مقال رائع جداا من ( كاتب حيادي)>>>
لجان قبيحة وإعلام أقبح
الجمعة 23 أبريل 06:50pm 2010
أن تخرج لجنة المنشطات السعودية بعد الأحداث الدراماتيكية لقضية اللاعب المصري المحترف في نادي النصر حسام غالي وعلى الهواء في برنامج "في الثمنيات" بالقناة الرياضية الذي يقدمه مشجع رياضي بتاريخ 22 أبريل لتتحدث عن قضية اللاعب حسام، وتؤكد أنه وفي تاريخ 13 أبريل طلبت وكالة المنشطات تحويل قضية اللاعب برمتها لها لتبت في الأمر، مع أن تحليل العينة "b" خرجت من مختبر ماليزيا بتاريخ 14 أبريل بنسختين، واحدة للجنة المنشطات والأخرى للوكالة، يجعل المتابع يتساءل: لماذا تأخرت الوكالة في جلب القضية لها وكف يد اللجنة؟
وكيف يمكن تفسير أن الوكالة قالت في 13 أبريل أن القضية غريبة ولم تحدث من قبل وتحتاج إلى تحقيق، مع أن الغريب أو المدهش خرج في 14 أبريل؟
وهل الوكالة لديها عرافين يخبروها بما سيحدث بالقضية قبل أن يحدث، أم أن الأمر برمته مرتبط بأن اللجنة متورطة فأرادت رمي التهمة على الوكالة لتخفي أخطاءها؟
ثمة أمر كوارثري أيضا مرتبط في لجنة الحكام، فأن يظهر برنامج "في المرمى" للإعلامي المحترف "بتال القوس" بقناة العربية مراقب مباراة النصر والهلال وهو يتفاعل مع هجمات أحد الفريقين، فنحن أمام مشجع متنكر باسم مراقب، بالتأكيد تقريره سيخفي الكثير، ولن يتحدث عن تلك الأخطاء التي أرتكبها الحكم؟
بين هذه اللجنة وتلك، وبين لجان أخرى ترتكب الأخطاء تلو الأخطاء، وبين إعلام في أغلبه ينتمي للأندية، فيبث التعصب في أعلى تجلايته.
نحن متجهون إلى تمزيق المجتمع الرياضي، وجعل الجماهير تكره بعضها بعضا، وكل هذا بسبب ما يمكن تسميته مأزق أخلاقي ملتبس على الكثير من العاملين باللجان والإعلام.
فاللجان إما أن العاملين فيها غير أكفاء، أو أن ولاءهم للأندية أكبر من ولاءهم للمكان الذي يعملون فيه، كذلك الإعلامي إما أنه لا يعرف ما هي أخلاقيات المهنة وجاهل بأن مهمة الإعلامي أن يكون محيادا لأنه باحث عن الحقيقة وومثل المجتمع في مراقبة عمل المؤسسات واللجان، أو أن أنتماءه للنادي يضرب أخلاقيات المهنة ويقتلها، وبدل أن يكون الإعلام القاضي والمراقب والموجه للمجتمع ومصحح للأخطاء، أصبح هو واللجان يغذون التعصب بقوة، ومن يريد معرفة إلى أين وصل التعصب بسبب اللجان والإعلام، عليه أن يذهب لمنتديات الأندية ويرى إلى أين وصلنا، وكيف هي الكراهية عنوان المشجع، فأصبح فرحه بهزيمة النادي المنافس حتى بالبطولات الخارجية أكثر من فرحه بفوز فريقه، لأن ما يحركه كراهية الآخر أكثر من حبه لناديه.
وكل هذا بسبب لجان تضر بالمسيرة الرياضية، وإعلام في أغلبه صنع واقعا قبيحا، المشكلة أن الجميع يؤكد أن الواقع الإعلامي أصبح قبيحا أكثر من اللازم، والكثير يريدون أن نتعايش مع هذا القبح، مع هذه الكراهية، ولا يريدون أن يتغير هذا الواقع القبيح، لأن تغيره يعني طرد أعضاء لجان غير القادرين على العطاء أو يحققون مصالحهم الشخصية بسبب انتماءتهم، لأن تغيير هذا الواقع يعني عودة الكثير من الإعلاميين إلى المدرجات، لأنهم مشجعون بل ومتعصبون وموتورون، ولا يحق لهم أن يقودوا المجتمع الرياضي.
هذا مقال الكاتب والناقد الرياضي المعرووف///صالح الطريقي .اشهد انك شنب كفووو
|