العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس الأدبية > مجلس النثر والخواطر
 

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-16-2010, 11:28 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مطرفي هذلي والراس مرفوع
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مطرفي هذلي والراس مرفوع غير متواجد حالياً


Mnn في ( ثرثرة الظلام ) تَنَاوَلَت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني !

بِ حَذقٍ مِنْ مُعَاناة قَلمٍ قَد سَأِمَ نَزف ثَروته التي تَنحَصِر في مُكوِّنَاتِ الحِبرِ , تَمكُثُ الأوجَاع .
و بِخَليطِ فَرحةٍ مَع وَجعٍ يَندُب القَلب الذي خُلِقَ بِ دَاخلِه , تَرقُص أفكَار الرّحيل عَلى سِحر الإيقاع .
أرحَلُ مِنْ ضَريحِ الجَناح السّادس و العِشرين , لأبقى في غُرفَةٍ سَافَرت مَا بين انتهاء الضّباب إلى آخرِ مَدٍّ مِن وَاجِهَةٍ بَحريّة , فَوق تَراقص شُطئآن الألم عَلى مَرمَىً مِنْ مُثول غَضبِ الأموَاج ِ .
يُخيَّلُ لِي بأنّ الطُّرقَات كُلّها مَملُوكَةٍ بَين ارادتي و طَوع يَدي , و تُصدَمُ مشَاعر إثر صَفعَةٍ تلقّتها مِن نَهمِ القَدر , و هُروب لذّة الذّكريات التي خُلِّدَت على لوحٍ خشَبيّ .


ذهُولٌ أصَابَ مُتطلِّعَةٌ مِن الوُرود التي نمَت في طَرفِ البُستَان , عِندما اعتلَت أغصَانها لِـ تُطِلُّ مِن نَافِذة الكُوخُ الذي بهِ تَعيشُ أشلاءٍِ بَقَت !
أشلاءٌ !
يَستعْمِرُهَا الوَهن , و تَمضَغُهَا روحٌ شيطَانيّة , لا لونَ لها .. لا رائِحَة .. لا وُجود !
أشلاءٌ , انتهَت و هِيَ تَرتَسِم عَلى مَلامِحِ العَزاء الأسوَد , و تجُرُّ أذيَال الحَسرَة .
تُجَابِهُ التّفكِير , و تَنحَصِر نبضَاتها عَلى وَتيرةٍ وَاحدة , طِيلة العَام .. امتداداً مِن المَمرّ السّادس و العِشرين .
أشلاءٌ لا توَدُّ أنْ تَرحَل مِن حيَاة ِ غُربتها , لا سُيّما بَعد أنِ التَقت بـِ جَمعٍ قَليلٍ مِنْ أشلاءٍ تلاشَت مِنها الأرواح , لِـ تبقى جَاثِمَة على تمخُّض الأقدَار .. و ينتأُ بهَا التّفكير لِـ تُصبِحُ فَارِغَةً مِن الحيَاة ِ .
هُنــــاك , في طَرفِ الكُوخ عَلى أرِيكَةٍ تمزّقَت أطرَافُهَا مِنْ وَجعِ أناخَ حُمولَته عَليها .
يُثَرثِرُ الألَم , و يَهدأ فِي النِّصف الأخِير مِنْ هَزيعِ الليل .
و كأنّ لَعنَةٌ مِنْ زوَابِع الغُربَة لا تُرِيدُ أنْ تَبرَح هَذا الكُوخ , فَـ أبقى مُتأمِّلاً مُبتَسِمَاً لِ تَصويرِ الذّكريات أمَامي .. و أستَبِيحُ قصُورَاً بُنِيتْ مِن مُخيِّلَةِ طِفلٍ يُناهِزُ سَبعاً و عِشرينَ لَعنة !
مُرَتِّلٌ تِلاواتِ البَقاء .. البَقاء
و رَغبَةٌ فِي البَقاء , تَصرخُ فِي أرجَاء جسَدي لِـ يَسقِطُ جسَدي فِي قَاعِ الألَمِ .
و أيُّ بَقاءٍ هَذا الذي يَفرِضُ حُمق ركَائِبه مُتسَلِّطَاً و مُبتغيَاً عَناء الكُوخِ بِمَن فيهِ .
و تَنْسَكِبُ زَمجرَةً مِنْ قَارورةٍ لِـ يَبدأُ مَشهَدَ الشُّعور الصَّامِت .


