مصافحة أولى: أيقونة الغي
لا تنكري أني أنا المختالُ في أقصى ظنونِك
الباعثُ الآهاتِ من أجداثِها
الهمُّ اللذيذُ
الشامخُ المفضي إلى وادي جنونِك
لا تنكري أني أنا القدرُ الذي ما منه بدُ
الأرعنُ المقتاتُ سهدَكِ
والمليكُ المستبدُ
لا تنكري أني رؤى الفجرِِ الذي لما يفقْ
تتلمسين سناه في ضوعِ الزهورِ
وفي وجومِ سحابةٍ حبلى
وفي طيفٍ إذا ما مر يسرقك الكرى
ليضيءَ أقداحَ الأماني في عيونِك
لا تنكريني ...
أو تماري في بشائرِ موسمي فلقَ اليقين
أو تزعمي أني مجردُ نزوةٍ
أكدى الزمانَ مكوثُها
فتلبستْ عبثَ السنين
أو تغسليني بالدموعِ إذا أويتُ إلى جفونِك
أيقونة الغي ...
يا طهراً مسجىً خلفَ أروقةِ الخيال
يا فتنةً فيك الهدايةُ من ضلال
يا سدرةً كانت تلوذُ إليك أيامَ المحولِ بلابلي
لتسدَّ من رمقِ الأماني الواقفاتِ على غصونِك:
أنا لم أزل أتفيأُ الذكرى
وأختلسُ الزمانَ مسرةً
لأحدثَ الأيامَ عن أملٍ
تفرسَ في ملامحِ حيرتي دهراً
وحدقَ بي ملياً
ثم أوغلَ في خليجِ عيونِك الوسنى بآهاتي
ليودعَني أسيراً في سجونِك
وتمرُّ نافذتي الليالي ساهماتٍ
والطريقُ هو الطريقُ
وأنتِ أنتِ
وقصةٌ
كانت نجيماتٌ تسامرُني فأحكيها لها
عني
وعنكِ
وعن مواسمِ هجرةِ الأحلامِ
والأرضِ البتولِ
وكيف أن الطهرَ أفسقُ من مجونِك
تبا لهاتيك الشكوكِ
السافراتِ عن النوى
المنبئاتِ عن الظلام
وحفيف ريحٍٍ تستثيرُ صبابتي
أنا لم أفكر قطُّ ما الدنيا بدونِك!
أوتنكرين بأنني المختال في أقصى ظنونك ؟
التوقيع |
عجبــت لمــن لــه قــد وحـــــد
وينبو نبــوة القضــم الكــهام
ومن يجد الطريق إلى المعـالي
فلا يــذر المطــي بـلا سنــام
ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام |
|