أ-أفكار ووساوس مزعجة بانتهاك الحرمات والأعراض والوقوع في الكفر.
ب-أفكار مفزعة عن الذات الإلهية والأنبياء لايستطيع الفرد دفعها أو التخلص منها .
ج- ضغط عصبي شديد بسب الدين والله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم مع العجز عن وقف هذاالسباب.
د- تكرار العبادات خشيةالقيام بها بصورةخاطئة وكذا تكرار الأذكار.
هـ.استعادة الحديث الذي تم إجراؤه مع الناس للتأكد من عدم الكذب فيه أومخالفة الحقيقة.
و- وتأخذ الوساوس في الدين عدة صور من أهمها :
1- الشك في النية في العبادات كالوضوء والصلاة.
2- الشك في عدم طهارة الماء المتوضأ بهونجاسته.
3- عدم التيقن من نزول الماء على كل مكان في العضو بنفس قوة جريانه على باقي الأعضاء.
4- الوسوسة الشديدة في انتقاص الوضوء سواء بخروج ريح أو نزول نقطة مذي أو بول أو لمس القدم للأرض أو طرطشةالماء.
5- الشك المستمر في نجاسةالملابس والمياه المكشوفة.
6- الوسوسة في مخارج الحروف وعدم نطق الكلمة بالصورة الصحيحة والتكلف فيها بكثرة تكرارها.
7-الوسوسةفي التكبير والفاتحة وغيرها من أركان الصلوات المنطوقة.
8- الوسوسة في ضبط اتجاه القبلة.
9- الوسوسة أن الذنوب لن يغفرها الله تعالى وذلك برغم عدم وقوع العبد في كبيرة.
10- الوسوسةفي الطعام هل تم ذبحة بالطريقة الشرعية؟ وهل الذي ذبحه مسلم أملا؟
ومن الأهمية بإمكانك أن تعرف مدى مسئوليتك عن هذه الأفكار أو الطقوس وهل تخرجك كما تظن من الملة أم أن الأمرله وجه آخر و لقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي:
يخطر ببال الإنسان وساوس وخواطر وخصوصا في مجال التوحيد والإيمان فهل المسلم يؤاخذ بهذاالأمر؟
فأجاب فضيلته:
ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لمتعمل أو تتكلم" متفق عليه
وثبت أن الصحابة رضي الله عنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عما يخطر لهم من هذه الوساوس والمشار إليها في السؤال فأجابهم صلى الله عليه وسلم بقوله "ذاك صريح الإيمان" رواه مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام"لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخالق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله" متفق عليه وفي رواية أخرى "فليستعذ بالله ولينته" رواه مسلم
يقول النووي وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظرفي إبطالها فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه وأما قوله فليستعذ بالله ولينته فمعناه إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأإلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره.
وهنا ينبغي التنويه إلى أندور الشيطان في الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما في قوله تعالى(وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ) فلو صادفتالفكرة إنسانا سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة باللهوالاستغفار والانتهاء أما إذا صادفت إنسانا مريضا فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلطوتستحوذ على العقل
وروى مسلم عن عبد الله قال سئل رسول الله عن الوسوسة قال "تلك صريح الإيمان" (أي كراهية الأفكار الوسواسية والشعور بالألم بسببها دليل على الإيمان بالله تعالى فالملحد لا يتألم لإنكار الله أو سبه بل يستمتع بذلك ويتباهى به(.
وروى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به قال الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" والحديث صحيح رواه أبو داوود والنسائي.
خلاصة هذا كله أن الوساوس عبارة عن مرض ولما كان الإنسان لا يملك لنفسه دفع المرض وان كان يتحرى أسباب الشفاء منه ويعانى فى سبيل ذلك الكثير فهو فى مقاومته وتحريه مثاب لأنه مبتلى خاصة إذا صبرواحتسب ولا يخرجه هذا عن حظيرة الإيمان على الإطلاق فقط عليه طلب العلاج من أهلالاختصاص والمختصون هنا هم الأطباء النفسيين وإخصائي العلاج النفسي
لذلك فإن الخطوة الأولى هواقتناعك بأن ما تعاني منه هو مرض والمرض أمر نحاول طلب العلاج له وليس كفرًا والعياذ بالله . وإذا سلمت بهذه الحقيقة فعليك أن تطلب العلاج لدى الطبيب النفسي كما يمكنك مساعدة نفسك سلوكيًا ومعرفيًا والتى يمكن تلخيص أساليب المساعدةالذاتية فى الآتى :
اذا تشككت فى انتقاض وضوئك بفعل هذه الوساوس فإذا ألحت عليك الأفكار الوسواسية بأن الوضوء قدإنتقض فعليك تأجيل الإستجابة لهذا الدافع الملح 15 دقيقة أول أسبوع ثم 30 دقيقة في الأسبوع الثاني ثم 45 دقيقة في الأسبوع الثالث ثم .....ثم ....... ثم حتي يتم تأجيل الاستجابة لدافع تكرار الوضوء إلي الوضوء القادم للصلاة التالية فينتهي هذا الدافع نهائيا .
وسوف تلاحظ ازديادمستوي القلق طالما امتنعت أو أجلت الإستجابة للطقوس بتكرار الوضوء وسوف تشعربرغبة شديدة في ذلك إلا أنك في نهاية كل أسبوع ستجد أن القلق بدأ يتضاءل كما أنالرغبة فى التكرار ستنتهى ولن تجد من نفسك أي مقاومة بل ربما يصبح هذا القلق غيرموجود تماما.
* العلاج والوقاية
كم هي المحاولات التي يبذلها مريض الوسواس ..لكي يرتاح وينجو من الخناس ..!!
كم هي المرات التي يبلغ فيها العزم منتهاه .. ثم مايلبث أن تخور قواه !!
فليست المشكلة في عدم العزيمة عند المريض !! ولكن المشكلة مداها والله عريض !
نعم .. مشكلتنا عدم الاستمرار .. على عزيمةكحديدٍ مصهورٍ بالنار
تقطع جذور الوسواس ..من قلوب مرضى الناس .
وكم هي اللحظات الساخنة والدمعات الحارقة والدعوات الحارة والخلوات المتأَمِلة .. والتي أنتجت بفضل الله عزيمة صامدة !!
لو استمرت أسابيع فقط .. لزال الوسواس بلا دواء ولا خُطَطَ !
ولكن حُقَّ للموسوس أن يتسائلب حرقةٍ ويقول .!!
صدقت والله ولكن ما هو العمل ؟
دلونا على طريقة نضمن فيها قدرتنا على الاستمرار .. إلى نهاية الطريق !
والتمتع بشفاء .. ينقذنا من بئر الوسواس العميق !
وهذا العلاج يصلح للإخوة الذين بدؤا العلاج ثم بدأت عزيمتهم تضعف وتتهاوى !!
وكذالك يصلح لكل من عزم على ترك الوسواس .. وبدأ فعلا ثم بعد فترة بدأت عزيمته بالضعف والتراخي وكذلك يصلح لمن بدأ بالعلاج وبعد فترة من الزمن حصلت له الانتكاسة وعاد إلى الوسواس
ومن أهم العقبات والمصاعب التي تواجه الموسوس بعد العزم على تطبيق العلاج والعزم على ترك الوسواس !!
هو تسلل الضعف والتراخي إلى عزيمته !
حيث يكون قويا .. شديدالعزيمه ثم مايلبث أن يدب الضعف والتراخي في عزيمته .. فبعد أن كان قويا شديدالصمود أمام الوساوس يغلبها في جميع أحواله .. يجد نفسه وقد بدأت تلين أمامها.. وبدأ الوسواس يغلبه أحيانا !!!
ومن هنا أقدم صرخة مدوية في وجوه الإخوة الموسوسين إياكم ثم إياكم ثم إياكم !! من التراخي بعد القوه !!
فوالله إنها الطامة الكبرى والمصيبة العظمى !!
بل هي والله بداية النهاية .. ونهاية البداية!!
نعم ..هي بداية الهزيمة .. ونهاية العزيمة !
واعلم .. أن مدمن المخدرات .. إذا انتكس بعد شفائه ..! يكون حاله أسوأمن الأول بكثير !!
وانظر إلى الإخوة الملتزمين حديثا .. إذا انتكسوا بعدهدايتهم !!
تجد أنهم يغرقون في المعاصي أشد من الأول بكثير !
وهذا هوالحاصل .. لمريض الوسواس !!
فلو انتكس بعد العلاج .. ستكون حالته أسوء من الأول إذا لم يتدارك نفسه ويقوي عزيمته مرة أخرى .
قد تتساءلون وتقولون وماهو الحل ؟!!
فأقول :
الحل .. يكمن في معرفة سبب التراخي المؤدي غالبا للانتكاسة !!
فالتراخي له أسباب كثيرة سأتكلم عن أهمها وهي :
أولا :تعرض الموسوس لظروف قاهره تصيبه بالحزن والاكتئاب !
وفي هذه الظروف تنشط الوساوس .. وتضعف العزيمه ثم تحصل الانتكاسة بعدذلك .
وهذا هو الغالب عند الإخوة المنتكسين !
ولذا
يجب عليهم أن يكونوا أقوياء جدا عندما تواجههم هذه الظروف القاهرة ولايستسلموا للوساوس بسببها!
لأن الصمود في الظروف القاسية هو قمة الانتصاروهو أكبر دليل على قوة العزيمة واستحالة رجوع الوسواس مرة أخرى بإذن الله
لأنهم لو استسلموا عند كل ظرف قاهر فمعنى هذا أنهم لن يشفوا أبدا لأن الإنسان معرض للظروف القاهرة إلى أن يموت .
ولا يمكن أن يوجد شخص خال من الظروف القاسية إلا من رحم الله .
وهذا هو الوسواس .. يجب عليكم التغلب عليه حتى في أشد الظروف القاسية .. واعلموا أنكم قادرين على التغلب عليه في أي لحظة بإذن الله المهم أن تعزموا على ذلك وتتوكلوا على الله ولا تدعوا الوسواس يغلبكم أبدا حتى ولو كنتم في أشد الظروف قهراً وشدةً .
ولذلك .. يجب الصمود في فترة الظروف القاسية حتى يكسب الإنسان ثقة أكبر بقدرته على مقاومة الوسواس إلى النهاية ولكي يكون مطمئنا بعدم رجوعه إليه مرة أخرى .
السبب الثاني .. لضعف العزيمة وتراخيها :
هوالإحساس بالشفاء .. وذلك بأن يحس الموسوس أنه انتقل من فترة العلاج إلى فترةالشفاء !!
فيبدأ .. بالتعامل مع الوقائع الوسواسية على أنه شخص سوي .. كغيره من الأشخاص !!
فمثلا .. في فترة العلاج كان إذا شك هل هو على وضوء أم لا .. يطرح هذا الشك مباشرة ويعتبر نفسه على وضوء ولا يبالي بهذا الشك نهائيا .
أما بعد أنأحس بالشفاء .. يبدأ بالأخذ بالأحوط ظاناً أنه لا يحتاج للمقاومة الآن فهو كغيره من الأصحاء !!
وهذه من أعظم خطوات الشيطان والتي عن طريقها يصل الشيطان إلى مبتغاه في إرجاع هذا المسكين إلى الوسواس مرة أخرى بعد أن أنقذه الله منه !
ولهذا يجب أن يبقى الأخ والأخت على حذر تام من الوسواس إلى الأبد .. ولا يثق أبدا بهذه الأفكار مهما أحس أنه قد وصل إلى الشفاء !!
وليعلما أنه حتى الأسوياء يحذرون من الوسواس أشد الحذر !!
بل حتى العلماء .. يحذرونه حذرا شديدا
واقرأ هذه القصة عن بعض سلف هذه الأمه لتعلم مقدرا حذرالعلماء من الوسواس
يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي يوما فجاءه الشيطان ووسوسله أنه على غير وضوء !
فأشار رضي الله عنه بإصبعيه السبابة والوسطى وحركهما يشيربذلك إلى أنه لن يقتنع إلا بشاهدين عدلين .
فانظروا أيها الإخوة الفضلاء طريقة تعامل السلف مع هذه الأفكار الوسواسية حيث أنهم يحذرونها أشد الحذر !!
فيكفيها قبحا وإثما (أنها طاعة للشيطان وعصيانا للرحمن (
والإسلام قبل كل هذا قد أرشدنا إلى كيفية التعامل معها وشدد في التحذيرمنها !
ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحس بخروج شيء منه ( لا يخرج حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا)
ألم يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يبل الواحد ثيابه بعد أن يفرغ من البول حتى إذا أحس بالرطوبة قال ( هذا من الماء الذي رششته)
لم كل هذا ؟؟!! أليس إرشادا لنا بكيفية التعامل مع هذه الوساوس !!
بلى والله .. فهذا هو التعامل الشرعي مع هذه الوساوس ( محاربتها والحذر الشديدمنها).
* علاجه :
علاج الوسواس يشمل على عدة خطوات منها ماهو مبدئي ومنها ماهو عملي ومنها ماهو تطبيقي وتتلخص في :
العلاج الوقائي سبل الوقاية من الوسواس تتلخص في نقاط :
1 - : حياة القلب ومادّته .
فإن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه وموته وظلمته مادة كل شر فيه .
قال الله تعالى " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "
فأخبر تعالى أن هذا القرآن إنما هو الروح والنور والهدى وكل هذا ( أعني الروح والنور والهدى ) مادة الحياة الحقيقية وآية السعادة والإطمئنان .
عُلم من هذا أن شفاء القلب وصلاحه وحياته إنما يكون من معين القرآن ومن منبع الوحي العذب الرويّ .
2 - : فساد القلب وشقاؤه .
أمّأ فساد القلب وشقاؤه إنما يكون بـ : بالجهل والغفلة واتباع الهوى .
فبقدر بعد العبد عن ربه بقدر ما يشقى القلب ويتعس لبعده عن مادة الحياة .
وحين يبعد القلب عن الله وعن مادة الحياة التي تحييه تتسلط عليه الشياطين بأنواع المكائد والوسوسة لأن الشيطان يخنس ويبعد عن القلوب الحية الذاكرة لله جل وتعالى ويستقر ويتسلّط على القلوب التي بعدة عن الله جل وتعالى .
وإن أعظم ما يتسلّط به الشيطان على قلوب بني آدم إنما يكون بسلاح ( الوسوسة ) .
3 - : الوسوسة وسلطة الشيطان . والوسوسة :هي مكيدة الشيطان ( الوسواس الخناس ) !
فإنه يخلط الأمور ببعضها حتى ما يكاد تبين وجه الحق فيها إلا لمن عصمه الله تعالى من كيده ووسوسته .
إن إدارك تسلّط الشيطان ونزغاته ووساوسه ومعرفة حقيقة الشيطان وطبيعته ليولّد عند المرء وعياً يعينه على إدراك طبيعة النزغات الشيطانية والموقف الصحيح منها .
وإن المتأمل لآيات القرآن يجد شدة عنايته بالتحذير من مكيدة الشيطان وشركه أكثر من تحذيره من النفس والهوى .
لأن شر النفس وفسادها ينشأ من وسوسته فهي مركبه وموضع شره ومحل طاعته .
و الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهمّ بالخير أو يدخل فيه فهو يشتد عليه حينئذ حتى يقطعه في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن شيطانا تفلّت عليّ البارحة فأراد أن يقطع صلاتي " !
وكلما كان العمل أنفع للعبد وأحب إلى الله كان اعتراض الشيطان له أكثر .
وقد أخبر الله تعالى عن إبليس أنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا فقال " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "
فنفى جل وتعالى سلطانه عن من اتصف بصفتين :
- الإيمان . ( آمنوا )
- العمل . ( وعلى ربهم يتوكلون ) .
والسلطان سلطان الحجة والبرهان وابليس ليس له حجة ولا برهان على مكائده ووسوسته إنما سلطانه بالإغواء والوسوسة .
هذا هو سلطانه كما فسره حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنهما .
وإنما سلطان إبليس على الذين يتولونه ، قال تعالى " إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِمُشْرِكُونَ "
فبيّنت هذه الآية أصناف من يتسلّط عليهم ابليس :
- الذين يتولّونه : باتباع الهوى والاستجابة لداعيه والغفلة عن ذكر الله .
- الذين هم به مشركون : وهم طائفة أشد ضلالا ممن قبلهم .
المقصود أن حقيقة سلطان إبليس إنما هي سلطة إغواء ونزغ لا سلطة حجة وبرهان .
وهذه السلطة سلطة ضعيفة في حقيقتها كما أخبر الله تعالى بقوله " إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "
4 - : الشعور بضرورة العلاج . وإدراك أن هذه الوسوسة إنما هي كيد الشيطان ونزغاته .
فإن هذاالإدراك هو بداية الطريق في صدّ هذا الكيد ودفعه فإن الإنسان حين لا يدرك أن هذا من كيد الشيطان ووسوسته فإنه لا يزال به حتى يصرعه أسيرا للوسوسة والتزيين والإغواء والإغراء .
العلاج التطبيقي
1- أن يعلم المبتلى أن ما أصابه مرض ابتلاه الله به لحكمة فيصبر على ذلك ويحتسب و يتعاطى الأسباب التي تخففه أو تمنعه بالكلية. قال تعالى ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ).
وإذا قاوم العبد الشيطان على وسواسه وجاهده على ذلك وصبر على بلائه كان مأجورا على ذلك ولم يؤاخذه الله بما حصل منه وكان ذلك دليلا على كمال إيمانه ونور بصيرته
2- أن يكثر العبد من الإستعاذة بالله من شرور الشيطان وأن يلتجأ بالله ويعتصم به قال تعالى ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ).
وهذه الإستعاذة - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - إنما تبلغ أثرها حين تكون على اعتقاد جازم بمعانيها .
فإن العوذ اللجأ إلى الشيء والإقتراب إليه .
ومن استعاذ بالله اعتصم به ولجأ إليه
فأي كيد يصله وهو يعتقد اعتقادا جازما أنه معتصم بالله الذي هو رب كل شيء ومليكه .
فهو سميع: يسمع استعاذتك فيجيبك .
عليم : يعلم ما تستعيذ منه فيدفعه عنك
أن يعلم أن الأصل في سبب الوسواس أنه من عمل الشيطان والشيطان يبدأ في وسواس العبد في الشيء اليسير في عبادته وعمله وسلوكه فإن استعاذ منه وامتنع عنه لم يتغلب عليه وإن استجاب له العبد وكان ضعيفا شدد عليه الشيطان وأكثر من وسواسه وتمكن منه حتى يشككه في دينه وربه ونبيه ويهجم على قلبه ويضعف عزيمته ويبطل عمله ويكون العبد له أسيرا قال عثمان بن أبي العاص :" يا رسول الله : إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذاك شيطان يقال له خنزب ، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، و اتفل عن يسارك ثلاثاً ) قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني رواه مسلم
وفي الغالب ينفذ الشيطان على العبد في حال غفلته وضعفه وخوره وفتنته بالدنيا وغير ذلك من أحوال ضعف البصيرة وقلة الإخلاص
قال الله تعالى ( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
وقال المعتمر بن سليمان عن أبيه " ذكر لي أن الشيطان الوسواس ينفث في قلب بن آدم عند الحزن وعند الفرح فإذا ذكر الله خنس وقال ابن عباس في قوله ( الوسواس الخناس ) قال " الشيطان جاثم على قلب بن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله خنس ".
3- أن يطلب العون من الله ويحسن التوكل عليه ويوقن أنه لا يمنعه من الشيطان ويقيه إلا الله ومن استعان بالله على أحد من خلقه كفاه شره وعصمه ووقاه منه ويسر أمره قال تعالى ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) وقال تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).
4- أن يكثر من الدعاء الصادق لا سيما في الأوقات والأماكن الفاضلة ويطرح بين يدي الله ويدعو دعوة المضطرين بخوف وإنابة وحسن ظن بالله قال تعالى ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ).
5- قطع الاسترسال فلا يسترسل الشخص مع حبائل الشيطان ومكائده وخواطره وهواجسه .
فإن الشيطان كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم يأتي للعبد فيسأله من خلقك فيسترسل معه حتى يقول له : من خلق الله ؟؟!!
وعلاج هذا قطع الاسترسال وعدم الاستجابة لهذا الوسواس سدّا للذريعة وصيانة للنفس من أن يتسلّط عليها الشيطان بوسوسته فإذا هجم الوسواس عليه قطع التفكير به ولم يستسلم وينقد له بل إشتغل بأمر آخر ديني أو دنيوي نافع وينبغي له أن يملأ وقته ويومه بكثير من الأعمال والبرامج و لا يبقى فارغا يتسلط التفكير عليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربَّك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته ) رواه مسلم
و الشيطان حريص أشد الحرص على الهجوم على قلب المؤمن الحق والوسوسة فيه لإفساده وإذهاب نوره ولن يتمكن من ذلك بإذن الله ما دام العبد متحصن بذكر الله أما الكافر والمنافق فالشيطان مستغن عن الوسوسة في قلبه ليس بحاجة إليه لأن قلبه مظلم بالكفر. فقد جاء الصحابة لابن عباس وقالوا إن اليهود يعيروننا بقولهم نخشع في صلاتنا ولا تخشعون في صلاتكم فقال ابن عباس: وماذا يفعل الشيطان بالبيت الخرب
6- إذا وجد ذلك في نفسه فليقل ( آمنت بالله ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ) رواه مسلم و ليكثر من النظر في كتاب الله و دلائل الإيمان وأسماء الله وصفاته وأفعاله الجميلة والجليلة ويتفكر في آيات الله الكونية وقراءة الأحاديث النبوية وسماع كلام أهل الحق والحكمة ومجالس العلم قال تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ).
7- أن يتحلى بالثقة بالله وقوة القلب والعزيمة ويوقن ضعف الشيطان وكيده وليعلم أن ارتفاع معنوياته ومستواه النفسي له أثر عظيم و دور كبير بإذن الله في حصول علاجه وتخلصه من الوسواس قال تعالى ( فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ) وقال تعالى ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
8- أن يكثر من ذكر الله والتدبر فيه خاصة الفاتحة والمعوذات وسورة البقرةوالمداومة على أذكار الصباح والمساء
وخاصة ( المعوذات )
فإن الذكر هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم كما إن لذكر الله أثر عظيم في اطمئنان القلب و طهارته وذهاب صدأه وقسوته ووحشته من الشبهات المحرقة والشهوات المظلمة قال تعالى ( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )
9- العلم .فإن العلم يدفع عن المؤمن الشبهة ويكبت الشهوة إلا فيما أحل الله تعالى .
إذا علمنا أن سلطان الشيطان إنما هو سلطان نزغ وإغواء لا سلطان حجة وبرهان وأنه قد يأتي للشخص من هذه الجهة على أن ما يمليه عليه حجة برهان وعلم بل ويفتح له آفاق الدليل من الكتاب والسنة يلبّسها عليه حتى ليحسبها الحيران حقاً وحجة وبرهانا وإنما هي كيد ووسوسة .
فصار طلب العلم والإخلاص فيه سببا من أسباب دفع الوسواس ودحضه .
10- صحبة الأخيار . فإن في صحبتهم عوناً ورشاداً ونصحا وتوجيهاً وتبصيرا وتثبيتاً .
فعض عليهم بالنواجذ فإنهم نجوم يهتدى بها وفيءٌ في الرمضاء ونسيم السحر وعبيره .
11- كثرة الدعاء واللجأ إلى الله تعالى فإن الله هو الذي يقدّر البلاء وهو الذي يدفعه .
12- المجاهدة والمصابرة فعلى المريض الصبر والتأني في استمراره على العلاج .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فإذا فعل ذلك زال عنه ما يجده بإذن الله عز وجل وأنه يناجي الله تبارك وتعالى
ويتقرب إليه بتكبيرهوتعظيمه وتلاوة كلامه سبحانه وتعالى بالدعاء في مواطن الدعاء في الصلاة ، فإذا شعرالإنسان
بهذا الشعور فإنه يدخل على ربه تبارك وتعالى بخشوع وتعظيم له سبحانه وتعالى ومحبة لما عنده من الخير وخوف
من عقابه إذا فرط فيما أوجب الله عليه .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
علاج الوسوسه في الصلاة
السؤال :أعاني من الوسوسه في الصلاة فأشعر عند الصلاه بأننى لاأصلي وبأن صلاتي ليست هي الصلاه المطلوبه والتي يتخللهاالخشوع و الطمأنينة مما يؤدي في بعض الأحيان إلى قطعها وإعادتها مره أخرى وكثرة البكاء لهذا السبب حتى أنني أصبت بمرض نفسي وعقدة بسبب الصلاة وبدأت أصبح انطوائية أعتزل الناس أفيدوني أفادكم الله؟
الجواب :بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة و السلام على رسول الله ، وبعد :
الوسوسه من أعمال الشيطان التي يحاول بها إبعاد الناس عن طاعة الله ،بل قد يصل الأمر بالوسوسه إلى البعدعن الإسلام بالكلية ، وعلى المسلم أن يتحصن بذكر الله ، والالتجاء إليه ، وإظهار الفقر له ، والتوكل عليه ، في أنيصرف عنه ذلك الوسواس ، وأن يتفل على يساره ثلاثًا مستعيذاً بالله منه ، وأن يكثر من الدعاء ، وألا يرخي لنفسه العنان في هذا الأمر ، وألا يكثرمن الخلوة بنفسه . يقول الدكتور رفعت فوزيرئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية دار العلوم :
قال الله عز وجل : ( وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌفَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَليمُ)
فأحسن ما يقال ما يؤدِّبنا الله ـ تعالى ـ به ويأمرنا بقوله ، وهويأمرنا في حالة وَسوسة الشيطان أن نقول :
نعوذُ بالله من الشيطانالرجيم ، أو أعوذ بالله السَّميع العليم من الشيطان الرجيم .
فإنّه يُذهب وساوس الشيطان أيًّا كانت هذه الوَساوس
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : يأتي الشيطان أحدَكم فيقول :
مَن خلق كذا ، مَن خلق كذا ، حتَّى يقول : مَن خلق ربَّك ؟ فإذا بلغذلك فلْيستعِذْ بالله ولْيَنْتَهِ".
وفي رواية في الصحيح :
لا يزال الناس يتساءَلون حتى يقالَ هذا خلقَ اللهُ الخلقَ ، فمَنخَلقَ اللهَ ، فمَن وجد
من ذلك شيئًا فليقل آمنتُ بالله ورسُله .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليهوسلم ـ:
مَن وَجَد من هذا الوسواس فليَقُل : آمنَّا بالله وبرسُله ثلاثًا ،فإن ذلك يذهب عنه .
والرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يذكرفي هذين الحديثين نوعًا من هذه الوَساوس وهي كثيرة ، وعلاجها كما رأيناوكما
علَّمنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نستعيذَ بالله منه ومنها ، ونُعلن إيمانَنا بما جاءنا من عند الله ـ تعالى ـ
على لسان رسله ، فنقول أكثر من مرة : "آمنتُ بالله ورسله"
فيذهب الله ـ تعالى ـ هذه الوساوس كما أخبرنا الصادق المَصدوق ، صلىالله عليه وسلم .
وفي صحيح مسلم عن عثمان بن أبي العاص ـ رضِيالله عنه ـ قال :
قلتُ : يا رسول الله ، إن الشيطان قدحالَ بيني وبين صلاتي وقراءتي يُلْبِسُها على . فقال :
" ذلك شيطان ، فإذا أحسسْتَه فتعوذ بالله منه واتْفُل عن يسارِك ثلاثًا"
قال عثمان : ففعلتُ ذلك فأذهبه الله عني.
وقال رجل لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ما شيء أجدُه في صدري ؟ قال : ما هو ؟ قلتُ :
والله لا أتكلَّم به ، فقال لي : أشَيءمن شكٍّ ؟ إذا وجدتَ في نفسك شيئًا فقل :
هو الأولُ والآخِر والظاهِروالباطن وهو بكلِّ شيء عليم
رواه أبو داود بسند جيد
وقال بعض العلماء : يُستحَبُّ قول " لا إله إلا الله " لمن ابتُلي بالوَسوسة في الصلاة أو في غيرها ، فإن الشيطان
إذا سمِع الذكر خنس ، أيتأخَّر وبعُد .
و" لا إله إلا الله " رأس الذِّكر، ولهذااختار السادة من صَفوة هذه الأمة المُداومة على قول :
" لا إله إلا الله" وقالوا : أنفع علاج لدفع الوسوسة ، الإقبال على ذِكر الله تعالى والإكثار منه .
قال الإمام النووي في الأذكار : إنَّ الوَسواس إنما يُبتَلى به مَن كمُل إيمانُه، فإنَّ اللص لا يقصد بيتًا خرِبًا ،يقصد أن الشيطان يحاوِل إفساد قلوب أهلِ الإيمان ليُفسد عليهم إيمانهم .
وكما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبعض من ابتُلوا بالوسوسة " ذاك محضُ الإيمان ".
فأنصح الأخت السائلة أن تُكثِر من الاستعاذة بالله من الشَّيطان الرجيم أيًّا كانت هذه الوَسوسة ، ومن ذكر الله ـتعالى ـ عامّة و" لا إله إلا الله " خاصّة ، يذهب الله ـ تعالى ـ عنها ما بهابفَضله وكرمِه.
يقول ابن الصَّلاح : " قول لا إله إلاالله له أثرٌ بيِّن في تنوير القلب ، ولا إله إلا الله في أول درجات الذِّكر فإنه
التوحيد الباهر".
والله أعلم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
السؤال :ما حكم الوسواس والنسيان في الصلاة؟
الجواب :الوسوسة في الصلاة لا تبطلها ، ويجب على المصلي أن يدفع الوسواس ما استطاع ، وذلك بأن يفكر فيما يقرأ أو يسمع من الإمام أثناء الصلاة فإذا شرد ذهنه رده إلى الصلاة . أما إذا نسي ركنا من أركان الصلاةوانتقل إلى غيره فيرجع إليه ما لم يصل إلى مثله ، فإن وصل إلى مثله اعتبر ما بعدالركن الذي نسيه لاغيا ، واعتبر الركن الذي هو فيه بدل ما نسيه ، وأتم صلاته على هذا الأساس ، ثم يسجد للسهو قبل السلام مثاله أن ينسى الركوع ولا يذكره إلا عندالركوع الذي في الركعة التي تليه فعندئذ يعتبر الركوع الذي هو فيه بدل الركوع الذي نسيه ويلغى ما بعد الفاتحة من الركعة السابقة، وما قبل الركوع الذي هو فيه ، ويتم صلاته على هذا الأساس ، ويأتي بركعة ويسجد للسهو ، وإن نسي سنة التشهد الأول لايعود إليها لكن يسجد للسهو .
