العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-14-2009, 11:27 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عاشق السراة غير متواجد حالياً


العفو....... والصحة

بسم الله الرحمن الرحيم


((العفو.... والصحة))
لدكتور. هشام المشد
((استشاري أنف واذن مركز مكة للسمع والنطق))



قال تعالى(( فمن عفا وأصلح فأجره على الله)) "الشورى:40))
العفو هو تنازل الإنسان عن حقه طواعيه ، وصفحه عمن أساء إليه ابتغاء الثواب والأجر من الله ، وهو خلق رفيع عال لايتحلى به إلا من حسن خلقه وكمل إيمانه، والعفو صعب أداؤه على النفس إلا أن استشعار الإنسان الراحة النفسية بعدما يعفو عمن أساء إليه تسكب على نفسه راحة وسعادة غامرة .
والعفو اسم من أسماء الله الحسنى ، فعفا عن الذنب أي محاه وأزاله وهو بذلك أبلغ من اسم الله الغفور إذ الغفران هو الطمس والتغطية . فالأول محا الذنب وأزاله من أساسه ، أما الثاني فقد غطاه وستره فحسب . وربما لهذا السبب صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم- أنه نصح السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها- أن تدعو بهذا الاسم في دعاء ليلة القدر المشهور:(( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)) رواه البخاري

وهو من الصفات التي يحب الله سبحانه وتعالى من عباده أن يتصفوا بها ، تماما مثلما يحب أن يتصف عباده بالكرم والرحمة والصبر .
والعفو من الماء: مافضل عن الشارب ، ومن البلاد : ما لا أثر لأحد فيها بملك ، وعفا عليه في العلم: زاد .
والعافي: الرائد ، والوارد ، والطويل الشعر، ومايرد في القدر من مرقة إذا استعيرت ، والضيف، وكل طالب فضل أو رزق.
والاستعفاء: طلبك ممن يكلفك أن يعفيك منه وأعفى اللحية : وفرها.

وعافاه الله تعالى من المكروه عفاء ومعافاة وعافية : وهب له العافية من العلل والبلاء.
والمعافاة: أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك.

والعفو فضيلة كبرى ونعمة عظمى تقي صاحبها براثن الغضب وتحميه من نيران الثأر،وتتنوع مضاعفات الغضب بين أعراض عضوية يشعر بها الغاضب ويمكن قياسها وتحديدها مثل الارتفاع في ضغط الدم وزيادة معدل السكر والتعرض لنوبات الذبحة الصدرية ، وأعراض أخرى نفسية مثل القهر والاكتئاب. وفضيلة العفو قد يتحلى بها البعض فتصير طبعآ لهم وهؤلاء هم الصفوة والأقلية ، قال في حقهم سبحانه ((وإذا ما غضبوا هم يغفرون)) "الشورى:37)) ، أما غالبية البشر فهم يفتقدون هذه الصفة ومن ثم يعانون كثيرآ ويواجهون صعوبات جمة في تعاملهم حيال من يسيء إليهم. ولقد انتبه كثير من علماء علم النفس في الغرب لهذه المجموعة، فأجروا عليهم الأبحاث، وألفوا لهم الكتب والنظريات بل أنشأوا حلقات ودورات تدريبية، بل واخترعوا أجهزة وبرامج كمبيوتر تعينهم على تعلم العفو واتخاذه فضيلة وصفة يواجهون بها الغضب ويحمون أنفسهم من تبعاته، وسنعرض هنا إلى أهم ماتوصلوا له في هذا المجال . وحتى يعلموهم العفو، يعرفوهم أولا المراحل التي بها يتولد الغضب وكيف يشعر الإنسان بالإساءة وكيف يضخمها حتى تتحول إلى مأساة.

فكيف تتكون المأساة:

تنشأ المأساة عندما يتزامن أمران الأول حدوث شيء لم نكن نود أو نتوقع حدوثه في حياتنا. والثاني التعامل مع هذا الشيء عن طريق التفكير فيه كثيرآ، وهذاالتفكير وتداعياته هو الذي يولد المأساة.
وعلى هذا النهج يتعامل كثير من الناس بطريقة غير صحيحة مع مواقف الحياة المؤلمة عندما يخمون مشاعر الظلم ويحتفظون بها في مساحات كبيرة من عقولهم ولفترات طويلة أيضآ.
وغالبا مايتساءل الناس عما إذا كان السبب وراء شعورهم بالغضب هو أن ماأصابهم كان أعظم مما أصاب الآخرين والحقيقة أنهم يشعرون بهذا الألم لأنهم أكثر حساسية من غيرهم. وهذا الذي يقودهم إلى الخطوات الثلاثة الأساسية ليتكون لديهم الشعور بالظلم الذي يكدر صفو حياتهم :
- الخطوة الأولى هي التعامل مع الإساءة بدرجة شخصية أكثر من اللازم: ولعل قصة هذه امرأة في أوائل الخمسينات من عمرها وكانت تعاني من الأكتئاب وقلة احترام الذات ، وقد أرجعت السبب في مشكلاتها النفسية إلى الطريقة التي تربت بها، فقد كانت الإبنة الوحيدة لأبوين جمعهما زواج غير سعيد، ومن ثم نشأت في رعاية أم متبلدة الإحساس مشغولة عنها . وبالرغم من مرور من أربعين عاما مازالت تشكو لزوجها وأصدقائها أن أمها لم توفر لها الحب الكافي ، وأنها لم تشعر بالأمان في نشأتها ومازالت تشعر بغضب وحزن شديد ين جراء هذا الحرمان ورغم أنها الآن في الثانية والخمسين من عمرها ، الإأنها مازالت تتعامل بصورة شخصية مع عدم الاهتمام والإهمال اللذين لاقتهما من أمها. الأمر الذي أدى إلى هذا الشعور المستمر بالألم.
إنها تعاني جرح ظل أربعين عامآ. إن جميع أحداث الحياة المؤلمة لها جانب شخصي وآخر غير شخصي فهذه السيدة لم تتعلم كيف تنظر إلى تلك الأحداث من منظور غير شخصي ، وبالتالي فإن الخلل الذي حدث في شخصيتها قد أودى بها إلى تجربة الشعور بالظلم.
وحتى تخرج هذه السيدة، وكل من على شاكلتها، ومن محنتها عليها أن تدرك أمرين مهمين:
الأول: الطبيعة غير الشخصية للألم (لست وحدك) ، فمن حقائق الحياة أن ماحدث لك ليس شيئآ فريدآ وأنك واحد من كثيرين قد تعرضوا لمثل ماتعرضت له ، فإن إدراك شيوع المعاناة يهون من شدتها.
الثاني: (بدون قصد) أما الأمر الثاني لاكتشاف البعد غير الشخصي للألم فهو أن تدرك أن معظم الإساءات ترتكب بدون قصد الإضرار بك بصورة شخصية ، فوالدة هذه المرأة لم تقصد أن تدمر طفولتها، بل إنها كانت عاجزة عن توفير الحب لها بسبب مجموعة من العوامل . فقد كانت هذه الأم تعيش زواجا خاويا دخلت إليه في سن مبكرة لتفر من مساوىء أبيها. أضف إلى ذلك أن والد هذه الطفلة كان يحبها حبا جما مما أثار غيرة أمها منها ومن حب أبيها لها.
- الخطوة الثانية هي لوم المسيء: رأينا كيف تعاملت هذه السيدة بصفة شخصية مع سلوك أمها نحوها، ومع ذلك فلو كانت هذه المرأة قد توقفت عند هذا الحد وتجاهلت الأمر بعد ذلك ، ماكان ليحدث لها هذا الضرر الكبير، إلا أنها قضت حياتها. لقد أرجعت السبب إلى أمها في كل الصعوبات التي واجهتها . بل حتى عندما تزوجت وشرعت في تكوين أسرتها شكى زوجها من سوء رعايتها له ولأولأدها فأرجعت أيضا السبب في ذلك لأمها . إنها الآن في الثانية والخمسين من عمرها لكنها مازالت تلوم أمها وطفولتها البائسة على كل مايعتريها من مشكلات . إنها الآن في المرحلة الثانية من عملية الشعور بالظلم، والتي تسمى (لعبة اللوم).
إن الخطير في لعبة اللوم هذه، هو أنك ربما تشعر في البداية بشعور أفضل، فربما تشعر براحة مؤقتة، إذا إنك ألقيت بالمسؤولية عن ألمك على شخص آخر، ومع ذلك فإن هذه المشاعر الطيبة تتضاءل مع الوقت وتدخل في حلقة مفرغة من الألم واللوم..

ولكن كيف يؤثر اللوم ؟؟؟!

عندما نتعرض لضرر ما أو حتى نفكر فيه أو نتعرض لتوتر أوضغط نفسي أو عصبي فإن أجسامنا تستجيب كما لو كانت في خطر وتقوم بتفعيل مايعرف باستجابة المقاومة أو الفرار. وعندئذ يقوم الجسم بإفراز مواد كيميائية تعمل على إعدادنا لهذا الخطر من خلال دفعة أو الهروب منه. وهذه المواد الكيميائية تعرف باسم كيمائيات الضغط أو التوتر كما أنها مصممة لجعلنا نشعر بعدم الراحة حتى نقوم بفعل شيء يخلصنا من الخطر الذي نحن بصدده.
فهذه المواد الكيمائية تثير انتباهنا عن طريق إحداث بعض التغيرات الفسيولوجية في أجسامنا. فهي تزيد من سرعة ضربات القلب واضطراب في تناسقها ((rhythm))
حيث تبين وتوضح من الدراسات والفحوص الطبية والمخبرية حيث تبين تناسق هذه الضربات عندما يمارس القلب مشاعر إيجابية كالامتنان والود والعفو، كما تضيق الأوعية الدموية أثناء التوتر ممايؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ، وكذلك ارتفاع السكر وحمض اللاكتيك في الدم.
وكذلك يقوم الكبد بالتخلص من الكوليسترول في مجرى الدم. وكذلك تقوم كيمائيات الضغط هذه بإحداث اضطراب في عملية الهضم وتوتر في العضلات مع ضيق في التنفس.
بل حتى الجهاز المناعي للجسم يتأثر بنوبات الغضب هذه، فكما هو توضح من الدراسات الطبية والمخبرية يحدث زيادة مؤقتة في ((lgA)) وهو نوع من البروتين الخاص بالمناعة ويعتبر خط الدفاع الأول في جهاز المناعة ضد نزلات البرد وإلتهابات الجهاز التنفسي والبولي ، ثم يعقب هذه الزيادة انخفاض شديد في هذا البروتين لمدة تمتد إلى ست ساعات، وذلك عندما نعرض الشخص لخمس دقائق من الغضب، بينما عندما يركز الإنسان تفكيره في مشاعر الود والامتنان، لمدة خمس دقائق أيضآ فإن هذا البروتين يزداد بنسبة ملحوظة لمدة ساعة ثم يعود إلى الوضع الطبيعي، ليبدأ زيادة طفيفة خلال باقي ساعات النهار.
ليس هذا فحسب، فإن كيميائيات الضغط هذه تقوم بجزء من دورها في حمايتنا من الخطر عن طريق الحد من نسبة النشاط الكهربي المتاح للجزء الخاص بالتفكير من المخ وذلك بتحويل تدفق الدم من مركز التفكير إلى أجزاء أقل تعقيدا في المخ. ويتم ذلك من خلال الجهاز العصبي السمبثاوي الذي يعمل بصورة سريعة ومفاجئة عند تعرض الجسم لخطر ما بإفراز مواد كيميائية معينة أهمها الأدرينالي، ويظل في حالة استنفار حتى يزول الخطر وعندها ينشط الجهاز العصبي اللاسيمبثاوي ليعيد الجسم إلى حالة هدوءه الأولى.
والجهازين معا يشكلان مايعرف بالجهاز العصبي اللاإرادي. ومن أهم النصائح للتحكم في الغضب ((Anger management tips)) وأكثرها تكرارا في هذه الحالة أن تقوم بنشاط بدني جسماني تنفث فيه غضبك ، مثل المشي أو الجري أو السباحة.
إن هذه الإستجابة البدنية الطبيعية ، بالإضافة إلى اللوم الذي توجهه إلى الشخص الذي أضرك ، ترسخ الشعور بالظلم الذي بدأ عندما تعاملت مع شيء لاتحبه بدرجة شخصية أكثر من اللازم. وأخطر من ذلك وأهم هو أننا عندما نرتكب هذا الخطأ فإننا بذلك نأخذ مفاتيح حريتنا من أيدينا ونضعها في يد شخص آخر.

- الخطوة الثالثة إنشاء قصة شعور بالظلم: إن الطريقة التي تنشىء بها الذكريات هي التي تجعل من الصعب علينا التخلص من قصص مآسينا. فالعقل يقوم بتخزين الذكريات في مجموعات مصنفة. وعندما نود الحصول على معنى مماحدث لنا، فإننا نقوم بربط الأفكار من خلال علاقتها بالذكريات الأخرى . كما أن بعض الذكريات يمكن تخزينها في أكثر من قسم، فالأشياء السيئة يمكن تخزينها في قسم (( قصص مآسينا)) أو ربما يتم تخزينها في قسم (( أشخاص لايحبونني)) أو في قسم (( حياة غير عادلة)) ، والبعض منا لديه مساحات كبيرة لهذه التصنيفات ومن ثم فإنه يتذكر بسهولة الآلام والمظالم التي تعرض لها. وخطورة إنشاء قصة الشعور بالظلم هذه هي أنها تعكس وجهة نظرك أنت، بالإضافة إلى أنها تعمل على توصيل فكرة معينة. وعند اختيار هذه الفكرة ، فإنك غالبا ماتضطر إلى الاختيار بين شيئين: إما أن تقوم بدور البطل ، أو دور الضحية.
فتختلف القصص لموقف واحد باختلاف الرواة ورؤية كل منهم لهذا الموقف. إن القصة التي ترويها عن ألم لحق بك يمكن أن تتغير تبعا لما إذا كنت أنت الجاني أو المجني عليه.
أما الأمر الخطير في إنشاء قصة الشعور بالظلم فهي من كثرة ترديدها، حتى يملك السامعون، بل قد يتحاشوك.
استعرضنا فيما سبق الخطوات الثلاث التي تؤدي إلى حدوث المأساة، ولكن يبقى السؤال ماالذي يجعل بعض المواقف تتحول إلى مآس في حين لايتحول البعض الآخر؟ فهل هناك من عامل يحدد لماذا في موقف دون الآخر نكون مستعدين لإنشاء قصة مأساة؟؟ بالطبع نعم.
إن أساس عملية المأساة هو شيء يسمى (قوانين غير قابلة للتنفيذ)). وهي عبارة عن مجموعة من العادات الذهنية التي تضخم مشكلة بعينها وتهون أخرى. وحتى نفهم هذه القوانين، تخيل ضابط شرطة جادا في عمله ، مسؤولا عن مراقبة سرعة السيارات على أحد الطرق السريعة ، وأثناء جلوسه في سيارته ، مرت سيارة مسرعة ، فبدأ يكتب الغرامة وحاول تشغيل سيارته لكن المحرك لم يدر، وفي اللحظة التي كان عاجزا عن الحركة لاحظ سيارة أخرى مسرعة ثم تلتها أخرى وبينما كان يتساءل عما سيفعله شعر بالغضب ثم انتابه شعور بالعجز . إن إيقاف السائقين المسرعين هي مهمة هذا الضابط وهو لايستطيع القيام بها بسبب عطل سيارته. إن هذا الضابط وهو لايستطيع القيام بها بسبب عطل سيارته. إن هذا الضابط المسكين في ورطة ومأزق يتمثل في محاولته فرض قوانين غير قابلة للتنفيذ.
إن السؤال الذي يفكر فيه الضابط هو ذاك السؤال الذي تفكر فيه عندما يتم تجاوز قانون من قوانينك غير القابلة للتنفيذ . فالسؤال الذي تواجهه هو: ( هل أستمر في كتابة الغرامات التي لاأملك تنفيذها؟؟) إنك عندما تقوم بكتابة الغرامات الذهنية التي لاتملك فرضها على أصدقاءك، أو زوجتك ، أو جيرانك أو زملائك في العمل، فإنك بذلك تشتت عقلك . فغالبا عندما نفرض قوانين غير قابلة للتنفيذ ، فإننا نصدر غرامات ذهنية كي ( نعاقب) الشخص الذي تصرف على نحو سيء . وللأسف فإن القوانين عندما تكون غير قابلة للتنفيذ، فإننا سنكون الشخص الوحيد الذي سيدفع الغرامات. إنك عندما تحاول فرض شيء ماعلى شخص لاتملك السيطرة عليه ، فإنك عندئذ تنشيء مشكلة تقف في طريقك كلما حاولت التفكير في أحسن الحلول التي يمكن اللجوء إليها .
فمن الصعوبة بمكان أن تعرف ماذا تفعل عندما تكون غاضبا، ومحبطا وعاجزآ. إن الخطوة الأولى نحو فهمك لقوانينك غير القابلة للتنفيذ هي أن تدرك تلك القوانين. فعندما تدرك أنك تضع قوانين غير قابلة للتنفيذ، فإنك بذلك تكون قد اتخذت الخطوة الأولى نحو مساعدة نفسك، ولاشك أنك عندما تقوم بذلك تكون قد استرجعت بعضا من القوة التي منحتها للآخرين ليضروك، وكخطوة تالية فإنك تستطيع إنشاء قوانين أكثر قابلية للتنفيذ.

الاستعداد للعفو: يجب أن تدرك أن العفو أمر اختياري فلست مرغما على العفو عمن أساء إليك، ولكنه أيضا لايحدث بمحض الصدفة إذ لابد أن نتخذ قرار به. إن للعفو ثلاثة شروط يجب أن تتوفر فيمن يريد أن يعفو، وهي:
1- اعرف مشاعرك نحو ماحدث
2- كن واضحا عند تحديد الحدث الذي أضر بك
3- أشرك معك في تجربتك شخصا واحدا أو اثنين ممن تثق بهم.
إن اختيارك لشخص لتخبره لهو من الأهمية بمكان لأن ذلك يساعدك على تحويل مشاعرك إلى كلمات ويجعلها أكثر وضوحا . إن إشراك الآخرين معنا في الألم يمكنهم من الاهتمام بنا وتزويدنا بالدعم والإرشاد ، كما أن ذلك يساعدنا على تخفيف آلامنا لأننا نشعر بأننا بدرجة أقل من الوحدة ولكن علينا أن ندرك أن حديثنا الصريح مع شخص أو اثنين ممن نثق بهم لايعني أنه من الأفضل أن نخبر عشرين شخصا، لأننا في الحالة الأخيرة نفعل ذلك حتى نشجب الجاني ونسمعهم صرخة الألم ، ونريهم كيف تم إيذاؤنا. وهذه الأسباب تختلف عن البحث عن المساعدة والإرشاد ولاتعدو عن كونها مجرد تكرار لحكاية قصة المأساة التي تعرضنا لها. والمهم في هذه النقطة ألا تشرك معك في ألمك إلا من تثق بهم.
فإذا اكتملت هذه الشروط فأنت الآن مستعد للعفو . والعفو في حقيقته شعور بالطمأنينة يتأتي عندما تتعامل مع ألمك بدرجة أقل شخصية، وكذلك عندما تتحمل المسؤولية عن مشاعرك ، وتصبح في القصة التي ترويها بطلا بدل أن تكون الضحية. إن العفو هو تجربة الراحة التي تشعر بها في الوقت الحاضر. فالعفو لايغير الماضي، لكنه يغير الحاضر. والعفو يعني أنك اخترت أن تتألم بدرجة أقل حتى لوكنت مجروحا. إن العفو ملك لك وليس لأحد آخر . إن ماضي الفرد لاينبغي أن يكون سجنا ، فإذا كنا لانملك أن نغيره فلابد أن نبحث عن طريقة نتخلص بها من ذكرياتنا المؤلمة. إن العفو يمكننا من الاعتراف بالماضي مع الاستمرار في الحياة .
لقد أثبتت الأبحاث العلمية بشكل واضح أن تعلم العفو يعد أمرا جيدا لصحة الفرد وسعادته ، فهو جيد للصحة النفسية والبدنية على السواء. وقد أوضحت مجموعة من دراسات العفوالمتخصصة تجدون تفصيلاتها في مصادر البحث- أن كثرة العفو تحسن صحة الفرد. كما أوضحت بعض الدراسات المتعلقة بالمجالات ذات الصلة مثل علم النفس والطب والدين أن الشعور بمزيد من المشاعر الإيجابية مثل الإمتنان والاهتمام والإيمان له تأثير إيجابي على وظائف الجهاز الدوري والجهاز المناعي السابقي الذكر في هذا الموضوع.
إن كلا من النوعين من الدراسات يرى أن تعلم العفو له نتائج إيجابية على حياة الفرد.
معوقات العفو: إن أهم معوقات العفو، يتمثل في الخلط بين أمرين:
1- الإساءة غير القابلة للعفو 2- وبين العجز عن العفو

بمعنى هل هناك دافع للعفو أم لا؟؟

فالخلط بين هذين الأمرين يزيد من صعوبة العفو عند الناس وحتى تتضح هذه المسألة ، فقد طلب من أحد الرجال الذين كانوا يعانون معاناة شديدة، وكان يعتقد أن الإساءة التي وجهت إليه غير قابلة للعفو مطلقا، أن يتخيل أن عشرين مليون دولار قد وضعت في حسابه وأن هذا المال سيصبح ملكا له في حالة ماإذا وافق على ألا يفكر في مأساته، وإلا فإنه سيفقد هذه الثروة. وكانت إجابته بعد أن وضع في هذا السيناريو ( نعم أستطيع، فلست أحمقا حتى أضيع هذه الثروة). وعلى هذا فوجود الدافع إلى العفو هو الذي يحدد إمكانية النجاح فيه من عدمه.
وردا على هذا العرض الخاص بالعشرين مليون دولار، فإن بعض الناس تمنعهم مبادئهم من العفو عن الإساءة من أجل المال. ولكن عندما طلب من أحد هؤلاء أن يتخيل أن بندقية محشوة بالذخيرة موضوعة على صدغه وأن حامل البندقية وضع يده على الزناد منتظرا الإشارة، وأنه لايخلصه من هذا الموقف إلا أن يتخلص من أفكاره السلبية تجاه المسىء.
وبالطبع عند تخيل هذا الموقف فقد اختار العفو.
ومن المهم أن نؤكد من خلال هذين الموقفين أن المآسي تضرنا بطرق عدة ربما لاتستلزم بندقية معمرة أو فقد ثروة ضخمة لتثير فينا الرغبة والدافع إلى العفو. فتكون هذا الدافع ورسوخه في النفس هو الذي يساعد على إتمام عملية العفو ونجاحها، فليست هناك إساءة غير قابلة للعفو ، إن التردد نحو القيام بالعفو هو مسألة تتعلق بالدافع . إن الموازنة بين الأضرار والفوائد- أضرار الاستمرار في المعاناة وبين فوائد العفو- ترسخ هذا الدافع وتقويه، بالإضافة إلى معرفتك أنك بعفوك تسترد القوة التي منحتها للماضي ليدمر حاضرك، فغالبا ماننسى أن العفو ملك لنا وليس للمسيء.
رأينا في الصفحات السابقة أهمية العفو وخطورة الغضب والانتقام وإدراك الغرب لهذه الحقيقة ومدى تأثر الصحة النفسية والبدنية للإنسان بهذه الأمور. فدعونا نعرض لكم الآن العفو من المنظور الإسلامي ، وكيف اهتم به الإسلام وحث عليه ورغب فيه. والحقيقة أنه عند استعراضنا للنصوص الشرعية ، آيات قرآنية كانت أو أحاديث نبوية ، التي تحدثت عن العفو فسيصعب حصرها وذلك لتعددها وتنوع المناسبات التي ذكرت فيها . ولكنا سنكتفي هنا بأكثرها ارتباطا بالمعنى وأوضحها دلالة عليه.

الأيات اللتي تدل على هذا الخلق الفضيل ((العفو)):

1- قال الله تعالى : (( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)) " آل عمران:134)). ذكر تعالى صفة أهل الجنة فقال(( الذين ينفقون في السراء والضراء)) أي في الشدة والرخاء والمنشط والمكره والصحة والمرض، وفي جميع الأحوال والمعنى أنهم لايشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر ، وقوله تعالى ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)) أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعلموه وعفوا مع ذلك عمن أساء إليهم ومن معانى ((والكاظمين الغيظ)) أيضآ: والجارعين الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه ، يقال منه: كظم فلان غيظه: إذا تجرعه فحفظ نفسه من أن تمضي ماهي قادرة على إمضائه باستكمانها ممن غاظها وانتصارها ممن ظلمها . وأصل ذلك من كظم القربة . يقال منه: كظمت القربة : إذا ملأتها ماء ، وفلان كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئا غما وحزنا، ومنه قول الله عزوجل : ((وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )) "يوسف:84" يعني ممتلىء من الحزن .
ثم قال تعالى: (( والعافين عن الناس)) أي مع كف الشر يعفون عن ظلمهم في أنفسهم فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد وهذا أكمل الأحوال ولهذا قال (( والله يحب المحسنين)). فهذا من مقامات الإحسان .
والغيظ أصل الغضب ، وكثير ا ما يتلازمان لكن فرقان مابينهما ، أن الغيظ لايظهر على الجوارح ، بخلاف الغضب فإنه يظهر في الجوارح مع فعل ما ولابد؛ ولهذا جاء إسناد الغضب إلى الله تعالى إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم.
وروي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصفحة فيها مرقة حارة ، وعنده أضياف فعثرت فوقعت المرقة عليه ، فأراد ميمون أن يعاقبها ، فقالت الجارية: يامولاي ، استعمل قوله تعالى: (( والكاظمين الغيظ)) قال لها: قد فعلت . فقالت : اعمل بما بعده ( والعافين عن الناس) فقال: قد عفوت عنك. فقالت الجارية: ( والله يحب المحسنين). قال ميمون : قد أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى. وروي عن الأحنف بن قيس مثله .

2- قال تعالى : ((والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ماغضبوا هم يغفرون)) وقوله تعالى: (( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لايحب الظالمين)) "الشورى:37، 40)) .
قال العلماء : جعل الله المؤمنين صنفين؛ صنف يعفون عن الظالم فبدأ بذكرهم في قوله((وإذا ماغضبوا هم يغفرون))أي سجيتهم تقتضي الصفح والعفو عن الناس، ليس سجيتهم الانتقام،وهؤلاء هم الصفوة السابقون المقربونوقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم-ماانتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله ، ولأنه سبحانه خالق البشر فهو يعلم قدراتهم وتفاوتهم فليس كل البشر يستطيع العفو ابتداء فذكر الصنف الثاني وهم الذين ينتصرون من ظالمهم . ثم بين حد الانتصار بقوله : ((وجزاء سيئة سيئة مثلها)) فينتصر ممن ظلمه من غير أن يعتدي. ثم رغب هؤلاء في العفو وحثهم عليه ونفرهم من القصاص الذي قد يؤدي إلى الظلم ((والله لايحب الظالمين)).
فالآيات السابقة شرعت العدل وهو القصاص وندبت إلى الفضل وهو العفو . فإن لم تطب نفسك أيها المصاب بالعفو ابتداء فقد شرع لك الحق تبارك وتعالى القصاص والانتصار لنفسك ، حتى لاتقع فريسة للصراع النفسي بين هذه المنزلة السامية ووبين متطلبات نفسك الجبلُية من التشفي وأخذ حقك أو رد الاعتداء عليك ، ولكنه سبحانه وفي نفس الوقت وبل وبنفس الكلمات حثك على العفو ورغبك فيه.
إن الناظر في هذه الآيات الكريمة ليدرك أن من أساء إليك فلك أن ترد إساءته ، وأنت حين ترد الإساءة فلست بمسيء كذلك ولكن انظر إلى عظمة القرآن عندما يريد أن يشد النفس البشرية من الانتصار لنفسها والتغلب على شهوة الانتقام إلى آفاق أعلى ومستويات أرحب للنفس المؤمنةالتواقة إلى ماعند الله وتأكيده على علىذالك بتكرار ذات المعنى في مواضع كثيرة كما رأينا ، فالذي يرد الإساءة ليس بمسيء ولكن القرآن العظيم سماها إساءة لينفر النفس منها ويسمو بها إلى المستوى الأعلى والأكمل، إلى مستوى العفو والإصلاح (فمن عفا وأصلح) فأجره على من ؟؟!...(فأجره على الله)، ولك أن تتخيل أجير يأخذ أجره من سلطان أو ملك كيف يجزل له العطاء؟؟ فكيف يكون الأمر عندما يكون أجرك على ملك الملوك . وانظر إلى كرم الكريم وجوده فلم يقل أجره ( من الله) أو (عند الله)، ولكن قال (على الله) ، وكأنه دين عليه ، سبحانه وتعالى للذي يعفو ويصفح؟؟!
وحتى تعلم مقدار هذا الفضل والمقام فإن التعبير (أجره على الله) لم يذكر في القرآن كله إلا في موضعين هذا والذي في سورة النساء: (( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرآ وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرآ إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيما)) "النساء:100" فتأمل في مقدار الترغيب والحث منه سبحانه إلى العفو والتسامح فلم يسو سبحانه وتعالى- مع أجر العافي إلا من خرج من بيته مهاجرآ في سبيل الله ورسوله ليس هذا وفقط ولكن وأدركه الموت أيضا فهو مهاجر شهيد. فأي فضل وأي ثواب تحصله أيها العافي عندما يكون أجرك على الله كهذا المهاجر الشهيد؟؟!
ثم قارن بين هذا الترغيب والحث على العفو، لأنه كما رأينا فإن أهم عائق للعفو هو وجود دافع له من عدمه، ولقد عرضنا في بداية البحث، محاولاتهم الترغيب في العفو، بالوعد بثروة أوالتهديد بموته، وأن مايجنبه العافي أهم من هذا وذاك، تجد الفرق بين منهج البشر وخالق البشر. فدافعك أيها المؤمن هو تحصيل محبة الله وماوعدك به من أجر، تكفل به وجعله كأنه دين لك عليه-سبحانه وتعالى..


*جائزة العفو:

ونتيجة هذا العفو هو ما أخبر عنه نبينا- صلى الله عليه وسلم- عن سهل بن معاذعن أبيه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال (( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله- عزوجل- على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ماشاء)) وفي رواية (( ملأ الله جوفه أمنا وإيمانا)). سنن أبو داوود، تأمل (وهو قادر على أن ينفذه) فهو عفو القادر القوي لا عفو الضعيف المغلوب على أمره.
ثم أنظر إلى عظم الثواب في الدنيا ( ملأ الله جوفه أمنا وإيمانا) وفي الآخرة ( يخيره الله من الحور العين ماشاء) وقد ضرب لنا الرسول صلى الله عليه وسلم- أروع المثل في التحلي بهذه الخصلة الحميدة فموقفه يوم فتح مكة معروف حينما عفا عن كل الذين أساءوا إليه وآذوه وأخرجوه وقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلاقاء.
هكذا وجدنا كيف أن علماء النفس اليوم بعد كل هذا التقدم يصلون إلى بعض ما دلنا عليه حبيبنا ومصطفانا- صلى الله عليه وسلم- فهم يتعلمون الصفح لينعموا بالأمن في الدنيا، أما نحن المسلمون فنظرتنا أوسع وأرحب وهدفنا أسمى وأرفع. فمن يعفو من المسلمين ينعم بالأمن والسلام النفسيين في الدنيا وهو يؤمل في الآخرة الثواب الجزيل فيفوز بخيري الدنيا والآخرة،أما غير المسلمين فغايتهم محدودة وهدفهم قاصر على هذه الحياة الفانية. فإن كان قائلهم يقول: ((Forgive For Good)) بمعنى إعف من أجل الخير، فنحن نقول
((Forgive For God)) اعف من أجل الله.


المصادر العربية لهذا الموضوع:

1- تفسير القرطبي 2- تفسير بن كثير 3- تفسير الجلالين 4- تفسير الطبري
5-المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى للغزالي 6- مختار الصحاح
7- عون المعبود شرح سنن أبي داود 8- الشيخ الدكتور صالح بن حميد. دروس في الحرم المكي الشريف.

المصادر الأجنبية لهذا الموضوع:

1- Forgive for Good by Frederic Luskin (Feb 2003)
2-Forgiveness: How to Make Peace With Your Pastband get on with yoyr life. by Sidney B. Simon(Oct. 1990)
3- Forgiveness Is a Choice: A Step-By- Step Pr. by Robert D.Enright. (May 2001)
4- Anger management tips: Tame your temper. (MayoClinic.com)
5- Art of Forgiving by Lewis B. Smedes (Aug 1997)
6- The Science of Heart Math: www.heartmath.com/freezframer/science_of_ freezeframer.html.
7- Forgive and Forget: Healing the Hurts We Don't deserveby Lewis B. Smedes (sept.2007)
8- Forgive and love Again: Healing Wounded Reby John Nieder (Jul 2003)



* المصدر المنشور به هذا الموضوع ((العفو..... والصحة)) في مجلة ((الإعجاز العلمي)) الصادرة عن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة من العدد (31) ذو القعدة 1429هجرية من الصفحة 18-25 في هذا العدد.






