هجاء المرأة للرجل 2من3
امرأة هجت زوجها لأنه كان يحضر طعام الحجاج :
أتهدي لي القرطاس والخبز حاجتي
وأنت على باب الأمير بطين
فأنت ككلب السوء ضيع أهله
فيهزل أهل البيت وهو سمين
نزهون الغرناطية من الشاعرات البارزات في الأندلس حفلت بها مجالس الشعر والأدب لدى الوزراء والسلاطين ، خطبها رجل قبيح فقالت فيه :
عذيري من عاشق أنوك
سفيه الإشارة و المنزع
يروم الوصال بما لو أتى
يروم به الصفع فلم يصفع
برأس فقير إلى كية
ووجه الفقير إلى برقع
خارج نطاق العلاقة الزوجية كان هناك حضور للمرأة في هجاء الرجال أزواجا كانوا أو غرباء ولكن ضمن مجالات كانت المرأة فيها معبرة عن ناموس العشيرة وأخلاقها كأن تستنكر هروب فارس من المعركة أو عدول رجل أو قوم عن الأخذ بثأرهم مما يخالف ماتعارفوا عليه وتوارثوه ، وها هي أم قرفة زوجة حذيفة بن بدر الفرازي ترثي ابنها القتيل قرفة وتضمن رثاءها هذا تعبيرا لزوجها بقبول ديته وعدم الأخذ بثأره :
أيقتل قرفة قيس فترضى
بأنعام ونوق سارحات
أما تخشى إذا قال الأعادي
حذيفة قبله قبل البنات
لعل منيتي تأتي سريعا
وترميني سهام الحادثات
فذاك أحب إلي من بعل جبان
تكون حياته أردى حياة
لم يكن هجاء المرأة للرجل مجرد كلام ينم عن قهر وغضب بل كان انعكاسا لقيم العرب فجاء الكثير من هجائها تبعا لخروج المهجو عن أخلاق العرب وقيمهم وشذوذه عنها ومنهن كبشة أخت عمرو بن معد يكرب قالت تعير أخاها عمراً لقعوده عن الثأر لأخيه عبد الله :
و دع عمراً إن عمراً مسالم
وهل بطن عمرو غير شبر لمطعم
فإن انتم لم تثأروا واتديتم
إذا ارتملت أعقابهن من الدم
جدعتم بعبد الله آناف قومه
بني مازن إن سب ساقي المحزم
دختنوس ابنة لقيط بن زرارة : وهي من علية القوم حسبا ونسبا فر القوم عن أبيها بينما قاتل أبوها حتى قتل يوم شعب جبلة بين عبس وذبيان فقالت :
فرت بنو أسد فرار
الطير عن أربابها
عن خيرها نسبا إذا
نصت إلى أنسابها
وهوازن أصحابهم
كالفأر في أذنابها
امرأة من غامد : هزم البطل العربي ربيعة بن مكدم جمعا من قومها فأنشدت :
ألا هل أتاها على نأيها
بما فضحت قومها غامد
تمنيتم مائتي فارس
فردكم فارس واحد
فليت لنا بارتباط الخيول
ضأنا لها حالب قاعد
ونلتقي في الجزء الاخير
|