قنوات الأطفال تغير ألسنة صغارنا
[BIMG]http://www.al-madina.com/sites/all/themes/madina6/images/logo.jpg[/BIMG]
رداد بن شبير الهذلي - مكة المكرمة
مع الثورة الفضائية الهائلة في مجال الإعلام المرئي , وكثرة القنوات الموجهة لأطفالنا لا يستطيع الإنسان أن يضع أطفاله في كهف ليعزلهم عن العالم , وإنما رغما عن الجميع يجد الإنسان أن أطفاله قد دخلوا ضمن هذه المعمعة الفضائية .
وقد نالت بعض القنوات شهرة عند الصغار لأنها تركز على الأناشيد المصحوبة ببعض المشاهد التي تحاول أن تحاكي الكلمات .
وبعضها هدفها تربوي نبيل ولكن لغتها ركيكة تهدم ما بقي من الفصاحة عند أطفالنا ؛ فهناك أناشيد بلهجة شامية ركيكة مغرقة في المحلية , وهناك أناشيد بلهجة مصرية , وكذلك يتعمد بعض المنشدين التشبث بالمناطقية وكأنه صراع للهجات ؛ فقد سمعت بعض الأناشيد في بعض القنوات تزخر بالكسكسة والكشكشة ؛ والكسكسة والكشكشة عند أهل اللغة هي قلب الكاف سينا وشينا ,
فتعجبت من ذلك أشد العجب , ولا أدري هل وصلت العنصرية اللغوية إلى هذا الحد أم أن القنوات تريد أن توفر على نفسها بعض المال فتحرص أن يكون الشاعر من أحد أفراد طاقم القناة , فلا داعي للتعاون مع شعراء كبار وأهم شيء اختيار لحن طربي وتزيينه بالمؤثرات المبهرجة .
والأطفال يتلقون هذه الكلمات ويرددونها , فتسمع مثلا :
يا بابا أسناني واوا , أو يا يمه وينتس , أو بدي أتعلم يابابا ... وهكذا فيصبح لسان الطفل يجمع خليطا من اللهجات , وأكثرها يرددها ولا يفهم معناها .
ونحن في عالمنا العربي من الخليج إلى المحيط تجمعنا لغة واحدة فلا داعي لهذه العنصرية اللغوية , فالطفل العربي بحاجة إلى أناشيد تنتقى كلماتها بعناية وبلغة عربية فصيحة .
وكذلك عالمنا العربي يزخر بالعديد من الشعراء المبدعين فليت هذه القنوات تتعاون معهم في إنتاج أعمال يعم بها النفع .
وأذكر قديما أن هناك برنامج كنا نتابعه ونحن صغار اسمه افتح يا سمسم ، وهو برنامج تعليمي تربوي من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي , وهو مسلسل تعليمي ترفيهي بلغة عربية فصيحة وكنا نتابعه بكل شغف , وقد عرض البرنامج على القنوات التلفزيونية العربية جميعها ولقي قبولا كبيرا .
ونحن اليوم بأشد الحاجة لمثل هذه البرامج , وأملي أن تنشأ قناة تكون بتعاون عربي مشترك لأن الأطفال هم الجيل القادم الذي نعلق عليه الآمال بإذن الله .
http://www.al-madina.com/node/261602
|