كان من عادة الشاعر عبدالمعين المطرفي في كل سنة إذا وقع الربيع أن يحيل بالإبل إليه
لترعى من جديد النبت , و اعتادت الإبل على ذلك
وفي سنة من السنوات وضع لها شبك , و أكثر لها العلف و لم يتركها تذهب للربيع
فلاحظ أنها قد ضاقت من الشبك و أضربت عن العلف
فكان بينهما هذا الحوار .
و كانت البداية تقديم شكوى على لسان الإبل :
[poem=font=",6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="solid,4,darkblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="1,black""]
أبا أكتب المعروض و أرفع لسيدي=لعل سيدي ينتظر لي في الاوضاع
في الليل مشبوكة في شبك و حديدي=و الصبح مفلايه في قيد و مقراع
حالِِِ كما هذاعسى ما يعيدي=انباع فيه الدر باللتر و الصاع
واقول هذا الراي ما هو رشيدي=يرونه العقال مخلف للأطباع
ضليت في نعمه وحظ(ن) سعيدي=ضليت روس اجبال و صمود و فراع
أرعى قديم النبت و اللي جديدي=و اسرح على كيفي نزول و مطلاع
أسمع طيور الليل تنشد نشيدي=اصوات تالي الليل ووحوش و سباع
تعجبني الخلوه في حر وجليدي =في الليل مرتاحه و في الصبح رتاع
أسقيك من دري جديد وبريدي =حلاه لا ذقته يدندن في الاسماع
في سامي معروف نبته رديدي=أثمار تعرفها تشاكيل و أنواع
أرعى و أنوخ في الخلا والصعيدي =مردومة الأسنام و بدون و اشباع
و اليوم هذا الحال والله شهيدي=لي شفت براق الحيا سد الارواع
ما عاد فيّه صبر و الله يفيدي=ودي في قطر السيل انا اسرع بالاسراع
لكن يديَه في عقال وقيدي=واقف لي الراعي بمطرق ومقشاع
أكتب لك الشكوى و أريد الرديدي=ما أظن سيدي للدنانير طماع
ما بعت من دري بقصرِ مشيدي=في ما مضى ماقد سمعناه ينباع
والهرج كثره ينبغي للبليدي=و اللي سواتك هرجنا فيه ما ضاع
قلت اسمعيني يابنات الهديدي=و أخذي جوابي من وراء عوج الأضلاع
يا حلوة الالبان ماني شديدي=ما بيننا هوشة و تحتاج فراع
واقف في عزك من زمان بعيدي=يا ما زفيتك في صيافي ومرباع
كادت عظامي في طريقك تبيدي=اقفز سوات الصقر لي رفرف وزاع
مالحت في جلودك بخضر الجريدي=ما ني بجلاد و لاني بقصاع
عزك يزيد ودايماً في المزيدي=والمال لأسياده يقولون نفاع
و اليوم يوم اني نويت استفيدي=و ليا الشكاوي منك جتني بالأوجاع
و اللي زرع يحصد في وقت الحصيدي=أحصد وغيري يحصده كل زراع
طيعيني ثم اخزي بليس المريدي=مالك و مال ابروق في ذيك الأسناع
ماني مكدد في الكلام الكديدي=لا واسطة عندي ولا فيه شفاع
قالت لي اسمع في الكلام الأكيدي=البرق طول الليل نواظ لماع
لا تجحد النعمة و لا ابغى الجحيدي=ماني بمقتنعه ولا حولي اقناع
معروض قدمناه عبر البريدي=شكوى رفعنا لك ولا فيه مرجاع
قلت لك ياسمحات رايك عنيدي= احسبك لأسيادك مطيعة و مطواع
اكثر لك الاعلاف وانتي شريدي=يا جوخت الجنبين ما أحذف بمقلاع
ما جبت من محواك هذا رصيدي=ماني فليس الجيب والبطن ماجاع
الدخل من غيرك يجيني عديدي=و الله يرزق كل صايم و ركاع
ما ترقد عيونه مع أهل الرقيدي= نوره كما ما قال وهاج ولاع
واحد أحد فرد ولا له نديدي=ما غايبه مثقال ذرة ولا ضاع
لكن ما دمتي نويت الشديدي=ترى الطلب يفداك مدي له الباع
قدامك الذيب الحمر له ربيدي=ياكل عيالك يطعم عياله جياع
قالت لي لا تكثر علي الوعيدي=دوَر على اللي عندة القلب قرقاع
لو كنت لذياب المراقيب صيدي=يمديك حارسني ببندق و مدفاع
الذيب خوف به بنات الرفيدي=واماني منه القلب ما قيد يرتاع
أفتك نفسي و احتمي لك وليدي=بعدين وليا انك تقني وتبتاع
انا اشهد إنك مرجله من جديدي=أبو حميد و الخبر عنه قد شاع
محمد المعروف بابن السنيدي=افتك حمر الجوخ ما احتاج فزاع
الناس سمعت به قريب و بعيدي=في سنين ما فيها جريدة ومذياع
طاحت عيونه دونها ما يحيدي=حتى تراجع طامعيها بالارجاع
وصيق يشهد مع حصاه الرصيدي= صم الحصا في الليل صاقع و صقاع
واصرد وبرها الدم و اصبح صريدي=و اجبر غفير القوم عنها بالاقلاع
بضرب القديمي والعصا و الثميدي=في سنين فيها الناس شالع وشلاع
لو مات من دونك حسبته شهيدي = و الله حسيب العبد للسر طلاع
عساك للجنة يا ذاك العويدي=معصوم من حرِ شنيع و شناع
أفخر بجدِ لي و أنا له حفيدي= و الناس ما تفخر بأ بو قلب رعراع
هذا جواب المطرفي بالقصيدي=ما لفق الأبيات بأنصاف و ارباع
و صلاة ربي عد نوِ عديدي= أسقى الجبل و الشعب و الحزم و القاع
على النبي المختار سيد العبيدي=ما صكت الغدرا و ما شعشع شعاع[/poem]