أَعْرَابٌ وإِعْرَابٌ
كَلِمَتَان حُرُوفُهما واحِدةٌ والتَشْكِيلُ مُخْتَلِفٌ
ولأنَّ التَشْكِيلَ مُخْتَلِفٌ
أصْبَحَ المَعْنَى مُخْتَلِفاً ..
السَيّدُ في قَوْمِهِ سَيّدٌ في غَيْرِ قَوْمِهِ
والعَبْدُ في قَوْمِهِ عَبْدٌ حتى وإِنْ تَسَيّدَ على غَيْرِ قَوْمِهِ
هِيَ السِيَادَةُ دَائماً مَا تَكُنْ غَرِيْبَةً على العَبِيْد ..
مَنْ يَخَافُ مِنْ ضَرْبِ السِيُوفِ
يَخَافُ مِنْ حَمْلِهَا
حتى وإِنْ كَانَ لَهُ أَعْوَانٌ
لأنَّّهُ ليسَ مِنْ حَمَّالَةِ السِيُوفِ
وليس مِنْ أَهْلِهَا ..
كَفَي بِكَ قُبْحَاً .. تَنْهَى عَنْ سُلُوكٍ أَنْتَ رَائدُهُ
وكَفَى بِكَ جَهْلاً .. تَجْهَلُ فِعْلَك
بَيْنَمَا يَعْرِفُ مَنْ هُمْ حَوْلُكَ .. أَنَّهُ فِعْلُكَ وَحْدُكَ ..!
وَاحِدٌ يَقُولُ ولا يَفْعَلُ
وآخَرٌ يَفْعَلُ ولا يَقُوْلُ
ووَاحِدٌ يَقُولُ ويَفْعَلُ
وآخَرٌ لا يَفْعَلُ ولا يَقُولُ
فِيْهم رَجُلٌ وفِيْهم مَنْ يَزْعَمُ أَنَّهُ رَجُلٌ
وفِيْهم مَنْ رَضِيَ بَأَنْ لا يَكُنْ رَجُلُ ..
إِنْ اخْطَأ الصَغِيْرُ بِحَقِ الكَبِيْرِ
فعلى الكَبِيْرِ وَاجِبٌ .. أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ هَذا الخَطَأ إِنّمَا هُوَ خَطَأ صَدَرَ مِنْ صَغِيْرِ
وإِنْ اخْطَأ الكَبِيْرُ بِحَقِ الصَغِيْرِ
فعلى الصَغِيْرِ وَاجِبٌ .. أَنْ يُصْبِحَ كَبِيْرَاً في تِلْكَ اللَحْظَةِ التي تَحَوَّلَ فِيْهَا الكَبِيْرُ إلى صَغِيْرِ
وَاحِدٌ يَرْعَى إِبْلاً وآخَرُ يَرْعَى طِفْلاً
رَاعِي الإِبْلُ .. لِمَاذَا يَرْعَى الإِبْلَ ولَم يَرَعَ الطِفْلَ ؟
ورَاعِي الطِفْلُ .. لِمَاذَا يَرْعَى الطِفْلَ ولَم يَرَعَ الإِبْلَ ؟
فِيْهم مَنْ هو سَاعِي وفِيْهم مَنْ هو رَاعِي ..
لا نَعْطِي الأُمُوْرَ أَكْبَرُ مِنْ حَجْمِهَا
ولا نَعْطِيْهَا أَصْغَرُ مِنْ حَجْمِهَا
بَلْ نَعْطِيَّهَا حَجْمُهَا كَمَا هو
حِيْنَهَا سَنَحْكُمُ حَجْمُهَا ..
غَوَّاصٌ مَاهِرٌ عَرِفَهُ النَاسُ بِذَلِكَ
وهُوَ كَذَلِكْ ولَمْ أُبَالِغْ
ولَكِّنَّهُ مَاتَ غَرِيْقَاً وهُوَ غَوَاصٌ مَاهِرٌ !
مَهْمَا تَعَلمْتُ لَنْ أَكُنْ أَعْلَمَ النَاسِ في النَاسِ
ومَهْمَا تَكَلمْتُ لَنْ أَكُنْ مُسْمِعَاً لِكُلِ النَاسِ
ومَهْمَا سَكتُ لَنْ أَسْلَمْ مِنْ كَلامِ النَاسِ في الناسِ ..
لمْ تَكُنِ الدِكْتَاتُورِيَّةِ في القَوَانِيْنِ مِثْلَمَا كَانْتْ في السُلُوكِيَّاتِ
فَلنَنْظُر لسُلُوكِيَّاتِنَا أَوْلاً قَبْلَ أَنْ نَنْظُر للقَوَانِيْنِ ..
سُؤَالٌ بِلا إِجَابَةٍ لا يُعْتَبَرُ سُؤَالاً وإِجَابَةٌ بِلا سُؤَالٍ تُعْتَبَرُ مَقَالاً
ومَقَالٌ بِلا مَقَامٍ لا يُعْتَبَرُ مَقَالاً ومَقَامٌ بِلا مَجَالٍ يُعْتَبَرُ مُحَالاً
ومُحَالٌ في الوَاقِعِ يُعْتَبَرُ خَيَالاً ..
والوَاقِعُ إِجَابَةُ الخَيَالِ إِذَا كَانَ الخَيَالُ سُؤَالاً
أمَّا إِنْ كَانَ الخَيَالُ إِجَابَةً فَهَوَ مَقَالٌ في الوَاقِعِ لكِنَّه مُحَالاً
لأَنَّهُ مَقَامٌ ليس مُقََامٌ وليس للوُصُولِ إِلَيْهِ مَجَال ..
,
,
,
بقلمي
الشيناني