تأبط شرا وهذيل

وقد اشتهر بكثرة وشدة غاراته على قبيلة خثعم وبجيله وهذيل وثماله وبني سلامان من الازد وهناك بلاد تعرف ببلاد ثابت قد تعود لتأبط شراً بديار فهم في أعلى جبل بخيته وبه ركيب يسمى ركيب الخيل وأستخرج من ذلك الجبل سيف أثري .
وذكر بأنه قيل لتأبط شراً





ويقول الشاعر : قيس بن العيزاره الهذلي مخاطب تأبط شراً .
أثابت أم خلفت أختك عاتقاً===========تجمـع عند المومسات أيورها
وأخبـــرني أبو المظلل أنها============قفا جذم يهدي السباع أيورها
رحى بطان : هو موضع في اعلى وادي نيات يسيل من جهة الحويه بديار هذيل ويعرف الآن بالرحى وهو الشعب الذي لقى فيه تأبط شراً الغول .


لعسل والغار :
ذكر أن تأبط شراً كان يشتار عسلاً في غار من بلاد هذيل , يأتيه كل عام , وأن هذيلاً رصدوه لإبان ذلك , حتى دخل الغار , وقد أغاروا على أصحابه فأنفروهم , فسبقوهم ووقفوا على الغار , فحركوا الحبل , فأطلع تأبط شراً رأسه , فقالوا : إصعد , فقال : ألا أراكم , قالوا : بلى قد رأيتنا , فقال : فعلام أصعد , أعلى الطلاقه أم الفداء ؟ قالوا : لاشرط لك , قال : فأراكم قاتلي وآكلي جناي , لا والله لا أفعل , وكان قبل ذلك نَقَبَ في الغار نقباً أعده للهرب , فجعل يسيل العسل من الغار , ثم عمد إلى الزق فشده على صدره ثم لصق بالعسل فلم يبرح ينزلق عليه حتى خرج سليماً وفاتهم , وبين موضعه الذي وقع فيه وبين القوم مسيرة ثلاث , فقال تأبط شراً في ذلك :
أقول للحيانٍ وقد صفرت لهم=======وطابي ويومي ضيق الحجر معور
هما خطتــا إمـا إسار ومنه==========وإمــا دم والقتل بالحر أجدر
وأخرى أصادي النفس عنها وإنها=========لمورد حزم إن ظفرت ومصدر
رشت لها صدري فزل عن الصفا=========به جؤجؤ صلب ومتن مخصر
فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا=======به كدحة والموت خزيان ينظر
فأبت إلى فهمٍ وما كنت آئباً==========وكم مثلها فارقتها وهى تصفر
إذا المرء لم يحتل وقد جد جده=========أضاع وقاسي أمره وهو مدبر
ولكن أخو الحزم الذي ليس نازلاً========به الامر إلا وهو للحزم مبصر
فذاك قريع الدهر ما كان حوَّلا==========إذا سُد منه منخر جاش منخرُ
فإنك لو قايست باللصب حيلتي===========بلقمان لم يقصر بي الدهر مقصرُ=قصة وفاته :خرج تأبط شراً في نفر من قومه , حتى عرض لهم بيت من هذيل فقال : اغنموا هذا البيت أولاً , قالوا لا والله مالنا فيه إرب , ولئن كانت فيه غنيمه مانستطيع أن نسوقها فقال : إني أتفاءَل أن أنزل ,
فقال له أصحابه : ويحك , انطلق , فوالله ماترى أن نقيم عليها . قال : لا والله لا أريم حتى أصبح , فبات , حتى اذا كان في وجه الصبح , وقد رأى أهل البيت وعدهم على النار , وأبصر سواد غلام من القوم دون المحتلم , وغدوا على القوم , فقتلوا شيخاً وعجوزاً , وحازوا جاريتين وإبلاً . ثم قال تأبط شراً : إني قد رأيت معهم غلاماً , فأين الغلام الذي كان معهم ؟ فابصر اثره فاتبعه , فقال له أصحابه : ويلك دعه فإنك لاتريد منه شيئاً , فاتبعه , واستتر الغلام بقتادة الى جنب صخره , وأقبل تأبط شراً يقص أثره وفوق الغلام سهماً حين رأى أنه لاينجيه شيء , وأمهله حتى اذا دنا منه قفز قفزه , فوثب على الصخره , وأرسل السهم , فلم يسمع تأبط شراً إلا الحبضه فرفع رأسه , فانتظم السهم في قلبه , وأقبل نحوه وهو يقول : لا بأس , فقال الغلام : لا بأس , والله إني وضعته حيث تكره , وغشيه تأبط شراً بالسيف وجعل الغلام يلوذ بالقتاده , ويضربها تأبط شراً بحشاشته , فيأخذ ما أصابت الضربة منها , حتى خلص إليه , فقتله , ثم نزل إلى أصحابه يجر رجله , فلمّا رأوه وثبوا , ولم يدروا ما أصابه , فقالوا : مالك ؟ فحدثهم الخبر ثم مات في أيدهم , فانطلقوا وتركوه , فجعل لا يأكل منه سبع ولا طائر إلا مات فاحتملته هذيل , وألقته في غار يقال له غار رخمان , فقالت ريطه الفهميه أخت تأبط شراً وهى يومئذٍ متزوجه من بني الدبل .
نعم الفتى غادرتم برخمان============ثابت بن جابر بن سفيان

مجموع من موقع قبيلة فهم