المأثور عن طاعة ولاة الأمور

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله حمداً كثيراً كما يحب ربنا ويرضى والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد:

فهذه أحاديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، أسوقها للباحثين عن الحق والهدى ، ومحاججا بها أهل التعصب والهوى ، وهي تبين عقيدة أهل السنة الجماعة مع الولاة إجمالاً السمع والطاعة لهم في العسر واليسر والمنشط والمكره مالم يأمروا بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة لهم في المعصية كما قال عليه الصلاة والسلام (إنما الطاعة بالمعروف وقوله (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).ويرون عدم الخروج عليهم وإن ظلموا أو جاروا ولا يدعو عليهم ولا ينزعون يداً من طاعتهم ويدعون لهم بالصلاح والمعافاة ولا يرون الخروج عليهم ويرون طاعتهم من طاعة الله فريضة ولا يُهينونهم ولا يغتابونهم ولا يذكرون عيوبهم ويذكرون محاسنهم ويصبرون على ضلمهم ويرون الجمعة والجماعة خلفهم والجهاد معهم ويوقرونهم ويرون النصيحة لهم بالطرق الشرعية.
والآن نبدأ بذكر الأدلة على ذالك وبالله التوفيق .
قال الله تعالى(يأيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
وقال عليه الصلاة والسلم:
(من رغب عن سنتي فليس مني) (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعصي الأمير فقد عصاني) (عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك) (ألا من ولي عليه وال فراه يأتي شيئا من معصية الله فل يكره الذي يأتي من المعصية ولا ينزع يداً من طاعة). وعن معاوية رضي الله عنة قال:لما خرج أبو ذر إلى الربذة لقية ركب من العراق فقالوا: يا أبا ذر اعقد لنا لواء تأتيك الرجال تحته فقال مهلاً يا أهل الإسلام فإني سمعت رسول الله يقول:(سيكون بعدي سلطان فأعزوه فمن التمس ذله ثغر في الإسلام ثغره ولم تقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت). وقال علية السلام (لاتسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضونهم واتقوا الله وصبروا فإن أمر الله قريب). وقال عليه السلام (ثلاثة لا تسأل عنهم :رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً وعبد أبق فمات وامرأة غاب عنها زوجها يكفيها المؤنة فتبرجت من بعده).
وقال عليه السلام: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قال حذيفة كيف اصنع إن أدركت ذالك قال عليه السلام (تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك) . وقال عليه السلام:(سيكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم . ولا كن من رضي وتابع).قالوا أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال:(لاما أقاموا فيكم الصلاة). وقال عليه السلام:(السلطان ظل الله في الأرض فمن أهانه أهانه الله ومن أكرمه أكرمه الله) (من نزع يده من طاعة لم يكن له يوم القيامة حجة) (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه) (خمس من فعل واحدة منهن كان ضاماناً على الله:من عاد مريضاً, أو خرج في جنازة , أو خرج غازياً , أو دخل على إمامه يريد تعز يره وتوقيره , أو قعد في بيته فسلم منه الناس) (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علا نية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك إلا كان قد أدى الذي عليه) . وعن أبي ذر رضي الله عنه قال أتاني رسول الله وأنا نائم في المسجد . فقال: (ماذا تفعل إذا أخرجت منه)؟ فقلت أذهب إلى الشام . فقال(كيف تفعل إذا أخرجت منها)؟ فقلت:أضرب بسيفي يا رسول الله فقال:(ألا أدلك على خير من ذالك وأقرب رشدا؟تسمع وتطيع وتساق كيف ساقوك) (ستلقون بغدي أثره فاصبروا حتى تلقوني) (أوفوا بيعة الأول فالأول وأدوا الذي لهم فإن الله سائلهم عن الذي لكم) (من خرج عن الجماعة ومات فميتة جاهليه).
فكل هذه الأحاديث صحيحة وغيرها كثير ولولا خشية الأطاله لذكرتها ولكن اللبيب تكفيه الإشارة والمراد الفائدة فأسأل الله أن ينفع بها .
فاللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك ، واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين ،وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .