مدارسنا بين تصريح الوزير وانفلونزا الخنازير
طالب يصف بداية العام الدراسي ويطلعنا على تصور الواقع الملموس والمحسوس... سمعنا كثيرا عن تلك الاستعدادات لمواجهة هذا المرض من دورات ونشرات مستمرة وتحذيرات استنزفت الكثير من الوقت والمال مما جعلنا نشعر اننا نعيش بين الخنازير .
ولاننسى اللقاح الذي استنفر كثيرا من العائلات واشهروا الرفض بصوت واحد لاعطائه ابنائهم . ومع ذلك كله نسمع اصوات التطمين لهذا اللقاح ولكنها اصوات تعلوها نبرات الشك وانتفاء اليقين .
نحن نعلم في قرارة انفسنا انه لا راد لقضاء الله وقدرة . . وان المكتوب سيأتي لامحالة . . ولكن الحديث هنا ليس عن الخوف من المرض ,,
وان كان هناك الكثير ممن كان المرض مصدر رعب لهم . . ولا غرابة
الا اننا استبشرنا خيرا بتصريحات الوزير في التصدي للخنازير . . حتى ضننا يقينًًاًً اننا سنرى الدبابات والصواريخ امام مدارسنا بل سمعنا ماقاموا به من جهود ضخمه ومبالغ طائلة لتوفير ادوات النظافه والمعقمات والكمامات . . اللتي لا ندري اين ذهبت . . والواقع يشهد
ففي صبيحة اول الايام وانا ذاهب الى مدرستي كان ذهني يصور لي ماذا سأشاهد هناك من استعدادات . . وانا متأكد ان جميع المعلمين والمعلمات اخرجت عقولهم لهم افضل الافلام لحرب الشوارع على الاطلاق
ففي طريقي كان من المشاهد اللتي عرضها لي عقلي المتفائل .. اني سأجد عند بوابة مدرستي المتهالكه انواع المعقمات وكراتين الكمامات , ودورات المياة المطهرة وعلب الفاين المعطرة ولا يخفى عليكم اني فكرت في القفازات وسماعة الاذن . . فنحن اصبحنا اطباء في الاونة الاخيرة مع مرتبة الكرف وهضم الحقوق
وبعد ان كنت سارحاً في الخيال , قطع تفكيري أني وصلت الى مدرستي وليت المسافة قد طالت حتى اكمل خيالي الجميل . . لان ماشاهدته امام البوابة قد احرق ماتخيلته
فقد كانت مجاري المياة والروائح النتنة تسرح وتمرح في تلك الصبيحة . . ولكم ان تتصورا كيف بدأ العد التنازلي عندي بسرعة فائقه مما يصعب على الرادار رصد سرعته
فإذا بي استعين بالعمامة ( اطق اللثمة ) بدلا عن الكمامات اللتي كنت اتوقع ان اجدها في استقبالي ,,
اعوذ بكلمات الله التامات من شر من خلق , قلتها ودخلت ..
لأتفاجأ بالاتربة على الارضيات والطاولات وكلما خطوت خطوة يزيد تعجبي واسترجع تلك التصريحات والاستعدادات
فأكملت المسير قاصدا دورات المياة حتى اشاهد نتائج ذلك الاستنفار . . فإذا الصدأ يعلوها والمغاسل تشكي فقرها من المطهرات وعلب الفاين . .
فضلاً على انه بالكاد ان ينزل الماء من الصنبور
فقلت في نفسي لعل المعقمات والكمامات قد تأخرت عنهم وستأتي فيما بعد . . لكن بعد ان تقصيت الاخبار من بعض المعلمين والمعلمات في اكثر من منطقه . .
فإذا الحال كما هو الحال
بل انه في احد مدارس البنات طالبتهم مديرتهم بإحضار المعقمات من منازلهم
فأين تلك التصريحات والاستعدادات اللتي عجت به الصحف والقنوات
هل نحسن الظن ونقول انها ذهبت لمساعدة اللاجئين في الخارج ؟؟
نسأل الله ان يصلح الحال . .
آخر تعديل ماطر السويدي يوم 10-11-2009 في 01:50 PM.
|