجدتني=وجـِعـْتُ من الإصغاء ليـِتاً وأخـْدعـَا
وأذكُر أيام الحمى ثم أنثني=على كبدي من خشيةٍ أن تصـَّدعا
كأنا خلقنا للنوى، وكأنما=حرام على الأيام أن نتجمعا[/poem]
(معاني الكلمات: البشر: اسم جبل، الليت: جانب العنق، والأخدعان: عرقان في جانب العنق
وقد توجع بسببها لطول تلفته إلى الوراء).
|