سبحان الله الدائم وهو الحي الذي لا يموت وكلنا إلى فناء ورحيل إلى جوار رب كتب على نفسه الرحمة ولقد تأثرت كثيراً وتألمت وقد بلغني وأنا خارج المملكة نبأ وفاة الأستاذ الدكتور عويد المطرفي هذا الرجل الإنسان والعالم الموسوعي والباحث الأصيل فقد انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة طويلة مع المرض وكان صابراً ومحتسباً وأشهد أنه من الرجال المخلصين الجادين في حياتهم الصادقين في تعاملهم والحادبين على البحث العلمي الأصيل وقد تميز بحبه للسيرة النبوية العطرة وتتبعه لآثار النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وفي طريق الهجرة بين مكة والمدينة المنورة وقد كنا نجلس إليه ونستمتع بحديثه عن مواطن الآثار النبوية فقد كان رجلاً على علم بالآثار ويعرف مواطنها ومواقعها وحدودها وكان ذا همة في تتبعها والكتابة عنها وهو أستاذ متميز من أساتذة جامعة أم القرى وقد تتلمذ على يديه صفوة من العلماء أثناء دراستهم وكانوا من الفحول في مجال التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية. ونشأ على حب الله عز وجل ورسوله وكان يصرح بهذا الحب ويتغنى بهذا الحب ويدافع عن هذا الحب وقد كتب عدة كتب من أبرزها كتابه في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم (السيف المسلول في الذب عن الرسول). ثم كتابه (ورقة بن نوفل في بطنان الجنة), وكتابه عن (آيات عتاب النبي صلى الله عليه وسلم), ونظراً لوجودي خارج المملكة فلم أتمكن من ذكر بقية كتبه, ولقد صحبت هذا الصديق لسنوات. وكنا نجلس في زاوية السيد أمين عطاس ونلقى الدكتور عويد ويطربنا بآرائه ومرئياته ومعلوماته الزاخرة عن الآثار والسيرة النبوية الشريفة على وجه الخصوص ولقد ظل الرجل طوال حياته عاشقا للبحث العلمي حريصاً على صحبة العلماء وقد رأيناه يتتلمذ في سنواته الأخيرة على يد الأستاذ المربي السيد اسحاق عزوز والشيخ محمد متولي الشعراوي وكان السيد اسحاق عزوز يرتاح إليه ويقول لنا صراحة ان هذا رجل فيه خير ويرجى منه خير فكان كذلك وبرز الدكتور عويد وأخذ مكانة محترمة بين العلماء والباحثين وراح الناس يرجعون إليه ويسألونه كمرجع موثوق في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية ومواقع آثارها. ومما يميز أخي الدكتور عويد المطرفي رحمه الله أنه كان مرتبطاً بمكة المكرمة ويكره أن يغادرها إلا لأمر ضروري فإذا ما غادرها حرص على العودة إليها لينام في مكة. وقد تتلمذ على يد الدكتور عويد المطرفي مجموعة من الأساتذة والباحثين والعلماء وكان علماً بارزاً ورجلاً صدوقاً على فطرته في التعامل مع الناس وكان كريم السجايا ومن قبيلة تعتز بانتسابها إلى مكة وهو مكي حتى النخاع.
رحم الله الأخ الدكتور والصديق الوفي عويد المطرفي وتغمده برحمته وأسكنه فسيح جناته وخلفه خيراً في أهله وولده "إنا لله وإنا إليه راجعون" وسبحان الدائم وصلى الله على سيدنا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام البررة.
كتبه : محمد عبده يماني من صحيفة عكاظ بتاريخ 17/7/1429هـ