فِي فَصلِ شِتاءٍ قَد مَضى , بَل في نَسْجِ خيُوطِه البَارِدَة , كنتُ أستَظِلُّ تَحتَ شَجرةٍ تُعاني جِوار كُوخي .
أستَظِلُّ بِـ ظِلٍّ عَن ظِلِّ الظّلام , لأبقى ضَليلاً ضلَّ في ضلالتهِ سبعاً و عِشرينَ ضلالة !
و يَهتِفُ القَمر بِ انحنائَةٍ انثويَّةٍ تُعطِّرُ أنفاسي بِـ شُهبٍ تَجعَلني أغفو و يَغفو استيعَابي .
و في ظِلِّ ثرثرة الظلام , تَمتَدُّ يَداً إلى يَدي , و تأخُذَني تَحت وَضْحِ القَمرِ , و يَدورُ المَشهَد بِـ صَمتٍ بَاكي , لأرى نَفسي وَاقِفاً يَكادُ يَهوى فِي أحضَانٍ نَاعمَة , مِنْ هَولِ القَدر لا تَستَطيعُ رَدّة فعلي أنْ تَكتَمِلُ سِوَى بِ ابتسَامةٍ مُندَهشَة تُخَالِطُها الدُّموع ِ .
و أغفُو مَرّةً أُخرى حَتى يَحتَضِرُ استيعَابي عَلى مَلمَسِ تِلكَ اليَدِ , و كأنّها رَحمَةٌ إلهيّة أمدّتني بِهَا السّماء حَتى تَنمُو أشلائي مَرَّة أخرى .
جسَدُ أنثَى , بأكمَلهِ و بِطهَارَتهِ و بِعُذوبَةِ مُحيطِه , يُحِيطُ بِي و يَحجِزُ الهَواء الذي أدمَنَتْهُ أنفَاسي .
جسدٌ يَلثِم جسَدي , لِ يَسقطُ جسَدي إثرَ اغمَاءَة البَقاء و الرَّغبة بِـ قَدحٍ اعتَادت أجْهَزِتي عَلى تَلقّي مَا سُكِبَ فِيهِ .


أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !
تنَاولَت مِعطَفي مُبتَسِمَة , تَزخَرُ بِـ عُذوبةٍ طَاغية , رأيتُ فِيهَا الكَون كُله , رَأيتُ ذِكرياتِي و مُستَقبلي , بَعد أن رأيتَ " مُضَارعي " يَحتَضِر مَا بَين صَدرها و أعلى عُنقهَا الذي يَحمِلُ جَمالاً بَاهضاً .
تمَاثلَت بالرُّكوعِ لِـ تُمسِك يدَ جُثماناً بَقِيت مِنهُ أشلاءً تناهَت و استقرّت في غيَاهِبُ الألمِ .
لِـ تَهمِسُ " أملاً بربِّ جُنونٍ قَد رحَل أملاً " .. و تَستَمِرُّ فِي الحَديث و أنا لا أكَادُ أسمَع سِوَى تمتمَاتٍ لا تُفهَم .


أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !
تُرَاوِدُ جسَدي ابتغَاء رَقصَةِ اللقاء , و أهمِسُ بِ صَوتٍ مُتثَاقِل :
هُزِّي إليكِ بجذعِ الألمِ تسَاقط عليكِ وجعاً مَخفيّا ً !
و أوزعِيني ذاتَ صَحوةٍ حَتى أكُونُ كـ أولئِكَ الذين يَشكُرون سوَابغ النِّعَم .
لا طَاقَةَ لِي عَلى الرّحيل , فَـ قَد شَرِبتُ ذاتَ سُكرٍ مَع أرِيكَتي نخبُ البَقاء , و ثَمِلتُ عَلى عَهدٍ تقدّس بِـ عَهدٍ يَقطَعُ دَابرَ الرّحِيل .

أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !

بِ غيِّهَا و دَركات عَذابها مُجونِ رُوحٍ تكلّلَت بِـ نَهمِ مُشَاهدَة نَاظرٍ كَلَّ عَنِ النَّومِ حَتى كلَّ مَتني .
فلمّا كلَّ مَتني كَلَّمَتني !
وشَايةٌ تُمْطِرُ تَحت شَجرةٍ ضَاقت ذَرعاً مِنْ جِوارِ كُوخي , و كأنّ مَا يَلفُّ المَجرّات , يَلُفُّنِي .
تَغلَّفتُ بِها , و غَلَّفتُهَا بِ ثَرثرةٍ مِنَ الظّلامِ , لـِ تُعَاودُ مِنْ جَديد سَحبَ مِعطَفي مِن مُحيط جسَدٍ مُتهَالِك .
لِ تَكونُ رَدَّةَ فِعلي هَذهِ المَرة , بِ تجَاوبٌ يَقطَعُ لَعنة استرسَالِ الوَجع فَـ تَستَفِيقُ جوَارحي .
و أحتَوِي جسَداً مَبعُوثَاً مِنَ السَّمَاءِ فِي قَبضَة جسَدي , و أرقُصُ رَقصَةَ مَن لا يَرقُص بكلِّ مَا أوتِيتُ بهِ مِن وجع .
مُتخَبِّطَاً يَضحك و يَنظُرُ إلى السَّماء , لأنَّ ثمَّة شِهَاباً زُرِعَت بِـ أنفاسَه خيَانة النُّجوم , دون استئذَانٍ مِنَ القمَر , بِـ جَبروت أنوثتهِ هوَى بِـ سُكْنَاي !
و أبقى بَعدَ ثرثرةِ الظّلامِ مُمسِكَاً أُنثى تَناولَت مِعطفي و رَاقصَت جُثمَاني , مُوَدِّعَاً حَذقِ المُعاناةِ ..
مُودِّعَـاً كُـــــــلِّ الأشلاء , مُحَطِّمَاً كُلّ الأشيَاء , مُمَزِّقَاً سِحرَ الآلاء ..
و أبقى مَع أنثى السّمــاء , تَحت بَردٍ و وفَاء , مُستَظلِّينَ أروَع الأفيَاء ..




مما راق لي .

إن شاءالله تحوز على رضاكم .

لكم كل الود والتقدير
.






التوقيع

أبشر بفزعہ لوتبـي فزعـہ أعــدام ..
فزعــہ |مطرفي| ما تہمـہ حياتـہ ..

وخذ منــي شجاعہ مثل شجاعہ مقدام ..
وخذ أنسان تشوف المجد في مماتہ ..

القصہ مو هيـــاط القصہ فرض أحترام ..
القصہ أني |مطرفي| يفتخر بـ عاداتہ
..
آخر تعديل مطرفي هذلي والراس مرفوع يوم 08-16-2010 في 11:34 PM.
رد مع اقتباس
قديم 08-17-2010, 12:37 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية فرحة خفوق
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

فرحة خفوق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: في ( ثرثرة الظلام ) تَنَاوَلَت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني !

مشكور على الطرح
الجميل
وثرثره رائعه






التوقيع




سأرحل يوماً من ... النت ... لأي سببٍ كان ..
أتمنى أن تكون منشوراتي حجة لي لا علي ....
وأن لا أكون قد أسأت لأحد أو جرحت أحد..من غير قصد ...
اذكروني بالخير ...وتذكروا اني بحاجة لدعائكم ...

رد مع اقتباس
قديم 08-17-2010, 12:50 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الشاعر/ خضرالبقيلي الهذلي

 
الصورة الرمزية الحميا
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الحميا غير متواجد حالياً


افتراضي رد: في ( ثرثرة الظلام ) تَنَاوَلَت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني !

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مطرفي هذلي والراس مرفوع مشاهدة المشاركة
بِ حَذقٍ مِنْ مُعَاناة قَلمٍ قَد سَأِمَ نَزف ثَروته التي تَنحَصِر في مُكوِّنَاتِ الحِبرِ , تَمكُثُ الأوجَاع .
و بِخَليطِ فَرحةٍ مَع وَجعٍ يَندُب القَلب الذي خُلِقَ بِ دَاخلِه , تَرقُص أفكَار الرّحيل عَلى سِحر الإيقاع .
أرحَلُ مِنْ ضَريحِ الجَناح السّادس و العِشرين , لأبقى في غُرفَةٍ سَافَرت مَا بين انتهاء الضّباب إلى آخرِ مَدٍّ مِن وَاجِهَةٍ بَحريّة , فَوق تَراقص شُطئآن الألم عَلى مَرمَىً مِنْ مُثول غَضبِ الأموَاج ِ .
يُخيَّلُ لِي بأنّ الطُّرقَات كُلّها مَملُوكَةٍ بَين ارادتي و طَوع يَدي , و تُصدَمُ مشَاعر إثر صَفعَةٍ تلقّتها مِن نَهمِ القَدر , و هُروب لذّة الذّكريات التي خُلِّدَت على لوحٍ خشَبيّ .


ذهُولٌ أصَابَ مُتطلِّعَةٌ مِن الوُرود التي نمَت في طَرفِ البُستَان , عِندما اعتلَت أغصَانها لِـ تُطِلُّ مِن نَافِذة الكُوخُ الذي بهِ تَعيشُ أشلاءٍِ بَقَت !
أشلاءٌ !
يَستعْمِرُهَا الوَهن , و تَمضَغُهَا روحٌ شيطَانيّة , لا لونَ لها .. لا رائِحَة .. لا وُجود !
أشلاءٌ , انتهَت و هِيَ تَرتَسِم عَلى مَلامِحِ العَزاء الأسوَد , و تجُرُّ أذيَال الحَسرَة .
تُجَابِهُ التّفكِير , و تَنحَصِر نبضَاتها عَلى وَتيرةٍ وَاحدة , طِيلة العَام .. امتداداً مِن المَمرّ السّادس و العِشرين .
أشلاءٌ لا توَدُّ أنْ تَرحَل مِن حيَاة ِ غُربتها , لا سُيّما بَعد أنِ التَقت بـِ جَمعٍ قَليلٍ مِنْ أشلاءٍ تلاشَت مِنها الأرواح , لِـ تبقى جَاثِمَة على تمخُّض الأقدَار .. و ينتأُ بهَا التّفكير لِـ تُصبِحُ فَارِغَةً مِن الحيَاة ِ .
هُنــــاك , في طَرفِ الكُوخ عَلى أرِيكَةٍ تمزّقَت أطرَافُهَا مِنْ وَجعِ أناخَ حُمولَته عَليها .
يُثَرثِرُ الألَم , و يَهدأ فِي النِّصف الأخِير مِنْ هَزيعِ الليل .
و كأنّ لَعنَةٌ مِنْ زوَابِع الغُربَة لا تُرِيدُ أنْ تَبرَح هَذا الكُوخ , فَـ أبقى مُتأمِّلاً مُبتَسِمَاً لِ تَصويرِ الذّكريات أمَامي .. و أستَبِيحُ قصُورَاً بُنِيتْ مِن مُخيِّلَةِ طِفلٍ يُناهِزُ سَبعاً و عِشرينَ لَعنة !
مُرَتِّلٌ تِلاواتِ البَقاء .. البَقاء
و رَغبَةٌ فِي البَقاء , تَصرخُ فِي أرجَاء جسَدي لِـ يَسقِطُ جسَدي فِي قَاعِ الألَمِ .
و أيُّ بَقاءٍ هَذا الذي يَفرِضُ حُمق ركَائِبه مُتسَلِّطَاً و مُبتغيَاً عَناء الكُوخِ بِمَن فيهِ .
و تَنْسَكِبُ زَمجرَةً مِنْ قَارورةٍ لِـ يَبدأُ مَشهَدَ الشُّعور الصَّامِت .


