دور المعلم في تربية الذوق العام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دور المعلم في تربية الذوق العام
ويذكر إن الأشياء التي يجب أن نتعلمها لا نتعلمها إلا عندما نفعلها، وهي حقيقة أي نشاط يقام في إطار المدرسة فإنه بكل تأكيد يكتسب قيمة وبعداً تأهيلياً إذ ليس الهدف إقامة نشاط من أجل النشاط ذاته بل من أجل اكتساب مهارة من المهارات أو تنمية قدرة يتملكها الطالب يمكن أن تنفعه في مسيرة حياته وتفيده في مسيرته وما من أمة تسعى لأن تحتل مكاناً مرموقاً بين الأمم ، إلا وأولت العملية التربوية اهتماماً بالغاً تستطيع من خلالها بناء جيل واع متمثلاً في ثقافته قادراً على التكيف مع معطيات التكنولوجيا الحديثة والمجتمع الحديث . وحيث أن مهنة التدريس بأبعادها المختلفة ذات أهمية بالغة في الوصول بالعملية التربوية إلى الهدف المنشود فقد أولت الدول قديماً وحديثاً مهنة التعليم العناية الفائقة ، فهي رسالة مقدسة لا مهنة عادية ، وهي تتميز عن غيرها من المهن الأخرى ، ذلك بأن المهن تعد الأفراد للقيام بمهام محددة في نطاق مهنة بذاتها ،
بينما تسبق مهنة التعليم المهن الأخرى في تكوين شخصية هؤلاء الأفراد قبل أن يصلوا إلى سن التخصص في أي مهنة ، ولعل هذا ما دفع الكثيرون إلى أن يصفوا مهنة التعليم بأنها المهنة الأم ، فنجاح هذه المهنة أو فشلها إنما ينعكس على المجتمع عموما لأن المعلم هو أداة التغيير في المجتمع وهو مؤسسة ثقافية اجتماعية تربوية دينية هدفها بناء المجتمع. وانطلاقا من أن سلوك المعلم هو في أساسه سلوك اجتماعي، حيث أن أصحاب الاتجاه الاجتماعي في التربية والتعليم يؤكدون على أن التربية هي عملية إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية، من خلال التفاعل الاجتماعي هو المدخل الوحيد لتحقيق الصياغة الثقافية المرغوب فيها، فالانظمة التربوية الحديثة تولي اهتماما بالغا لتطوير نفسها ورفع مستوى فاعليتها بالإعداد الاجتماعي للمعلم من أجل تمكينه من أداء عملية التعليم كعملية اجتماعية بحيث يؤدي دور القيادة، دور التوجيه والإرشاد، دور تنظيم العلاقات الاجتماعية ودور توجيه التفاعل الاجتماعي توجيها إيجابيا بما يحقق أهداف العملية التربوية. تتطلب عملية الإعداد والتطوير والاعتناء بهذه الشريحة المهمة من المجتمع اهتماما خاصا لأنهم أدوات التغيير الحقيقي لمجتمع ديمقراطي يعتمد بأسسه على التعايش ونبذ الأفكار الدخيلة وبناء المستقبل الزاهر.
|