أعراف نعماه ما حلّ الرجاء بها
إلاّ و أنفال ذاك الجود مبتدره
به توسل إذ نادي بتوبته في
البحر يونس والظلماء معتكره
هود و يوسف كم خوف به أمنا
و لن يروّع صوت الرعد من ذكره
مضمون دعوة إبراهيم كان و في
بيت الإله و في الحجر التمس أثره
ذو أمّة كدوى النحل ذكرهم
في كل قطر فسبحان الذي فطره
بكهف رحماه قد لاذ الورى و به
بشرى ابن مريم في الإنجيل مشتهره
سماه طه و حض الأنبياء على
حج المكان الذي من أجله عمره
قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا
من نور فرقانه لمّا جلا غرره
أكابرالشعراء اللسن قد عجزوا
كالنمل إذ سمعت آذانه سوره
و حسبه قصص للعنكبوت أتى
إذحاك نسجا بباب الغار قد ستره
في الروم قد شاع قدما أمره
و به لقمان وفق للدرّالذي نثره
كم سجدة في طلي الأحزاب قد
سجدت سيوفهم فأراهم ربّهم عبره
سباهم فاطر السبع العلا كرما
لما بياسين بين الرسل قد شهره
في الحرب قد صفّت الأملاكتنصره
فصاد جمع الأعادي هازما زمره
لغافر الذنب في تفصيله سور
قد فصلت لمعانغير منحصره
شوراه أن تهجر الدنيا فزخرفها
مثل الدخان فيغشي عين من نظره
هذاكتاب له الأقوام جاثية
تدعى إليه عن الأجداث منشطره
عزّت شريعته البيضاء حينأتى
أحقاف بدر و جند الله قد حضره
فجاء بعد القتال الفتح متصلا
و أصبحت حجراتالدين منتصره
بقاف و الذاريات الله أقسم في
أنّ الذي قاله حق كما ذكره
فيالطور أبصر موسي نجم سؤدده
و الأفق قد شقّ إجلالا له قمره
أسرى فنال من الرحمنواقعة
في القرب ثبّت فيه ربه بصره
أراه أشياء لا يقوى الحديد لها
و في مجادله الكفار قد نصره
في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل
في صفّ من الرسل كلّ تابع أثره
كفّ يسبح لله الطعام بها فاقبل
إذا جاءك الحق الذي نشره
قد أبصرت عندهالدنيا تغابنها
نالت طلاقا و لم يعرف لها نظره
تحريمه الحب للدنيا و رغبته
عنزهرة الملك حقا عند ما خبره
في نون قد حقّت الأمداح فيه
بما أثنى به الله إذأبدى لنا سيره
بجاهه سال نوح في سفينته
حسن النجاة و موج البحر قد غمره
وقالت الجن جاء الحق فاتبعوا
مزملا تابعا للحق لن يذره
مدّثرا شافعا يوم القيامةهل أتى
نبي له هذا العلا ذخره
في المرسلات من الكتب انجلى نبأ
عن بعثه سائرالأحبار قد سطره
ألطافه النازعات الضيم حسبك في
يوم به عبس العاصي لمن ذعره
إذ كوّرت شمس ذاك اليوم و انفطرت
سماؤه و دعت ويل به الفجره
و للسماءانشقاق و البروج خلت
من طارق الشهب و الأفلاك منتثره
فسبح اسم الذي في الخلقشفّعه
و هل أتاك حديث الحوض إذ نهره
كالفجر في البلد المحروس غرّته
و الشمس مننوره الوضاح مختصره
و الليل مثل الضحى إذ لاح فيه
ألم نشرح لك القول من أخبارهالعطره
و لو دعا التين و الزيتون لابتدروا
إليه في الحين فاقرأ تستبن خبره
في ليلة القدر كم قد حاز من شرف
في الفخر لم يكن الإنسان قد قدره
كم زلزلت بالجياد العادياتِ له
أرض بقارعة التخويف منتشره
له تكاثر آيات قد اشتهرت
في كلعصر فويل للذي كفره
ألم تر الشمس تصديقا له حبست
على قريش و جاء الدوح إذ أمره
أريت أنّ إله العرش كرّمه
بكوثر مرسل في حوضه نهره
و الكافرون إذا جاءالورى طردوا
عن حوضه فلقد تبّت يد الكفره
إخلاص أمداحه شغلي فكم فلق
للصبح أسمعت فيه الناس مفتخره
أزكى صلاتي على الهادي و عترته
و صحبه و خصوصا منهمالعشره
صدّيقهم، عمر الفاروق أحزمهم
عثمان ثمّ عليّ مهلك الفجره
سعد سعيدزبير طلحة و أبو عبيدة
و ابن عوف عاشر العشره
و حمزة ثمّ عباس و آلهما
و جعفر وعقيل سادة خيره
و في خديجة و الزهرا و من ولدت
أزكى مديحي سأهدي دائما درره
عن كلّ أزواجه أرضى و أوثر من
أضحت براءتها في الذكر مستطره
أقسمت لازلت أهديهم شذا مِدَحٍ
كالروض ينثر من أكمامه زهر