فِي فَصلِ شِتاءٍ قَد مَضى , بَل في نَسْجِ خيُوطِه البَارِدَة , كنتُ أستَظِلُّ تَحتَ شَجرةٍ تُعاني جِوار كُوخي .
أستَظِلُّ بِـ ظِلٍّ عَن ظِلِّ الظّلام , لأبقى ضَليلاً ضلَّ في ضلالتهِ سبعاً و عِشرينَ ضلالة !
و يَهتِفُ القَمر بِ انحنائَةٍ انثويَّةٍ تُعطِّرُ أنفاسي بِـ شُهبٍ تَجعَلني أغفو و يَغفو استيعَابي .
و في ظِلِّ ثرثرة الظلام , تَمتَدُّ يَداً إلى يَدي , و تأخُذَني تَحت وَضْحِ القَمرِ , و يَدورُ المَشهَد بِـ صَمتٍ بَاكي , لأرى نَفسي وَاقِفاً يَكادُ يَهوى فِي أحضَانٍ نَاعمَة , مِنْ هَولِ القَدر لا تَستَطيعُ رَدّة فعلي أنْ تَكتَمِلُ سِوَى بِ ابتسَامةٍ مُندَهشَة تُخَالِطُها الدُّموع ِ .
و أغفُو مَرّةً أُخرى حَتى يَحتَضِرُ استيعَابي عَلى مَلمَسِ تِلكَ اليَدِ , و كأنّها رَحمَةٌ إلهيّة أمدّتني بِهَا السّماء حَتى تَنمُو أشلائي مَرَّة أخرى .
جسَدُ أنثَى , بأكمَلهِ و بِطهَارَتهِ و بِعُذوبَةِ مُحيطِه , يُحِيطُ بِي و يَحجِزُ الهَواء الذي أدمَنَتْهُ أنفَاسي .
جسدٌ يَلثِم جسَدي , لِ يَسقطُ جسَدي إثرَ اغمَاءَة البَقاء و الرَّغبة بِـ قَدحٍ اعتَادت أجْهَزِتي عَلى تَلقّي مَا سُكِبَ فِيهِ .


أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !
تنَاولَت مِعطَفي مُبتَسِمَة , تَزخَرُ بِـ عُذوبةٍ طَاغية , رأيتُ فِيهَا الكَون كُله , رَأيتُ ذِكرياتِي و مُستَقبلي , بَعد أن رأيتَ " مُضَارعي " يَحتَضِر مَا بَين صَدرها و أعلى عُنقهَا الذي يَحمِلُ جَمالاً بَاهضاً .
تمَاثلَت بالرُّكوعِ لِـ تُمسِك يدَ جُثماناً بَقِيت مِنهُ أشلاءً تناهَت و استقرّت في غيَاهِبُ الألمِ .
لِـ تَهمِسُ " أملاً بربِّ جُنونٍ قَد رحَل أملاً " .. و تَستَمِرُّ فِي الحَديث و أنا لا أكَادُ أسمَع سِوَى تمتمَاتٍ لا تُفهَم .


أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !
تُرَاوِدُ جسَدي ابتغَاء رَقصَةِ اللقاء , و أهمِسُ بِ صَوتٍ مُتثَاقِل :
هُزِّي إليكِ بجذعِ الألمِ تسَاقط عليكِ وجعاً مَخفيّا ً !
و أوزعِيني ذاتَ صَحوةٍ حَتى أكُونُ كـ أولئِكَ الذين يَشكُرون سوَابغ النِّعَم .
لا طَاقَةَ لِي عَلى الرّحيل , فَـ قَد شَرِبتُ ذاتَ سُكرٍ مَع أرِيكَتي نخبُ البَقاء , و ثَمِلتُ عَلى عَهدٍ تقدّس بِـ عَهدٍ يَقطَعُ دَابرَ الرّحِيل .

