صنم جديد يغتال آمال الشباب
كان العرب فى الجاهلية يعبدون الأصنام و لكنهم كانوا يعبدونها (جهلا منهم بالتوحيد و أصوله الخالصة ) ظنا منهم أن هذه الأصنام الخرساء العاجزة إنما تقربهم إلى الله زلفى .هذا الموضوع
مطول ولكن أختصرت الكثير منه
و من هنا كان لهم هدف من وراء هذا التصرف القبيح .
و لما إنتشر الإسلام بين العرب و أشرقت أنوار التوحيد و أظلنا الدين الحنيف بسحابات الحب و الوفاق و الأخوة و الود بين كل المسلمين على وجه البسيطة عندها إنتظم العرب المسلمون فى الفلك الكونى الرائع الذى تنطق كل ذرة منه بأسمى آيات التوحيد الخالص لرب العالمين عز و جل .
و لما إعتنق العرب و من تبعهم على هذا الدين الحنيف أدركوا أن من ضمن شريعة الرحمن عز و جل أن المسلم أخو المسلم و أن كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه فكان الكيان المسلم العربى كيان واحد و لعل أكبر مثال على هذا قبيلتى الأوس و الخزرج اللتان أكرمهما ربى عز و جل فأصبحوا أنصارا للحق و أتباعا للرسول صلى الله عليه و سلم و أحب الناس الى قلوبنا هم و آل البيت الطاهر رضوان ربى عليهم أجمعين .
و تمر الأيام و تقوم حروب إشتركت فيها دولا لم يتم الإعتداء عليها هبت تقف إلى جوار أختها دفاعا عن الحق الشرعى و قد حدث هذا كثيرا فى العصر القديم و العصور الحديثة كما هو الحال فى أفغانستان و الشيشان على سبيل المثال
و قد نجح الإسلام فى توحيد كلمة العرب و السمو بأخلاقهم حتى أن الخليفة الثانى عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما أصبح خليفة كان يدرك هذه الحقيقة و كان يدرك أنه سيحاسبه الله عز و جل لو عثرت دابة فى العراق و يسأله لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر.
و لست هنا لألوم على أحد أو ألقى الإتهامات على أحد بل يعلم الله أن كل ما أردته هو أن نجعل إسلامنا هو دستور الحياة بيننا و أن نتخلى عن الصنم الجديد .
نعم ظهر فى حياتنا صنم جديد ليس حجريا بل هو قطعة من الكاوتشوك كروية الشكل مملوء بالهواء
و الغريب أننا مع علمنا بأن هذا الصنم إنما تم إختراعه لنركله بالأقدام و مع هذا نسمع عن من جأته صدمة عصبية أو نوبية قلبية بسبب دخول الصنم الى شبكة الفريق الذى يشجعه بعضنا .
و الأغرب أننا لم نسمع عن مثل هذه الإصابات لما إغتالت القوات الصهيونية الشهيد محمد الدرة رحمة الله عليه و هو فى حضن أبيه أو عندنا قام الكيان الصهيونى بأعمال حفر حول المسجد الأقصى أو عندما تم تهجير العرب المسلمين من أرض القدس تمهيدا لتهويدها بالكامل .
هل أصبح هذا الصنم الجديد أهم عندنا من المقدسات
إن الرسول صلى الله عليه و سلم أوصانا كثيرا أن نحسن معاملة إخواننا المسلمين و هذه الوصية الشرعية واجبة التنفيذ على كل مسلم فهل سنتركها و نتخذ بدلا منها دستور الفيفا عوضا عن شرعنا الحنيف ؟؟
إن ظاهرة التعصب الكروى إنما هى نذير خطير و مؤشر على مرض عقلى أصاب بعضا من أفراد الأمة التى طوال عمرها لم تتخذ سوى القرآن الكريم دستورا و شرعة و منهاجا و لم تتخذ نهجا تسير عليه سوى نهج الحبيب صلى الله عليه و سلم .
و أقسم بربى إن الله عز و جل يأبى أن تضيع أموال المسلمين على لعبة مهما كان إسمها بل أن يضيع وقت الشباب فى هذه اللعبة بل و الطامة الكبرى أن ينتشر الشحناء و البغضاء بين أفراد الأمة بسبب تعصب البعض لهذه اللعبة .
و أحب أن أكرر أنا لست هنا لأفتح الموضوع فقد إنتهى و لا نريد الخوض فيه بتفاصيل قد تزيد الطينة بِلة
و لكنى أريد أن أسأل سؤال أظنه هاما فعلا
هل تظنون أن أى متعصب لكرة القدم هو شخص متزن سوى ملتزم بدينة يعرف حقوق إخوانه المسلمين يجيد إختيار أولويات إهتماماته .
و منذ متى كانت كرة القدم هى نبع الوطنية الصافى
و هل الذى يحب بلاده يجعل الغرب ينظر الى هذه البلاد على أنها دولا متخلفة بسبب تصرفات غير مسؤولة من البعض
و هنا و حسب تفكيرى أظن أن السبب فى هذه الظاهرة هو أننا كمسلمين قد تم عمل فورمات كامل لأذهاننا بحيث ننسى أننا أشقاء فى العروبة و أخوان فى الدين و لا نعبد إلا رب العالمين .
و لكن الذين يمتلكون برامج إسترجاع الملفات المحذوفة من الدماغ بعد الفورمات (و هم قليلون جدا بكل أسف ) يدركون جيدا أن كرة القدم مجرد لعبة نركلها بالأقدام و لا نعبدها من دون رب العالمين هى مجرد وسيلة ترفيهية فقط وسيلة تعارف بين الشعوب و تسلية فى غير حرام هى فعلا من المباحات طالما أنها لا تسبب البغضاء بين الأشقاء .
خلال
|