الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى ,
والصلاة والسلام على خير من اختص من رسله وأوصى
أما بعد
فهذه أولى مشاركاتي في هذا المنتدى العتيق ,
وهي قصيدة أهديتها للأستاذ الدكتور
فهد بن ابراهيم الضالع
بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراة
في رسالته عن الإمام المبرد رحمه الله
وقد جاريت في هذه القصيدة قصيدة الحطئية الدالية
التي يقول فيها
وآثرت إدلاجي على ليل حُرةٍ ... هضيم الحشا حُسّانة المتجرّدِ
فلهذا أغربت فيها لملائمة آثار من تجاريه
وهيهات من آثاره آثاري
فقلت فيها
على ضارجٍ مني وأطواء ضارج
تحية مُدْنٍ لا تحيَّة مُبْعِدِ
إذا جلجلت أصداؤها سمع ضارج
بكى ثم أبكى كُلَّ هَامٍ مُغرِّدِ
وقد سلِمَت مني معاهدُ ضارجٍ
إذا شقيتْ مني معاهدُ ضَرْغَدِ
فإن نشدت عن من سبتني ظباؤها
فعني لابـَي قيس عيلان فانشدي
إليك ابن إبراهيم أرفع رأسها
مرجِّعَةٍ هَدْرَ البعير الْمُزبّدِ
على سُنّة الأعراب قفَّيت رَمْيَها
فجاج القوافي رمية ابنةِ فَدْفَدِ
على مذهب تشنا الأعاجم هديَهُ
معبَّدُه يهدي لغير المعبَّدِ
إذا كنت مستسق لميت سحابة
فروى الحيا قبر الإمام المبرد
ثرىً دافقٌ من تحته العلم والندى
وإن ظل في لحد من الحشر مُؤصَدِ
تضلعتَ من ينبوعه فتقطرت
أناملك البيضاء في كل مشهد
وخِرْتَ لذاك العود أجود مبخر
ففاح كفرع فاح من طيب محتد
وصاحبتَ روحاً لم يفارقك أنسها
تلمَّسُها في كل وحشة مَوْرِدِ
إذا ذُكِرَ الحامون عن وحي ربهم
ذكرتَ أبا العباس في كل محشد
فأصبح من يغتابه لك عائبا
ومن يحمدنْ ذكراه إياكَ يحمد
إليك بها مني قريحة حاذق
محك زناد قدحه غير مُصْلِدِ
بصير بنجم الشعر إن حار مهتدٍ
ببيدائه أو ضل من ليس يهتدي
وحلَّيتها من جوهر الشعر حِلْيَةٍ
بها توزن الأوراق وزن الزبرجد
يداً لي لا تنسى عليك وكم يدٍ
لك الدهر لا تنسى على كل مجتدي
أتيه بها -حاشا عليك- وإنما
عليّ إذا استشهدت ما سطَّرَتْ يدي
===
ما أشكل من مفرداتها :
ضارج موضع مشهور في شعر الأعراب القدماء
وهو اليوم ضمن منطقة القصيم وبالتحديد البكيرية
وهي مسقط رأس الممدوح وفقه الله
الأطواء هي الآبار
والأصداء جمع صدى وهو ذكر البوم
والهام جمع هامة وهي أنثى البوم
وضرغد جبل مشهور بالحجاز
واللاب جمع لابة
والمقصود بها هنا حرة بني سليم
هذا
والعذر على الإغراب
لكن فصاحة هذيل شدتني لأن أثبت هذه القصيدة في موقعكم ,
ورغبتي الملحة في نظر عمالقة الأدب في هذا المنتدى العريق
ولاسيما الأستاذ رداد الهذلي
أخوكم
أبو الهذيل القضاعي |