وسجود السهو : هوسجدتان متواليتان بعد التشهد الأخير وقبل السلام من الصلاة
وإذا التبس عليه عدد الركعات فلم يدر كم صلى فيبني على الأقل ويتم صلاته ويسجد للسهو
فلو شك هل صلى ثلاثا أم أربعا يعتمد أنه صلى ثلاثا ويأتي برابعة ويسجد للسهو، وصلاته صحيحة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
السؤال :ما حكم الوسواس والنسيان والشرود الذهني في الصلاة ؟
الجواب :هذه الأحوال منها ما يكون قهريا بسبب الهم والغم وكثرة مشاكل وأعباء الدنيا ومتطلباتها ، فلا يؤاخذ به المصلي ، والواجب عليه أن يفرغ قلبه للصلاة وأن يحصر ذهنه فيها ، بأن يتأمل ما هو فيه من مناجاة لله تعالى ووقوف بين يديه عز وجل ، وأن يدافع الخواطر التي تصرفه عن الصلاة ما استطاع ،وإن من إكرام الله للإنسان أن يرزقه حضور القلب في الصلاة ، فلو شرد ذهنه وغلبته الوساوس دون أن يخل بأركان الصلاة من أقوال وأفعال فصلاته صحيحة ، وإن أدى ذلك إلىنسيان ركن من أركان الصلاة فله أحكامه الخاصة التي يذكرها العلماء في باب سجودالسهو . فالخواطر القهرية لا يؤاخذ بها المصلي ، أما من يستذكر الأشياء ليفكر بهافهذا مخالف للمقصود من الصلاة ، فقد توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال:
" من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث رسول الله فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه "
رواه البخاري
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
السؤال :ما حكم من أعاد صلاته لشكه أنه أسرع فيها وانتقض وضوؤه في الصلاة المعادة .
الجواب :الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله :
الإسراع في أداء الصلاة ينافي الطمأنينة التي هي ركن من أركان الصلاة ، ويخل بالخشوع الذي هو سبب لقبول الصلاة ، يقول الله تعالى : ( قَدْأَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي دخل المسجد يصلي مسرعا من غير طمأنينة قال له:
) إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَاتَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ،ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ، وَافْعَل ْذَلِكَ فِي صَلَاتِكَ كُلِّهَا)
رواه البخاري ومسلم
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله :
" ويشترط في صحة الركوع أن يكون بطمأنينة ، لحديث المسيء صلاته المتقدم ، وأقلها أن تستقر أعضاؤه راكعآبحيث ينفصل رفعه من ركوعه عن هويِّه " انتهى . " مغني المحتاج "
فإذا أدى الإسراع في الصلاة إلى ترك الطمأنينة في الركوع أوالسجود أو الجلسة بين السجدتين فلم تستقر أعضاءالمصلي في أحد هذه المواضع فالصلاة باطلة في هذه الحالة ويجب إعادتها ، فإن أعادها وانتقض وضوؤه أثناءالصلاة المعادة وجب عليه قطع الصلاة وإعادة الوضوء والصلاة .
هذا إذا تيقن أنه أسرع في الصلاة فأخل بركن الطمأنينة ، أما إذاكان الأمر مجرد شك بمعنى أنه غير متأكد
من أنه أسرع في الصلاةوأخل بالطمأنينة فيها فصلاته صحيحة ، ولا يجب عليه الإعادة ؛ لأن القاعدة الفقهية تقول : اليقين لا يزول بالشك "
والله تعالى أعلم
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يقوي إيماننا وينور بصائرنا ويدفع عنا كيد الكائدين ويقينا من شرور الشياطين ويحفظنا من كيدهم ويعيذنا من همزهم ونفخهم ونفثهم ويشف من ابتلي بالوسواس من المؤمنين
هذا الوضوع منقول لعيونكم