رد مع اقتباس
قديم 01-14-2009, 11:41 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
غازي الهذلي

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي قديم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: العفو....... والصحة

حيا الله عاشق السراة
جميل جداً العفو عمن ظلمك
صدقني أن هناك إحساس غريب يتملك الذي يعفو
ربما شعوره أنه انتصر على نفسه
وهو أيضاً ترويض للنفس

قال ابن القيم نظماً :

وهو الحليمُ فلا يعاجلُ عبدهُ بعقوبةٍ ليتوبَ من عِصيان
وهو العفوُ فعفوهُ وسعَ الورَى لولاهُ غارَ الأرضُ بالسكَّان

* * *
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تعليقه على هذين البيتين :

ومن أسمائه سبحانه " الحليم والعفو " ، فالحليم : الذي له الحلم الكامل الذي وسع أهل الكفر والفسوق والعصيان ؛ حيث أمهلهم ولم يعاجلهم بالعقوبة رجاء أن يتوبوا ؛ ولو شاء لأخذهم بذنوبهم فور صدورها منهم ؛ فإن الذنوب تقتضي ترتُّب آثارها عليها من العقوبات العاجلة المتنوِّعة ، ولكن حلمه سبحانه هو الذي اقتضى إمهالهم


وأما العفو : فهو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب ؛ ولا سيما إذا أتوا بما يوجب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة ، فهو سبحانه يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ، وهو عفو يحبُّ العفو ، ويحبُّ من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب التي ينالون بها عفوه ؛ من السعي في مرضاته والإحسان إلى خلقه ، ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع غفر له جميع جرمه ،






التوقيع

[

رد مع اقتباس
قديم 01-15-2009, 12:26 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سعود المسعودي

 
الصورة الرمزية أبو رديد
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

أبو رديد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: العفو....... والصحة

أمر الله عزوجل بالعفو
( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [الأعراف : 199]

وكان رسول الله يحب العفو وكلنا نعلم كم من القصص من عفوه صلى الله عليه وسلم
نبئت أن رسول الله أوعدني *** والعفو عند رسول الله مأمول
وهو قدوتنا صلى الله عليه وسلم

والعفو من شيم الكرام

موضوع رائع
شكراً عاشق السراة






رد مع اقتباس
قديم 01-15-2009, 01:01 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عاشق السراة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: العفو....... والصحة

شكراً على المرور وجزيتم على الإفادة






رد مع اقتباس
قديم 01-15-2009, 01:32 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشاري العقيلي الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: العفو....... والصحة

جزاك الله أخي الكريم على هذا الموضوع : قال الشيخ ابن عثمين رحمه الله :وقوله: { إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } ،فإذا أساء إليكم إنسان، فعفوت عنه ؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك.
ولكن العفو يشترك للثناء على فاعله أن يكون مقرونًا بالإصلاح ؛ لقوله تعالى : { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } [الشورى : 40] ، وذلك أن العفو قد يكون سببًا للزيادة في الطغيان والعدوان ، وقد يكون سببًا للانتهاء عن ذلك، وقد لا يزيد المعتدي ولا ينقصه.
1 -فإذا كان سببًا للزيادة في الطغيان ؛ كان العفو هنا مذمومًا ، وربما يكون ممنوعًا ؛ مثل أن نعفوا عن هذا المجرم ، ونعلم - أو يغلب على الظن -أنه يذهب فيجرم إجرامًا أكبر ، فهنا لا يمدح العافي عنه ، بل يذم.
2 -وقد يكون العفو سببًا للانتهاء عن العدوان ؛ بحيث يخجل ويقول : هذا الذي عفا عني لا يمكن أن أعتدي عليه مرة أخرى، ولا على أحد غيره. فيخجل أن يكون هو من المعتدين وهذا الرجل من العافين ؛ فالعفو محمود ومطلوب ،وقد يكون واجبًا.
3 -وقد يكون العفو لا يؤثر ازديادًا ولا نقصًا ، فهو أفضل؛ لقوله تعالى : { وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [البقرة : 237] .
*وهنا يقول تعالى: { أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } ؛ يعني: إذا عفوتم عن السوء ؛ عفا الله عنكم ، ويؤخذ هذا الحكم من الجواب: { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا } ؛ يعني : فيعفو عنكم مع قدرته على الانتقام منكم ، وجمع الله تعالى هنا بين العفو والقدير؛ لأن كمال العفو أن يكون عن قدرة . أما العفو الذي يكون عن عجز ؛ فهذا لا يمدح فاعله ؛ لأنه عاجز عن الأخذ بالثأر . وأما العفو الذي لا يكون مع قدرة ، فقد يمدح ،لكنه ليس عفوًا كاملًا، بل العفو الكامل ما كان عن قدرة. اهـ كلامه رحمه الله .






التوقيع

[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink]

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأمثال الشعبية المتعلقة بالطب والصحة في بلاد الشام الرحال الهذلي المجلس العام 6 10-08-2008 09:57 AM
العفو عن الزلات وكظم الغيظ هذلي قديم المجلس العام 5 03-12-2008 05:36 PM
دعوة لوجه الله العفو الغفور قناص الساحل المجلس العام 14 10-09-2007 07:45 PM
خبر عاجل / تم العفو عن فتاة خميس مشيط قبل قليل قناص الساحل المجلس العام 4 04-14-2007 01:05 AM
العفو سلاح الأقوياء نايف السويهري المجلس العام 2 10-09-2006 09:02 PM


الساعة الآن 11:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل