اولأ علي بالاعتراف ان هذه القصه لازالت تاُثر علي كل ماتذكرتها وسارمز لاحد اهم شخصياتها والتي تدور حولها احداث القصة بصديقي ناصر يرحمة الله وسوف احاول الاختصار قدر الأمكان
البدايه كانت من الحي الذي اسكن فيه ,كنا اربعة اصدقاء يجمعنا حب كرةالقدم نلعب ونزعج الحي بصرخنا , لانتفارق بداً , كبرنا معاً كان صديقي واخي ناصر يتيم الأب فابوه المتوفي غير سعودي وامه متزوجة من شخص سعودي وهوه يعيش مع جدته لوالده , بعد وصولنا لسن المراهقه والشباب
وكأي شباب في ذالك الوقت والآن ,كنا نذهب في رحلات خارج مدينة مكه وعند نقاط التفتيش بين المدن نبرز لرجال الأمن بطاقات الاحول الا ناصر فكان يخرج اقامته وما ان يرها رجل الامن الا ويطلب منا التوقف ويبدا التحقيق معه !
والسؤال المعروف لدينا مسبقاً هل تحمل تصريح تنقل داخل مدن المملكه وهكذا , بحكم انه من جنسيه عربيه !
ولايعرف من بلده الاصلي الا دفتر الاقامه وجواز السفر لوالده المتوفي . بقينا هكذا حتى اصبح ناصــر يتضايق من اقتراح الخروج والتنزه خارج مكه
المشكله ليست هنا , بعد ان اصبحنا في سن الشباب وانهينا المرحه الدراسيه او اختصرنها كما فعلت انا وتجه كل منا الى قطاع وظيفي واصبحنا موظفين وانشغل معظمنى بحياته الخاصة .
الا ناصر فبرغم انه كان من المتفوقين دراسياً الا انه لم يستطع ان يجد عمل مقارنه بأعمالنا ونحن نحمل شهادات دراسيه اقل منه
ومع ذالك لم يستطع اكمال دراسته الجامعيه لانه غير سعودي .
ماتت جدت ناصر رحمها الله واصبح وحيداً في بيت جدته الشعبي ولمدة تزيد عن عشر سنوات , توفيت والدته ايضاً واصبح يتيم الام والاب. كان يرانا ونحن اصدقاء طفولته نتقدم في وظائفنا ونركب السيارات الجديده ونتزوج ,, اما هوه فكان يعمل في مؤسسه تجاريه براتب لايتجاوز 900 ريال رغم اخلاصه في عمله فهو سعودي المنشئ فقط !!
ولايعرف بلده الاصلي ولم يراه في حياته ابداً
لم ننقطع عن بعضنا الا في اخر ثلاث سنوات ,, مع العلم اني انا الوحيد الذي بقـــي في نفس الحي ولم انتقل منه , فكنت اره احياناً , ورغم انه يصغرني بسنوات الا انه اصبح كهلاً من اثر تلك السنوات التي قضها وحيداً بعد وفات جدته العجوز ووالدته رحمهم الله !
قبل سنتين كنت ذاهب الى المخبز بعد صلاة العشاء كان بيت ناصر على نفس طريقي الى المخبز رأيت مجموعه من رجال الشرطه وسيارات الامن امام بيت ناصر , خفق قلبي !!
فانا اعرف ناصر جيداً فهوه مسالم جداً .
اقتربت من المنزل واقدامي لاتكاد تحملني وأول عباره سمعتها من الجموع الواقفه امام مدخل البيت ..( لاحول ولاقوه الا بالله ) !؟
اقتربت اكثر من باب البيت ووجدت احد رجال الدوريات وكانت لي معه معرفه سابقه , سلمت عليه وبسرعه سالته ماذا حدث ؟؟
فقال وجدنا صاحب المنزل مشنوق ومعلق في سقف البيت !!!
يالله كان الخبر كصاعقة ينزل على مسامعي , تجمدت الدماء في عروقي وأخذت الارض تلف بي من هول ماسمعت
تذكرت بانه في الاونه الاخيره لم يكن على مايرام كان الحزن واضح على محياه وكانه بلغ الخمسين من عمره .
كان يجلس احياناً مع ابناء الحي الصغار وكأنه يسترجع ذكريات الطفولة ويهرب من واقع مـــر يعيش فيه,, قلت لابد ان اراه هل هوه ناصر اللذي اعرفه وكاني لا اريد ان اصدق انه هوه كنت ادعو في نفسي بأن يكون شخص اخــر , طلبت من رجل الامن ان ادخل الى البيت , كنت اسير بخطئ ثقيله ودقات قلب متسارعة حتى وصلت الى صالة المنزل المتواضعة
رفعت نظري الى الرجل المشنوق ولم اتمالك نفسي من ما رأيت
فقد كان اخي وصديقي ناصر ,,
اه ياناصر اطلقتها بسيل من الدموع وأنا اجثو على الارض وكأن احمال الدنيا كلها فوق ظهري .
وكانت عبارات لاحول ولاقوه الا بالله هي التي اسمعها في تلك اللحظه من رجال الأمن ,, وهم يتهمسون بينهم هذا اخوه ؟
ايش يقربله ؟
واخذت ابكي وانا امام ناصر او جثمان ناصر ان صح التعبير فناصر رحل من هذه الدنيا ولن يعود ابداً ولم يبقاء الا جسده معلقً هناك وحيداً , كنت اتذكر ضحكاته وكلماته لي كنت اتذكر ادق التفصيل من حياته وكَان الزمان توقف بي لاتحسر على تلك الايام .
مقطع صوتي ......
[RAMS]http://dc03.arabsh.com/files/7/h1v8xiy6mh7ywm/-------.mp3[/RAMS]
اه ياناصر مت وحيداً هناك ..
اه ياناصر فيما كنت تفكر وانت تلف الحبل حول عنقك النحيل ..
اه ياناصر لماذا اخترت الرحيل بهذه الطريقه وحيداً
سامحني يا اخي لأنني لم اكن اشعر بمعاناتك
سامحني يا صديقي لانني نسيتك كما نسيتك الأوطان
سامحني يا اخي لان حياتك كانت مرهونه ببطاقة لاتتجاوز في حجمها راحت اليد ....
وداعاً يا اخي
مضى على وجوده معلقاً يوم ونصف ولم يكتشَف امره الا صدفه من احد اولاد الحي ...
رحمك الله ياناصر رحمك الله يا صديقي
وسامحوني على الأطالة .....
ترا القصة من راسي 