شعراء مكابرون ولجنة فاشلة
--------------------------------------------
محمد العميري ( مكة المكرمة )
أسدل الستار على الحلقة العاشرة من مسابقة شاعر المعنى والتي جمعت ستة شعراء المتأهلين من بين الـ(48) شاعرا الذين تنافسوا خلال الحلقات الماضية حيث شهدت المسابقة العديد من الأحداث التي تمثلت في إنسحاب عدد من الشعراء وخروج عدد أخر بعد أن خيب آمالهم التصويت الجماهيري وكذلك شهدت الحلقات الماضية محاورات شيقة وممتعة جمعت العديد من الشعراء الذين أضفوا للمسابقة المتعة والمتابعة الجماهيرية في الوقت الذي توقع فيه الكثير أن المسابقة لن تجد المتابعة الجماهيرية المآمولة بعد تعذر عدد من الشعراء الكبار المشاركة في المسابقة.
الحلقة العاشرة والتي كانت مختلفة كليا عن المراحل السابقة من البرنامج كانت بمثابة الحلقة الأقوى نظرا للإختلاف الجذري الذي شهدته أحداثها فبعد أن كانت المسابقة تستضيف شاعرا كضيف يقوم بإلقاء القصائد ويقوم بسحب قرعة أسماء الشعراء المتبارين وكذلك تواجد فرقة شعبية لكل حلقة إختلف الأمر في الحلقة الماضية من المسابقة حيث قام القائمون على البرنامج بإستضافة ثلاثة شعراء هم عبدالله عتقان وإبراهيم الشيخي وسفر الدغيلبي الذين قاموا بمحاورة الشعراء وتقييم مستواهم ووضع عشر درجات بجانب درجة اللجنة.
وكان تواجد الثلاثة شعراء بمثابة الصدمة لعدد من النقاد والمتابعين والشعراء أنفسهم حيث تعجب الجميع من إستضافة البرنامج لهؤلاء الشعراء في الوقت الذي تعالوا فيه بالمشاركة في البرنامج خلال الإعلان عنه وتعلل حينها العديد من الشعراء بعدم المشاركة نظرا لتجاوزهم مرحلة خوض المسابقات وكذلك إختلاف البعض منهم حول تقييم اللجنة لهم وهم لا يقلون عنها قدرة شعرية ونقدية حسب إعتقادهم إينذاك الأمر الذي جعل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد يصرح بأن البرنامج سينجح بمن شارك به ولن يلتفت لمن لم يشارك ووصف الشعراء الغائبون عن المشاركة بالخاسرون وليس المسابقة كما يعتقد البعض.
مشاركة ضيوف الحلقة العاشرة عتقان والشيخي والدغيلبي كانت قد أظهرت العلو والتعالي والأنفة التي ظهرت جلية في محيا الثلاثة ولم يكن أحدهم بأقل مفخرة من الأخر وأخذ كل منهم بكيل المديح للمسابقة ووصف الشعراء بأنهم قدموا كل مالديهم ويستحقون النصر جميعا.
ووصف إبراهيم الشيخي والذي كان من أشد المعارضين عن المشاركة في المسابقة وصف الشاعر عبيدالله القارحي الهذلي الذي قابله بأنه شاب المستقبل أمامه وسيعطيه مايستحقه متمنيا له التوفيق وهو الشاعر الذي لعب المحاورة منذ زمن بعيد ويلعبان سويا في حفلات متعددة إلا أن إشادته المبطنة تلك كانت بمثابة الضربة القاسية لمحبي الشاعر وللشاعر نفسه حيث تذمرت جماهير الشاعر الهذلي من تلك العبارات التي أطلقها الشيخي وقالت بأنه يصغر شاعرها بسنوات عدة وهما شاعرين يلتقيان في عدة مناسبات بشتى المدن والمحافظات فكيف له أن يصف شاهرهم بتلك الأوصاف التي تنطبق عليه ولا تنطبق على شاعرهم.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل وصل الأمر بإبن عتقان بأن يشير في خضم حديثه عن المسابقة أن كافة المشاركين لا يقلون عنه مقدرة شعرية والجميع يستحق البيرق وقال بأنه بحاجة لمن يحكم مايقوله شعرا وينتقده وليس العكس ووصف عدم مشاركته بالخسارة موجها في الوقت نفسه عتبه لعضو اللجنة فيصل الرياحي الذي رفض مشاركته لكبر سنه وهذه مداعبة أراد أن يهرب من الجمهور الذي يتسآل عن سبب عدم مشاركته ولم يكتف بن عتقان بذلك بل أخذ في محاورة الشاعر الكبير حامد القارحي الهذلي وكان يبطن بعض أبياته ويوضح في الأخرى بأنه سيكون منصفا معه ويعطيه مايريد في وقت قدم حامد والمري مستوى فاق ماقدمه بن عتقان على مدى تاريخه الشعري.
الدغيلبي والذي لم يكن بأفضل من سابقيه حينما شرع في بدع قوافي يعتقد بأنها قد تصعب على من يحاوره من الشعراء المنصوري والوذيناني اللذين كانا ندين عنيدين أمامه وكشفا كافة أفكاره التي يبطنها في محاورته معهما وقدما الشاعرين مستوى مشرف نالا على إثره تقدير اللجنة.
ولم تتوقف مهازل الحلقة العاشرة عند غرابة المشاركة والتعالي على المشاركين في المسابقة بل تعدت ذلك بكثير حينما كان يرفض الشيخي والدغيلبي الوقوف بجانب الشعراء على المسرح أمام اللجنة بخلاف بن عتقان الذي توقف أمام اللجنة وأستمع لكل ما كانت تمليه من ملاحظات.
تظل مشاركة هؤلاء الشعراء كضيوف في المسابقة محل تعجب وإندهاش من قبل الكثير من الجماهير والنقاد والمتابعين الذين يدور في مخيلتهم سؤالا يبحث عن إجابة شافية تلغي كل الإحتمالات كيف باللجنة الموقرة أن تختار هؤلاء وهم من عزف عن المشاركة بحجة أنهم أكبر من تلك المسابقة ؟ وهل كانت اللجنة ستختارهم في حال تأهل بن حوقان والقرقاح وبن ثايب لهذه المرحلة ؟
وأشار البعض من النقاد إلى أن هؤلاء الشعراء الثلاثة قد أحدثوا مفاجئة في مشاركتهم تلك حيث ذكر النقاد أنهم أقل خبرة من المتسابقين وأكثر تمرسا وعمرا من البعض منهم.
وفي الوقت حاول الشعراء الثلاثة أن يظهروا للجمهور بأن المتسابقين والبرنامج بشكل عام لا يضم سوى شعراء مبتدئون في مجال المحاورة وهذا الأمر تجلى في القوافي التي إبتدعوها وبيتوها من قبل المشاركة وحاولوا بها أن يفردوا قوتهم على زملائهم المتسابقين الذين كانوا نجوم ومبدعين خلال المراحل الماضية وتبينت تلك النوايا الدفينة حينما إستشعرت اللجنة تلك النوايا من قبل الضيوف وقاموا بمساندة المتسابقين المنتسبين للبرنامج والوقوف بجانبهم وتشجيعهم لدحض تلك النوايا التي تهدف للتقليل من البرنامج.
السؤال الذي يفرض نفسه لماذا يقع القائمون على البرنامج في مأزق قد لا يغتفر لهم حينما تستمر اللجنة في دعوة تلك الأسماء المبتدئة والتي ربما قد تفقد البرنامج هويته ويبدأ عزوف الشعراء عن المشاركة في النسخة القادمة.
|