الاصدقاء ..... ثلاثة
احذر قرين السوء :
كما إن العرق دساس ، " فإن أدب السوء دساس " ، إذ الطبيعة نقالة ، والطباع سراقة ، والناس كأسراب القطا ، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض ، فاحذر معاشرة من كان كذلك ، فإنه العطب ،
" والدفع أسهل من الرفع " .
وعليه فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك ، ويقربك إلى ربك ، ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك ،
وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير
: 1- صديق منفعة .
2- صديق لذة .
3- صديق فضيلة .
فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما ،
المنفعة في الأول ، واللذة في الثاني .
وأما الثالث فالتعويل عليه ، وهو الذي باعث صداقته تبادل الإعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما . وصديق الفضيلة هذا "عملة صعبة " يعز الحصول عليها . ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك "م سنة 125 هـ" قوله : "مابقي من لذات الدنيا شيْ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه" اهـ .
ومن لطيف ما يقيد قول بعضهم : "العزلة من غير عين العلم : زلة ، ومن غير زاي الزهد : علة" .
من كتاب:"حلية طالب العلم" للعلامة الشيخ:بكر أبوزيد رحمه الله
|