أسباب الخطأ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع الذي أقدمه لكم من كتاب
(صيد الخاطر)
لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي
أسباب الخطأ
تأملت إقدام العلماء على شهوات النفس المنهي عنها فرأيتها مرتبة تزاحم الكفر لولا تلوح فمنهم: جاهل بالمحظور أنه محظور فهذا له نوع عذر.
ومنهم: من يظن المحظور مكروهاً لا محرماً فهذا قريب من الأول.
وربما دخل في هذا القسم آدم صلى الله عليه وسلم.
ومنهم: من يتأول فيغلط كما يقال: إن آدم عليه الصلاة والسلام.
نهي عن شجرة بعينها فأكل من جنسها لا من عينها.
ومنهم: من يعلم التحريم غير أن غلبات الشهوة أنسته تذكر ذاك فشغله ما رأى عما يعلم.
ولهذا لا يذكر السارق القطع بل يغيب بكليته في نيل الحظ.
ولا يذكر راكب الفاحشة الفضيحة ولا الحد لأن ما يرى يذهله عما يعلم.
ومنهم: من يعلم الخطر ويذكره.
غير أن بالحزم أولى بالعاقل كيف وقد علم أن هذا الملك الحكيم قطع اليد في ربع دينار وهدم بناء الجسم المحكم بالرجم بالحجارة لالتذاذ ساعة.
وخسف ومسخ وأغرق.
التوقيع |

|
|