التناول الإعلامي للسلبيات الإجتماعية
التناول الإعلامي للسلبيات الاجتماعية
أنقسم الناس حول هذا الموضوع إلى قسمين متباينين في الآراء متصادمين في التوجه الفكري نحوه ,
فالفريق الذي يتخذ الخط المحافظ مسلك يرى آن التعاطي الإعلامي مع السلبيات الاجتماعية لا يتعدى كونه تضخيم لحجمها واستمراء لها في النفوس ووئداً للرهبة التي تسكن النفس السوية من ذكرها , وهو لا يقدم أي حلول في هذا التعاطي لضحالة الخلفية الثقافية , ولكنه يصورها على أنها واقع الحال بتلقينها لفكر المتلقي بأسلوب يختلف ظاهره عن جوهره , ويرى هذا الفريق آن في السرد السطحي لجدول السلبيات على الملا وبذلك القدر المتنامي من الزخم الإعلامي المرافق تنكر لما يحمله مجتمعه داخل دائرته الاجتماعية من قيم وضوابط يستميت في المحافظة عليها ويسمو بها و, هي كفيلة بردع أي إنسان يحملها في نفسه عن الولوج إلى تلك المهالك السحيقة والمزالق المريبة , ويرى إن موضوع مثل هذا النقاش يعالج شواذ إن وجدت فهي لا تمثل أي نسبة في المجتمع, فيرى إن في مناقشة المعاكسات مثلا في التلفزيون إهدار لماء الوجه وان الحوار حول المخدرات هو مجرد شرح ميسر لطريقة استخدامها , وترى هذه الطائفة إن شيوع مثل هذه النقاشات إنما هو بسبب سيطرة فئة معينة تحمل فكر معين على الهيكل الإعلامي , وأن كل الانحرافات السلوكية التي قد يتأذى منها المجتمع لا تخرج عن السببين التاليين ,
ضعف الوازع الديني الصحيح وضعف التربية ومنها الرقابة الأبوية , وترى هذه الطائفة في هذين السببين حصن حصين يصعب اقتحامه أو تسور أسواره وتستند في هذا التوجه إلى الخلفية الثقافية المتوارثة عن الآباء ومن المعروف إن للمورث في النفس قدرا رفيع لا تقبل النفس فيه الجدال مطلقا ,
بيمنا يرى الفريق الآخر المائل إلى الليبرالية وانطلاق من مجتمعه المنفتح بلا قيود أو حدود إن هذا هو واجب الإعلام في التنبيه والتحذير وتثقيف المتلقي ليبين له ما خفي عليه من الظواهر السلوكية ، والبحث ومن خلال النقاش عن العلاج الكفيل بتطهير المجتمع من أثارها الجانبية وما يترتب على استفحالها من ضرر متعدي , وان هذه الظواهر أصبحت أمر موجود ومشاهد لا يفيد معه الإنكار بل الأفضل معالجتها بذلك الأسلوب ولو كان سطحي بدائي, وهم يرون إن القيم المتوارثة من الشرع والخلق لم تعد كافية لصد مثل هذه الهجمة
|