مساء النور والسرور والخير والزهور قصة وقعت مع بعض الظباط خلال خروجهم في نزهة يحكيها ظابط منهم
يقول فيها:
رافقتُ بعضَ الزملاءِ في نزهةٍ بين
الغابِ ونحنُ في سلاحنا الذي حملناه لنحميَ أنفسنا إذا تعرضنا للخطروبينما نحن نسيرُ صادفتْنا جماعةٌ من القِرَدَةِ الكبيرةِ رابضةً فوق
الأشجارِ تصْرُخُ وتملأُ الجوَّ ضجيجاً فما أن رأتنا حتى زادتْ من اُرصخهاوصخَبِها فخشينَا أن تُثيرَ الوحوشَ الضاريةَ في الغابة ورأينا أن
نرميَ واحداً منها بالرصاصِ لنُشَتِّتَ عْمجها فأطلقَ واحدٌ من رفاقي رصاصةً على قرد منها فخرَّ صريعاً وهنا كَفَّت القردةُ عن الصياحِ وخَيَّم
على المكان صمتٌ رهيب وانْفضَّت القِرِدةُ في سكون واستأنفنا سيرنا في خوفٍ وحذر وبعد لحظات رأيناأربعة منها تعود إلى القردِ ال يَّرصعِ
فتحملُه من رجليه ويديه وتَفِرُّ به هاربةً.وفي اليومِ التالي خرجنا للمسيرِ في المكانِ نفسِه، فإذا بثلاثةِ قرودٍ مختبئةٌ في رأسِ شجرةٍ عاليةٍ،
فلما رأتنا، وبصُرَتْ برفيقِنا الذي عَرصَ واحداً منها بالأمس ، تعالى صُراخُها ، وملأ الجوَّ عُواؤُها، فاستعد صاحبي لإطلاقِ الرصاصِ
عليها، ولكنه لم يستطع لأنَّ المنطقةَ امتلأت بقرودٍ لا عَدَد لها، أقبلت مسرعةً من كلٍ ناحيةٍ ، تحمل كلُّ واحدة منها ثَمَرةً صُلبةً من ثمارِ
الجوزِ الهنديِّ وأخذتْ تقذفُ صاحبي من كلِّ صوْب وتُسدِّدُ القذائفَ إلى رأسِه وصدره في عنفٍ وسرعةٍ ، ثم هجمتْ عليه فأوقعته على
الأرضِ في مفاجأة بارعةٍ وسرعةٍ مدهشةٍ تركتنا في حيرةٍ وذهولٍ ، وكادت القِرَدةُ تفْتِكُ بالرجلِ لولا أننا أسرعنا إلى
رصاصنا نطلقه عليها، وإلى عِصيِّنا الغليظةِ نضربُ بها رؤوسها، حتى قُدِّرَ لنا بعد جهدٍ ورعبٍ أن نُفَرِّقَ جموعها، ونخلِّصَ من براثنها رفيقنا.
انتهت القصة
هناك عبرتان حسب مابدا لي بعد القراءة عبرة سيئة وعبرة حسنة