من المجرمات المصاحبة للحفلات الغنائية (موضوع هام)
[grade="DEB887 D2691E A0522D"]من منكرات الأفراح التي عمت بها البلوى في هذه الأيام إقامة الحفلات الغنائية، وتأجير الفنانين والفنانات، والسماعات الصوفية، ورفع ذلك بمكبرات الصوت، مما يتسبب في إيذاء الأخيار، وإزعاج المرضى، ومن يريد الاستذكار من الجيران وغيرهم، وتكدير قربة الزواج الذي هو من سنن المرسلين والأبرار.
فما المراد بالغناء؟ وما الجائز منه والمحرم؟
هذا ما نريد بيانه وتوضيحه، نصحاً للأمة، وتبرئة للذمة، ولعلهم يرجعون، فنقول:
الغناء 1
هو رفع الصوت مطلقاً، ويطلق على الترنم، والحداء، والإنشاد.
ينقسم الغناء اليوم إلى قسمين
1. ما اعتاده الناس من الإنشاد والحداء، وما يكون في المناسبات، والأعياد، والختان، وعند قدوم الغائب ونحو ذلك، إذا خلا من الفحش وذكر المحرم، ولم تصحبه آلات موسيقية، فلا شك في جوازه، وهذا النوع هو الذي ينبغي أن تحمل عليه الأحاديث التي وردت في هذا الشأن.
قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: (أعدل الوجوه في هذا أن يكون سبيله سبيل الشعر، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح).2
2. الغناء المعروف اليوم لدينا، وهو ما يمارسه الفنانون المختصون، والذي يلحن ويكون مصحوباً بالآلات الموسيقية، ويختلط فيه النساء والرجال، ويرفع بمكبرات الصوت، لا شك في حرمته.
الأدلة على جواز ضرب الدف والغناء البريء في النكاح
وردت في السنة أحاديث كثيرة تدل على جواز غناء معين في النكاح، وقد مثلت السنة لذلك الغناء، وكذلك وردت أحاديث بجواز ضرب الدف وإعلان النكاح، منها:
1. عن خالد بن ذكوان قال: قالت الرُّبَيِّع بنت مُعَوِّذ بن عفراء: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بني3 عليَّ، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات يضربن بالدف ويندبن4 من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال صلى الله عليه وسلم: "دعي هذا وقولي بالذي كنت تقولين".5
2. وعن محمد بن حاطب الجمحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين الحلال والحرام الصوت وضرب الدف".6
3. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ ببعض أزقة المدينة فإذا هو بجوار7 يضربن بدفهن ويغنين، ويقلن:
نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يعلم الله إني لأحبكن".8
4. وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال9".
5. وعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف ويقال10:
أتيناكم أتينـــــاكم فحيونـــا نحييكـم
ولولا الذهب الأحمــر ما حلت بواديـــكم
ولولا الحنطة السمـراء ما سمنت عذاريكــم
فهذه الأحاديث وغيرها تدل على أن الغناء بمثل هذه الأشعار التي ليس فيها فحش ولا ذكر حرام، جائز أن يغني بغناء يشبه ذلك كما كان يفعل في السودان في مناسبات الأعراس، [/grade]
التوقيع |
 |
|