قصتي مع الإعاقة‏

قصتي مع الإعاقة

بداية الإعاقة

أصعب اللحظات حين تتمشى فمكان عام سواء في السوق او مراكز الترفهية .. ترى عيون الناس تراقب خطوات مشيتك .. كأنك إنسان غريب أتى من كوكب آخر .. شخص ليس من البشر ..تلك اللحظة تتمنى لو أنك لم تخرج .. تتمنى لو أنك لم ترى نظرات الشفقة بعيونهم .. للأسف هناك أناس لا يحترمون مشاعر المعاقين ، بل لايعرفوا بأن تلك النظرة المشفقة على حالة المعاق تقتله 100 مرة في ثانية بل تجعله يكره الدنيا ..

بالنسبة لاعاقتي التي كانت (قبل العملية) بدأت منذ عمري 7 سنوات وهي عبارة عن عرج بالقدمين بسبب التهاب مفصل رأس الورك هذا نوع من الاعاقات المؤلمة جدا 18 سنة عشتها مع هذا الالم الذي لا يجعلك تمارس حياتك دون الم .. ولاتشعر بالراحة لا بالجلوس ولا بالوقوف حتى المشي مدة 15 دقيقة تتعبك .. وحتى النوم لا تستطيع النوم على الجانبيك بل على ظهرك فقط وحين تستيقظ صباحا تتألم من تصلب العظامك وتحتاج من 15 إلى 30 دقيقة لتقوم من الفراش ..

حين اذهب للأعراس وارقص ارى الناس ينظرون لي بشقفة وحتى عندما اذهب للمدرسة ارى البنات ونظرات الشفقة والبعض منهن يسألني عن سبب مشيتي هكذا فأقول هذا من عند الله والحمدلله ..

رغم كل هذا الألم تعلمت منه الصبر ..جعل شخصيتي قوية و جرئية وحبوبة ولا اخجل من اعاقتي .. حين اخرج كرر في ذهني عندما ارى نظرات الناس ( أنا مثل أي شخصية مشهورة ) فلينظر من يشاء ..

فالحمدلله اني اشكر الله على هذه النعمة وهذه الاعاقة التي افضل حالا من حالات أخرى .. رغم اعاقتي لم تحد من طموح بل جعلتي اقوى .. واستطعت ان اكمل مسيرة تعليمي مثل اي فتاة .. وحتى في العمل استطعت ان اعمل افضل واكثر من الأصحاء ومما كسبني احترام زميلاتي ومديرتي وجعلني موظفة متميزة بشهادة الجميع رغم الاعاقة ..

معاناتي قبل العملية التي كان من المفترض عملها قبل الوصول مرحلة الالم الشديد .. مع وزارة الصحة وخصوصا (العلاج بالخارج) 7سنوات كل سنة اعمل لجنة طبية ويرفضون بحجة العملية متوفرة بالكويت .. كنت مصرة انا اعملها بالخارج لخبرة 18 سنة بمستشفى الرازي ومعرفتي بالأطباء ( القصابين) والممرضات ذو الخبرة المعدمة رفضت عملها بالكويت .. لم افقد الامل بحصول على حقي كمواطن للعلاج بالخارج وخصوصا حالتي كانت الاولى من حالات تجميل الانف او كسر عادى باليد أو اصحاب السياحة على حساب الدولة ..

في احدى المرات نصحتنا احدى صديقات والدتي بان نأتي بحرف (و) الواسطة بعضو مجلس الامة .. في بداية الامر رفض والدي وقال حالي حال الناس انتظر .. حتى وصلت لمرحلة عدم القدره على تحمل الالم والمشي .. وبالفعل اقدمت اوراقي لعضو المجلس .. وآه من الواو (الواسطة) بسرعة وافقوا نفس الأشخاص الذين رفضوني 7 سنوات هم من وافقوا على سماح بعلاجي بالخارج .. دنيا غربية!
و بعد العملية