07-02-2010, 05:19 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
ربح البيع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربح البيع
كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يجلس وسط أصحابه عندما دخل شاب يتيم يشكو إليه قائلاً : ( يا رسول الله ، كنت أقوم بعمل سور حول بستاني فقطع طريق البناء نخلة هي لجاري طلبت منه أن يتركها لي لكي يستقيم السور , فرفض , طلبت منه أن يبيعني إياها فرفض ) , فطلب الرسول أن يأتوه بالجار , أتى الجار إلى الرسول وقص عليه الرسول شكوى الشاب اليتيم , فصدق الرجل على كلام الرسول , فسأله الرسول أن يترك له النخلة أو يبيعها له فرفض الرجل , فأعاد الرسول قوله ( بع له النخلة ولك نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام ) , فذهل أصحاب الرسول من العرض المغري جدا ً فمن يدخل النار وله نخلة كهذه في الجنة ؟ وما الذي تساويه نخلة في الدنيا مقابل نخلة في الجنة ؟ لكن الرجل رفض مرة أخرى طمعاً في متاع الدنيا , فتدخل أحد أصحاب الرسول ويدعى أبا الدحداح , فقال للرسول عليه السلام أأن اشتريت تلك النخلة وتركتها للشاب ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟ فأجاب الرسول : نعم , فقال أبا الدحداح للرجل أتعرف بستاني يا هذا ؟ فقال الرجل : نعم , فمن في المدينة لا يعرف بستان أبا الدحداح ذو الستمائة نخلة والقصر المنيف والبئر العذب والسور الشاهق حوله ؟ فكل تجار المدينة يطمعون في تمر أبا الدحداح من شدة جودته فقال أبا الدحداح : بعني نخلتك مقابل بستاني وقصري وبئري وحائطي , فنظر الرجل إلى الرسول غير مصدق ما يسمعه , أيعقل أن يقايض ستمائة نخلة من نخيل أبا الدحداح مقابل نخلة واحدة ؟ فيا لها من صفقة ناجحة بكل المقاييس , فوافق الرجل وأشهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة على البيع , وتمت البيعة , فنظر أبا الدحداح إلى الرسول سعيداً سائلاً : ( ألي نخلة في الجنة يا رسول الله ؟ ) فقال الرسول ( لا ) فهب أبا الدحداح من رد رسول الله , فاستكمل الرسول قائلاً ما معناه ( الله عرض نخلة مقابل نخلة في الجنة وأنت زايدت على كرم الله ببستانك كله , ورد الله على كرمك وهو الكريم ذو الجود بأن جعل لك في الجنة بساتين من نخيل أعجز على عدها من كثرتها ) , وقال الرسول عليه السلام ( كم من مداح إلي أبا الدحداح ) , والمداح هنا : هي النخيل المثقلة من كثرة التمر عليها , وظل الرسول يكرر جملته أكثر من مرة لدرجة أن الصحابة تعجبوا من كثرة النخيل التي يصفها الرسول لأبا الدحداح وتمنى كل منهم لو كان أبا الدحداح , وعندما عاد أبا الدحداح إلى امرأته دعاها إلى خارج المنزل وقال لها : ( لقد بعت البستان والقصر والبئر والحائط ) , فتهللت الزوجة من الخبر فهي تعرف خبرة زوجها في التجارة وشطارته وسألت عن الثمن فقال لها : ( لقد بعتها بنخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام ) , فردت عليه متهللة : ( ربح البيع أبا الدحداح ربح البيع ) .
التوقيع |
وإذا أتتك مذمتي من ناقص **فهي الشهادة لي بأني كامل |
|
|
|