رد: ألفاظ تطلق على الأحمق في العربية ؟
نعوذ بالله من الحمق والحماقة.
والحمق مادة خصبة في الأدب العربي،
ألفت فيه الكتب، ككتاب أخبار الحمقى والمغفلين،
وربما أفردت لهم فصولا من كتب كالمستطرف.
ولقد تربع على عرش الحماقة (هبنقة).
ومن حمقه أنه جعل في عنقه قلادة من ودع وعظام وخزف وقال: أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرفها به. فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا ؟
وأضل بعيراً فجعل ينادي من وجده فهو له، فقيل له: فلم تنشده ؟ قال: فأين حلاوة الوجدان ؟ وفي رواية: من وجده فله عشرة، فقيل له: لم فعلت هذا؟ قال: للوجدان حلاوة في القلب.
واختصمت بنو طفاوة وبنو راسب في رجل ادعى كل فريق أنه منهم فقال هبنقة: حكمه أن يلقى في الماء فإن طفا فهو من طفاوة وإن رسب فهو من راسب. فقال الرجل: إن كان الحكم هذا فقد زهدت فيهما .
وكان إذا رعى غنماً جعل يختار المراعي للسمان وينحي المهازيل، ويقول: لا أصلح ما أفسده الله.
ولا يقتصر الحمق على الإنسان بل يشمل بعض المخلوقات والنباتات
بل يقال أحمق من حمامة لأنها لا تصلح عشها وربما سقط بيضها فانكسر، وربما باضت على الأوتاد فيقع البيض، وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها، وأحمق من رخمة، وأحمق من عقعق لأنه يضيع بيضه وفراخه، وأحمق من كروان لأنه إذا رأى أناساً سقط على الطريق فيأخذونه.
ويقال أحمق من رجلة : وهي البقلة الحمقاء لأنها تنبت في مجاري السيل.
شعر :
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
شعر :
لا تصحبن الأحمقا ::::: المائلا الشمقمقا
عدو سوء عاقل ::::: ولا صديق جاهل
إن اصطحاب المائق ::::: من أعظم البوائق
فانه لحمقه ::::: وخبطه في عمقه
يحب جهلا فعله ::::: وأن تكون مثله
يستحسن القبيحا ::::: ويبغض النصيحا
بيانه فهاهة ::::: وحمله سفاهة
وربما تمطى ::::: فكشف المغطى
لا يحفظ الأسرارا ::::: ولا يخاف عارا
يعجب من غير عجب ::::: يغضب من غير غضب
شعر :
وجاء في الصحيح ::::: نقلا عن المسيح
عالجت كل أكمه ::::: وأبرص مشوه
لكنني لم أطق ::::: قط علاج الأحمق
وفي الختام أشكرك كثيرا على هذه المسامرة الأدبية،
وأسمح لي بنقلها إلى المجلس المناسب،
ليطلع عليها المهتمون باللغة والأدب ،،،
آخر تعديل حامد السالمي يوم 08-29-2008 في 01:26 AM.
|