قديم 06-19-2010, 03:08 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية من كوكب اخر
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

من كوكب اخر غير متواجد حالياً


35 ஐصنوبري الاندلس ஐ

( إبن خفــــــــاجه ,,ويطول الحديث عنه )



أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الجعواري الأندلسي ولد في سنة 450 هـ / 1058م، في بلدة جزيرة شقر من أعمال بلنسية إحدى عواصم الأندلس، وعاش في أيام ملوك الطوائف إبان دولة المرابطين، لكنه لم يتعرض لاستحاثهم، عكف على اللهو، وتعاطى الشعر والنثر فبرع فيهما، حتى أعجب به مواطنوه، وعدوه واحد عصره، أقلع في كهولته عن صبوته، وعكف على وصف الطبيعة، وتوفي فيها سنة 533 هـ / 1137م. وليست شقر جزيرة في البحر، وإنما هي بليدة بين شاطبةوبلنسية قيل لها جزيرة لإحاطة الماء بها. فقد كانت بلدته من أجمل بقاع الأندلس وأخصبها تربة. كانت أسرته على جانب من اليسار والاهتمام بالعلم والأدب مما جعل موهبته في نظم الشعر والكتابة تظهر في وقت مبكر.


كان نزيه النفس لا يتكسب بالشعر ولا يمتدح رجاء الرفد والعطاء وكان يعد أديب الأندلس وشاعرها بدليل ما وصفه به المقري في كتابه نفح الطيب وكان رقيق الشعر أنيق الألفاظ غير أن ولوعه بالصنعة وتعمده الاستعارات والكنايات والتورية والجناس وغيرها من المحسنات المعنوية واللفظية جعل بعض شعره متكلفا، وأوقع بعضه في الغموض.


تفرد ابن خفاجة بالوصف والتصرف فيه، ولا سيما وصف الأنهار والأزهار، والبساتين والرياض والرياحين، فكان أوحد الناس فيها حتى لقبه أهل الأندلس بالجنان، أي البساتين، ولقبه الشقندي بصنوبري الأندلس. فالطبيعة إذا عند ابن خفاجة هي كل شيء، فقد شغف بها ومزج روحه بروحها وبادلها الشعور والإحساس، كان يتحدث إليها كما يتحدث إلى شخص ذي حياة وحركة. فابن خفاجة من شعراء الطبيعة ولعل ميزته هي في الكثرة لا في الجدة، وقد أكثر من صيغ شعره بألوان البيان والبديع من أستعارات وتشابيه وجناس وطباق، وقاده هذا الميل إلى التكلف، فاستغلقت معانيه أحياناً على القراء.


لإبن خفاجة قطع نثرية، تعمد فيها أسلوب ابن العميدوالهمذاني من حيث السجع والتعمل، والتزام المحسنات اللفظية.ركز ابن الخفاجه عدة اشعار يطرب لها السامع اوالقارئ ومنها,,


