رد: قصيده واول مشاركه
أشكر لك أخي الكريم (الدابسي) هذه القصيدة ، التي تبين لي بجلاء أن خلفها شخصية مثقفة محبة للقراءة ، واسعة المخزون الشعري ، وتحفل القصيدة بالكلمات الفصحى ذات القوة والجزالة ، وبها من الصور الشعرية الشيء الكثير.
وكما تفضل أخي (أبو المثلم) فإن الأبيات الثلاثة الأخيرة تدل على موهبة واعدة نتطلع إلى جديدها ..
وهذه الملاحظات لا تقلل من إبداعكم ومستقبلكم الشعري المشرق بإذن الله ، كيف لا وهذه من بدايتاكم الشعرية ،
وقد تبين لي من خلال القصيدة أنك قارئٌ وملمٌ بالتراث الشعري للمتنبئ وابن زيدون والجاهلين وغيرهم مما أنعكس في أسلوبك الشعري وصورك التمثيلية ..
القصيدة على بحر البسيط (التام):
(مبسطٌ لم أرى قط ْ في بساطته ::مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلُ)
ولي بعض الملاحظات البسيطة التي آمل أن تتفضل بقبولها :
أولاً : توجد بعض الكسور في بعض الأبيات الشعرية ؛ وفقاً لما يلي :
1) يوجد كسر في البيت 2 الشطر الثاني (بوصل من هجروا وهجر من زاروا) ويستقيم لك الوزن لو أبدلت (الواو) إلى (أو) فيصبح البيت بعد التعديل : (بوصل من هجروا أو هجر من زاروا).
2) يوجد كسر في البيت 5 الشطر الأول في كلمة (زرعتك) ، كما أشار أبو المثلم.
3) يوجد كسر في البيت 8 الشطر الثاني في كلمة (وتسقنا) إذ لا يوجد ما يجزمها ، بل الصواب (وتسقينا) كما أشار إلى ذلك أبو المثلم ، فـ(تسقينا) فهو مضارع مرفوع ، وإذا عدلت اختل الوزن أيضاً.
4) يوجد كسر في البيت 12 الشطر الأول في جملة (لعبت بما تركوا ريح).
5) يوجد كسر في البيت 13 الشطر الأول في كلمة (أرسلك).
ثانياً : توجد بعض الملاحظات البسيطة التي تمثل وجهة نظري الخاصة التي تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب فقد لاحظت الحاجة إلى المزيد من الترابط بين الصور الشعرية بعضها ببعض ، والحاجة إلى المزيد من الترابط بين الصور في الأبيات ، فتوجد بعض الصور المتناثرة هنا وهناك، وصور لم تتفق مع سياق الوصف، ويبدوا أنك قد وقعت تحت وطأة القافية ، التي أثرت على وضوح الصور الشعرية ، وانسجام وتسلسل المعاني في العديد من أبيات القصيدة ، وبين الشطرين للبيت الواحد ؛ وفقاً لما يلي :
1) البيت 1 ( هيجت قلبي فما للقلب أوطار :: حملت وزري والترحال أوزار)
تقول أن ما للقلب أوطار ، أي ليس له مأرب وبغية ورغبة ، وأقول هل يستقيم المعنى إذا قلنا أن القلب ليس له أوطارا ! وكيف نجمع بين ذلك وبين الأوطار المبثوثة في بقية القصيدة ؟
قولكم بأن (الترحال أوزار) : أرى أنك لم تلامس المعنى فللترحال فوائد جمة ، لكن قد يوصف الترحال بأنه شاقٌ ، أو أنه قطعة من العذاب ونحو ذلك ، أما إذا كان الترحال أوزارا فما الداعي إليه !
2) البيت 2 (صرفت روحي على اللذات فاشتغلت :: بوصل من هجروا وهجر من زاروا)
تقول في الشطر الأول أنك صرفت نفسك عن اللذات ثم ها أنت في الشطر الثاني اشتغلت بوصل من هجروا وذلك نوع من اللذات التي أشرت إليها في الشطر الأول ، لذا لم يتسق المعنى بين الشطرين ، ثم لماذا هجر من زاروا وأقبلوا ؛ هل يستحق المقبل الصد والهجر !
3) البيت 3 (أبكي بكاء وليد أهله قتلوا :: أو جندوه وقالوا أنت مغوار)
لم أجد علاقة بين الشطرين في الصور التمثيلية ، فما علاقة بكاء الأطفال بمن يجند ويقال له (مغوار) ، هل من يجند يبكي بكاء الأطفال !
4) البيت 5 ( زرعتك بروابي العشق مزهرة :: والآن في منبت الأشواق أنهار) هنا المشهد التصويري للزرع المزهر ، ثم إنه أنبت أنهارا ، بينما المتوقع أن ينتج ثماراً ونحو ذلك.
5) البيت 6 : ( فهل لنا برحيل كنت قائده :: من بعد شيب وداء منك أعذار) ، لم أجد علاقة بين الرحيل وجملة (وداء منك أعذار) فما علاقتها بالرحيل.
6) البيت 8 (أرض برؤية أحباب تعللنا :: وتسقنا وشفاه الود أمطار) ، الشفاه في الغالب لا يخرج منها المطر عند التشبيه ، إلاّ إن كان لوصف السباب ونحوه ، أما شفاه الود فلا يخرج منها سوى : العسل ، الخمر ، الشهد ، الذوب ، السلسبيل ، الرحيق ، السلافة ، .....
7) البيت 11 ( ولو يقال بأني لست ساكنها :: لكن صمتي في أركانها جار) لم أجد الصورة الشعرية التي ترمي إليها في (لكن صمتي في أركانها جار).
ولك خالص تحياتي وتقديري ،
آخر تعديل حامد السالمي يوم 12-27-2008 في 07:26 PM.
|