تقبيح الحسن وتحسين القبيح

≈≈≈≈


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مختارات من كتاب تقبيح الحسن وتحسين القبيح /للثعالبي



تحسين الفقر

كان يقال: الفقر شعار الأنبياء والصالحين، وكذلك قال البحتري:

[poem=font="Arial,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,"]
فقر كفقر الأنبياء وغـربة=وصبابة، ليس البلاء بواحد[/poem]

وقال بعض الحكماء: الفقير مخف آمن ولا عدو له، والغني مثقل خائف ولا تحصى أعداؤه.

ومن أحسن ما قيل في هذا الباب قول أبي العتاهية:

[poem=font="Arial,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,"]
ألم تر أن الفقر يرجى له الغنـى=وأن الغنى يخشى عليه من الفقر[/poem]

وقول محمود الوراق:
[poem=font="Arial,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,"]
يا عائب الفقر أمـا تـنـزجـر=عيب الغنى أكبر لو تعـتـبـر
من شرف الفقر، ومن فضلـه=على الغنى، لو صح منك النظر
أنك تعصي الله تبغي الـغـنـى=ولست تعصي الله كي تفتـقـر[/poem]


تحسين المرض

حدث الصولي: أن أبا ذكوان قال: سمعت إبراهيم بن العباس يصف الفضل بن سهل ذا الرئاستين ويقدمه، ويصف علمه وكرمه.

وكان فيما حدثني به أن قال: برأ الفضل من علة كان قد وجد بها، فجلس للناس، فهنئوه بالعافية. فلما فرغوا من كلامهم قال لهم

: إن في العلل نعماً لا ينبغي للعقلاء أن يجهلوها، فمنها تمحيص الذنوب، والتعرض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة،

واذكار بالنعمة في حال الصحة، واستدعاء للمثوبة، وحض على الصدقة، وفيء قضاء الله وقدره بعد الخيرة. فحفظ الناس كلامه،

ونسوا ما قال غيره.

وكان يقال: بمرارة السقم توجد حلاوة الصحة. وقال بعض العلماء البلغاء: رب مرض يكون تمحيصاً لا تنغيصاً،

وتذكيراً لا تنكيراً، وأدباً لا غصباً. وقال ابن المعتز: قلت لبعض فقهائنا، وأنا مريض وقد سألني عائد بحضرته عن حالي

: أتراني إن قلت أنا في عافية كاذباً? فقال: لا، إذا أعلك الله في جسمك، فقد أصحك من عيوبك.



تقبيح الخط والقلم

نظر المأمون يوماً في خط أحمد بن يوسف، وهو يكتب بين يديه، فقال: وهو ينتفس الصعداء:

يا أحمد أود لو أن خطك لي بنصف ملكي. فقال: يا أمير المؤمنين لو أن في الخط فضيلة

لما حرمه الله أعز خلقه وأجل رسله محمداً صلى الله عليه وسلم. فقال: قد سليتني مما كنت أجد يا أحمد.



تقبيح الشجاعة

قال بعضهم: الشجاعة تغرير بالنفس. والتغرير مفتاح الهلكة.

وكان بعضهم يقول: الفرار في وقته ظفر. وقال محمد بن أبي حمزة العقيلي مولى الأنصار:

[poem=font="Arial,5,#000000,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,"]
قامت تشجّعني هند، وقد علـمـت=أن الشجاعة مقرون بها العطـب
يا هند لا والذي حج الحجـيج لـه=ما يشتهي الموت عندي من له أدب[/poem]


لتحميل الكتاب مـــن هـــنـــا

احتراماتي وتحياتي

≈≈≈≈