قصيدة في وصف الجبل وهي من درر قصائده التي تمثل امتزاج الشاعر بالطبيعه

بـعيشك هـل تدري أهوج الجنائب * تـخب بـرحلى أم ظـهور النجائب
فـما لحت في أولى المشارق iiكوكباً * فـأشرق حتى جئت اخرى iiالمغارب
ولاأنـس إلا أن أضـاحك iiسـاعة * ثـغور الأمـاني في وجوه iiالمطالب
ولـيل إذا مـاقلت قـد باد iiفانقضى * تـكشف عـن وعدٍ من الظن كاذب
سـحبت الـدياجي فيه سود iiذوائبٍ * لأعـتنق الآمـال بـيض iiتـرائب
فمزقت جيب الليل عن شخص أطلس * تـطلع وضـاح الـمضاحك iiقاطب
رأيـت بـه قطعاً من الفجر أغبشاً * تـأمـل عـن نـجم تـوقِّدَ iiثـاقب
وأرعــن طـماح الـذؤابة بـاذخ * يـطاول أعـنان الـسماء iiبـغارب
يـسد مـهب الـريح عن كل iiوجهه * ويـزحـم لـيلاً شُـهبه iiبـالمناكب
وقـور عـلى ضـهر الـفلاة iiكأنه * طـوال الـيالي مـفكر في iiالعواقب
يـلوث عـليه الـغيم سـود غمائم * لـها من وميض البرق حمر iiذوائب
أصـخت إلـيه وهو أخرس iiصامت * فـحدثني لـيل الـسرى بالعجائب
وقـال الأكـم كـنت مـلجأ iiقـاتلٍ * ومـوطـن أواه تـبـتل iiتـائـب
وكـم مـر بـي من مدلج iiومؤوب * وقـال بـظلّلي مـن مطيٍّ iiوراكب
ولاطـم مـن نكب الرياح iiمعاطفي * وزاحـم من خضر البحار iiغواربي
فـما كـان إلا أن طوتهم يد iiالردى * وطـارت بهم ريح الندى iiوالنوائب
فـما خـفق إيكى غير رجفة iiأضلع * ولا نـوح رقـى غير صرخة iiنادب
ومـا غـيض السلوان دمعي iiوإنما * نـزفت دموعي في فراق iiالصواحب
حتى متى أبقى أبقى ويظعن صاحب * أودع مـنـه راحـل غـير آيـب
وحـتى متى أرعى الكواكب iiساحراً * فـمن طـالع أخرى اليالي iiوغارب
فـرحماك يـامولاي دعوة iiضارع * يـمد إلـى نـعماك راحـة iiراغب
فـأسمعني مـن وعـظة كل iiعبرة * يـترجمها عـنه لـسان iiالـتجارب
فـسلي بـما غابكى وسرى بما iiشجا * وكان على عهد السرى خير iiصاحب
وقـلـت وقــد نـكّـبت لـطيةٍ: * سـلام فـإنا مـن مـقيم iiوذاهـب

الريح :

يقول في قصيدةٍ يكاد المزج أن يكون تاماً بين وصف الطبيعة ووصف الحبيب وتتداخل هنا المحسوس مع المعنوي في خدمة الوصف والتعبير الوجداني فيقول في ذلك

ولهـوتُ فيـه بــدُرَّةٍ مكنـونةٍ في حُقّ خِدرك
تنـدى شقـائقُ وجنتيكِ به وتـنفحُ ريحُ نـشرك
وقـد استـدار بصفحتي سوسانِ جيـدكِ طلُّ دُرّك
حيـثُ الحَـبابةُ دمـعةٌ تجري بوجنةِ كأس خمرك
وتهـزّ منـكَ فتنــثني بقضيبِ قدِّك ريحُ سُكـرك

هذه الريح غالباً ما تحملُ عاطفة صادقة ممزوجة بالدموع واللوم والأسى والعتاب ومحفوفة بألوان الطبيعة وأزاهيرها ومهما فصلت المسافات بين الأحباء فإن الهواء لديه قدرة يتفرّد بها
يجمع شمل أنفاس الأحبة فلم تعد البحور عائقاً ولا الجبال سدّاً ولا اليابسة حاجزاً على النسيم العشقي الذي يصل من حيث لا ندري محملاً رائحة الحبيب يدخل خلسة عن الآخرين لعبق في أنفاس تنتظر وترقب مجيئه

الليل والصبح :
بعيداً عن عيون المبغضين والحاسدين والكاشحين والأعداء فالغزل الخفاجي مسرحه الليل حيث اللهو والخمر والمجون فابن خفاجة له مثلثه الخاص وهو : الطبيعة والخمرة والمرأة فيقول في ذلك :

نادمـتها ليلاً وقد طلـعت به شمساً وقد رقّ الشراب سرابا
وترنّمت حتى سمـعت حمامةً حتى إذا خـسرت زجرت غرابا
والحبيب من ظلمة الليل كنور الشمس ساطع :

يقـرأ واللـــيل مدلـهمّ لنـور إجـلائه كتــابا
ربّ ليـلةٍ سهـرتُ فيـه أزجـرُ من جنحهِ نِـكابا
حتـى إذا الليل مال سـكراً وشـقّ سـرباله وجـابا
وحام من سُـدفه عــرابُ طالـت بهِ سنّه فشــابا
والليل زينته عينا الحبيبة وخدّاها فهو كالثغر في وجه الليل ويصف ابن خفاجة غلاماً قام يقدم له الخمر في الدجى وقد بهر بجماله :

واللـيلُ ستـرٌ دوننا مرسلٌ قد طـرّزنهُ أنجمٌ حمرُ
أبكي ويشجيني ففي وجنـتي مـاءٌ وجـنته جــمرُ
وبات يسقيـني تحت الدجى مشـمولةً يمزُجُها القطرُ
واتسـمت عن وجـهة ليلةٌ كأنـه في وجـهها ثـغرُ

فصورة الليل تتكرر في معظم قصائده الغزلية ونكاد جميعها تتشابه وتقترن بصورة الصباح فلا نفرّق بين الأسود والأبيض إلا حسياً والنور والظلمة وذلك لان ابن خفاجة كان في غزله وصفياً بعيداً عن الخيال الجامح قريباً من الفطره مّيالاً إلى المحسوس المعاش والمألوف


الماء :
أبرز ما أخذ من عناصر الطبيعة في غزله كان الماء فشعر ابن خفاجة على الإجمال كثير الماوية رطب فيصف الحبيبة متغزلاً بها وبجمالها فيقول :
فكرعتُ مـن ماءِ الصباحِ غلالةً تندى ومن شـفق السماء نقابُ
في حديث للـريح الرخاء تنفسٌ أرجٌ وللمـاء الفـرات عبـابُ
ولربّ غضّ الجسم مدّ بخوضهِ شبحاً كما شـقّ السماءَ شهابُ

الخضرة والأزاهير :
ومن يتصفّح ديوان ابن خفاجة تفوح منه رائحة الأزاهير ويغرق في غمرة الألوان ويطير في فضاء من الخضرة والأشجار والروض والغدير فالنرجس والأقحوان والطيب وغيرها عطّرت جوّ الغزل والوصف أيضاً فيقول :
غازلنا جفنٌ هناك كنرجسٍ ومبتـسمٌ للأقحوان شــنيبُ
وإذا وصف المرأة كأنه يصف الطبيعة :
فتـق الشـبابُ بوجنـتيها وردةً في فـرعِ أسلحةٍ تميد شبابا
وضحت سوالف جيدها سوسانةً وتـورّدت أطـرافها عنّـابا

وأفضل ما قاله في الطبيعة :
وجنيتُ روضاً في قناعك أزهرا وقضيب بانٍ في وشاحك أثمرا
ثم انثنيتُ وقد لبستُ مصــندلاً وطويتُ من خلع الظلام معنبرا
والصبح محطوط النقاب قد احتبى فـي شـملةٍ ورسـيةٍ فتـأزّرا


القمر :
قال وقد طلع عليه القمر في بعض ليالي أسفاره فجَعَل يُطرِقُ في معنى كُسوفِهِ وإقمارهِ وعِلَّةِ إهلالِهِ تارّةً وسِرارهِ ولزومه لمركزه مع انتقامه في مَدارِهِ مُعتَبِراً بحَسبِ فَهمِهِ واستطاعته ومُعتقداً أنَّ ذلكَ معدودٌ في عبادة الله وطاعته
لَقَد أصَـختُ إلى نجواكَ مِن قَـمَرِ وَبتُّ أُدلجُ بَينَ الوَعـيِ والنَّـظَرِ
لا أجتَلِي لُمَـحاً حَتَّى أعِي مُلـَحاً عَدلاً مِنَ الحُكمِ بَينَ السَّمعِ والبَصَرِ
وَقد مَلأتَ سَوادَ العينِ مِن وَضحٍ فَقَرِّطِ السَّمعَ قُرطَ الأُنسِ مِن سَمَرِ
فَلَو جَمَعتَ إلى حُسنِ مُــحاوَرَةً حُزتَ الجَمالينِ مِن خُبرٍ وَمِن خَبَرِ
وإن صَمَتَّ فَفي مَرآك لي عِـظةٌ قَد أفصَحت لِيَ عَنها ألسُـنُ العِبَرِ
تَمُـرُّ مِن ناقِصٍ حَوراً ومُكـتملِ كَوراً وَمِن مُرتقٍ طَـوراً ومُنحَدِرِ
والنَّاسُ مِن مُعرضٍ يَلهَى ومُلتِفتٍ يَرعَـى ومِن ذاهِلِ يَنسـَى وَمُدَّكِرِ
تَلهُو بسـاحاتِ أقـوامٍ تُـحدِّثُنا وَقد مَضَوا فَقَضـَوا أنَّا عَلى الأثـرِ
فَإن بَكَيتُ وَقَد يَبكي الجَليدُ فَـعَن شَـجوٍ يُفَجِّرُ عَينَ الماءِ في الحَجـَرِ


فعناصر الطبيعة لا تنتهي في شعر ابن خفاجة فهناك الطيور والبرق والجو والشمس والبدر وغيرها وقد كثرت في الأندلس الرياض والبساتين وصدحت في جنباتها الطيور وتوزعت في أنحائها الجداول وباتت حواضر الأندلس تؤلف عقداً من الحدائق وهذا ما أوجد لدى شعراء الوصف ميلاً إلى وصف الأزهار فتركوا قصائد تدخل في باب شعر النوريات وبلغ ولعهم بمباهج الزهر إن بقيت صوره مطبوعة على صفحات خيالهم


السماء :
نلاحظ في هذا المظهر الطبيعي الوصف الوجداني كما تظهر النزعة النفسية نتيجةً لذلك إذ يفيض الشاعر على الأشياء حتى تطالعنا بأحداق وملامح إنسانية تضحك وتبكي تطرب وتشقى تعاني وطأة الوجود وتغتبط به فكأنها إنسان متكامل سويَ أو كأن الشاعر يصف ذاته من خلال الأشياء
ومن هنا قول ابن خفاجة واصفاً حسد السماء
ألا يا حـبذا ضحك الحميّا بحانـتها وقد عبس المـساء
وأدهم من جيـاد الماء مهر تنـازع جـلّه ريـح رخـاء
إذا بدت الكواكب فيه غرقى رأيت الأرض تحسدها السماء
نظر الشاعر إلى السماء فتأثر برؤيتها وانثنى لوصفها فهو لم يعبّر خلاله عما رآه وحسب بل عبّر مما رآه إلى ما شعر به ولعلّ الوجدانية خلال تلك الأبيات تظهر منذ البيت الأول حيث تراءت الخمرة كأنّها تضحك أمام عبس السماء فالضحك والعبس هما من ذات الشاعر والحسد اندمج في نفس السماء التي تحسد الأرض
وتشغل يد الطبيعة شعر ابن خفاجة بجميع ما تعرض له من حسن نضارة وزينة وحلي وأصباغ وألوان وعاطفة حتى بدت لغته تمتاز بالنعومة والانسجام يحلّي معانيه استعاجات وتشابيه وضروب جميلة أحياناً غموض الرمز وغلالة الإيحاء فيبدو عليها اجتلاب التكلف .





كانت البيئة الأندلسية تنعم بجمال وروعة آسرة وتصطبغ بظلال وارفة وألوان ساحرة تتنفس بجو عبق عطر يضاعف من روعته وبهائه ما يتخلل جنباتها من مواطن السحر ومظاهر الفتنة التي تبعث الانبهار والدهشة في النفوس وقد انعكس ذلك في شعر الأندلسيين بشكل عام حيث ازدحم بصور متنوعة ملونة تمثل البيئة الطبيعية في هذه الرقعة المسماة بالأندلس
ومن هنا تشكلت صورة الأندلس في الأذهان متقاربة في أوصافها وألوانها وقسماتهاهذه الصورة كانت تأخذ عطرها وعبقها وملامحها وألوانها من الطبيعة فهي أقرب إلى لوحة فنية ناطقة إنها بستان زاهٍ أو حديقة غناء أو واحة خضراء ...





(ويطـــــــــــــــــــول الحديت عن ,,صنوبري الأندلس)









إمضـــــــــــاء من نور







التوقيع

ماهو ضروري ازعج البال واشــقيه
.ولابـه مكانٍ للنـــدم والكــابه
آخر تعديل من كوكب اخر يوم 06-19-2010 في 03:55 AM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ஐ◄ ▓▒░~~ ::مجموعة من شيلات الشاعر المبدع تركي (2000) المطيري :: ~~░▒▓ ►ஐ هذلي وافـــتخر مجلس الشيلات 8 09-11-2008 12:44 AM
ஐ¦أَجـْمـَلْ¦*´¨`*·.¸¸.¦الْــٍحـُـرُوْفْ¦ஐ الشدادي الحارثي المجلس العام 7 03-30-2008 07:19 PM
..°.ஐi|[♥ كلمات فوق المعاني ♥]|iஐ..°. محمد الحميدي المجلس العام 14 03-28-2008 04:55 AM
ஜ۩ ஐ مشروبات ساخنة لشتاء قارس ஜ۩ ஐ بنت مكه المجلس العام 12 02-13-2008 11:38 PM
..°.ஐi|[♥ كلمات فوق المعاني ♥]|iஐ..°. هـــذلـــي وأفـــتـــخر؟ المجلس العام 4 06-05-2007 09:21 PM


الساعة الآن 11:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل