نهاية مدخن (قصه للعبره)
[grade="00008B FF6347 FF7F50 4B0082"]هذه القصة نسوقها إلى كل مدخن، وليست الأولى هي ولن تكون الأخيرة. ولكنها أنموذج يتكرر كل يوم.. فمنذ فترة قريبة مات جراح أمريكي معروف. كان هذا الجراح موهبة فذة افترسها "سرطان الرئة" فسقط طريح الفراش، وبدأ الأمر غريباً إلى حد ما لأن هذا الجراح شَخَّصَ آلاف الحالات المشابهة في وقت مبكر أحياناً و في وقت متأخر أحياناً أخرى.. وقد ظهرت عليه بعض الأعراض التي تثير الريبة لكنه لم يبال بها، وربما خُيل إليه كونه جراحا كبيرا أنه محمي ضد هذا المرض الخطير.
ولما تطورت حالته إلى الأسوأ رأى أن يجري فحصاً مبدئياً، وأصابه الذهول في البداية. ومع الاستمرار في الفحوص والأبحاث تبين له أن الخطر قد بلغ مرحلة متقدمة وأصبح من المتعذر أن تجرى له جراحة لاستئصال الداء، فعاد إلى بيته مستسلماً، وتمر الأيام وهو يخضع لعلاجات كيماوية أو إشعاعية وهو يعلم تماماً أنها لن تغير من المصير المحتوم واستسلم للأمر الواقع. وذات يوم جاء إليه أحد الصحفيين وسأله عن شعوره الآن وهو على أعتاب الموت، فقال الجراح: إنني أشعر بندم عميق؛ لأنه كان بإمكاني أن أتوقف عن التدخين ببساطة، لكني رغم تأكدي من أخطاره ظللت أدخن بشراهة..
ومن المؤسف أنني وجدت سبباً لاستمراري في التدخين، فقد كان والداي يعيشان في دار للمسنين وقد اقتربا من سن التسعين، وكنت أذهب إليهما للزيارة حاملاً معي شتى أنواع السجائر؛ إذ كانا يدخنان منذ أمد بعيد، وقلت في نفسي إنهما النموذج الحي ومن ثم لم تشغل قضية التوقف عن التدخين حيزا ًيذكر من ذهني، وبقيت أعمل كثيراً وأدخن بشراهة ولا أعود إلى البيت إلا منهكاً..
ويعلق الدكتور "محمود عبد الله ـ مدرس مساعد بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر" على هذه الواقعة المؤلمة فيقول: للتدخين مخاطر وأضرارا متعددة منها مخاطر قريبة ومخاطر بعيدة وكلاهما منه الحسي والمعنوي.. وعلى الرغم مما يقوم به الإعلام بكافة أنواعه من توعية الناس بأضرار التدخين وما يجلبه عليهم من مخاطر صحية ونفسية، فضلاً عن كونه معصية لله تعالى وتحويلا لفطرة الله التي فطر الناس عليها، وعلى الرغم من ذلك نلاحظ أن كثيراً من المدخنين لا يستطيع أن يحرر نفسه من أسر السيجارة.
وهناك عدة أسباب تؤدي إلى عدم الاستجابة السريعة لحملات التوعية بمخاطر التدخين منها:
1- عدم وجود القدوة في بعض حملات التوعية أو عند الهيئات التي تقوم بالتوعية بمخاطر التدخين؛ ففي الإعلام المرئي مثلاً نلاحظ وجود السيجارة في فم بعض القائمين عليه و المشتغلين به!
2- قلة التوعية الدينية؛ فالإسلام حرم التدخين عن طريق تحريمه للخبائث قال تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) (الأعراف: من الآية157). والخبائث هي كل ما يستخبثه الطبع.
3- كثير من الناس لا يملكون الإخلاص والتوبة الصادقة، كما أن ضعف الإرادة ومجاهدة النفس لا يستطيعان أن يفكا أسر من قَيَّدَهُ التدخين في شباكه. وإذا استشعر الإنسان محبة الله في قلبه عندها يستطيع أن يحرر نفسه من كل ما يسترقها فضلاً عن التدخين.
اللهم اهدي كل مدخن ومدخنه,, اللهم اميـــــــــــــــــن
تحياتي[/grade]
التوقيع |
 |
|