أُنثَى تَقطعُ ثرثرة الظلام !

بِ غيِّهَا و دَركات عَذابها مُجونِ رُوحٍ تكلّلَت بِـ نَهمِ مُشَاهدَة نَاظرٍ كَلَّ عَنِ النَّومِ حَتى كلَّ مَتني .
فلمّا كلَّ مَتني كَلَّمَتني !
وشَايةٌ تُمْطِرُ تَحت شَجرةٍ ضَاقت ذَرعاً مِنْ جِوارِ كُوخي , و كأنّ مَا يَلفُّ المَجرّات , يَلُفُّنِي .
تَغلَّفتُ بِها , و غَلَّفتُهَا بِ ثَرثرةٍ مِنَ الظّلامِ , لـِ تُعَاودُ مِنْ جَديد سَحبَ مِعطَفي مِن مُحيط جسَدٍ مُتهَالِك .
لِ تَكونُ رَدَّةَ فِعلي هَذهِ المَرة , بِ تجَاوبٌ يَقطَعُ لَعنة استرسَالِ الوَجع فَـ تَستَفِيقُ جوَارحي .
و أحتَوِي جسَداً مَبعُوثَاً مِنَ السَّمَاءِ فِي قَبضَة جسَدي , و أرقُصُ رَقصَةَ مَن لا يَرقُص بكلِّ مَا أوتِيتُ بهِ مِن وجع .
مُتخَبِّطَاً يَضحك و يَنظُرُ إلى السَّماء , لأنَّ ثمَّة شِهَاباً زُرِعَت بِـ أنفاسَه خيَانة النُّجوم , دون استئذَانٍ مِنَ القمَر , بِـ جَبروت أنوثتهِ هوَى بِـ سُكْنَاي !
و أبقى بَعدَ ثرثرةِ الظّلامِ مُمسِكَاً أُنثى تَناولَت مِعطفي و رَاقصَت جُثمَاني , مُوَدِّعَاً حَذقِ المُعاناةِ ..
مُودِّعَـاً كُـــــــلِّ الأشلاء , مُحَطِّمَاً كُلّ الأشيَاء , مُمَزِّقَاً سِحرَ الآلاء ..
و أبقى مَع أنثى السّمــاء , تَحت بَردٍ و وفَاء , مُستَظلِّينَ أروَع الأفيَاء ..




مما راق لي .

إن شاءالله تحوز على رضاكم .

لكم كل الود والتقدير
.
ترغيب في الثرثره

مشكور على الاختيار المميز

دمت بود







التوقيع

http://www.youtube.com/watch?v=1AYtwtbb4wM

رد مع اقتباس
قديم 08-17-2010, 02:29 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابو صقر
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابو صقر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: في ( ثرثرة الظلام ) تَنَاوَلَت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني !

لك جزيل الشكر






التوقيع



حـــــمـــــدان الــــــهـــــــذلـــــــ ي

رد مع اقتباس
قديم 08-17-2010, 07:56 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مطرفي هذلي والراس مرفوع
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مطرفي هذلي والراس مرفوع غير متواجد حالياً


افتراضي رد: في ( ثرثرة الظلام ) تَنَاوَلَت معطفي لِـ تُراقصُ جُثماني !


منورين الخاطرة .

لكم كل الإحترام والتقدير .

تحياتي.






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة الحجاج مع الغلام ماطر السويدي المجلس العام 7 10-28-2009 06:01 AM
في ليلة عيد الأضحى.. الظلام يخيم على أهالي قطاع غزة حامد السالمي المجلس العام 8 12-08-2008 10:16 PM
قصة المعلم و الغلام مطلق هذيل المجلس العام 1 10-22-2008 09:47 PM
ثرثرة خـــارج النــــص....!! لوعة غلاك المجلس العام 10 03-09-2008 12:30 AM


الساعة الآن 12:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل