الغوغاء

[align=center]عندما يمارس أحدهم إقصائية متحاذقة .. ويحاول تكميم أفواه الآخرين .. فهو يمثل الغوغاء ..

عندما يتصادم المرء .. مع ماوصل إليه العقل في آخر تجلياته .. فهو يمارس الغوغاء ..

عندما ترى أحدهم يردد .. قال فلان .. قال علاّن .. ثم تسأله عن رأيه فيقول أنا لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم .. أنا أقّل منهم .. أنا لا أفهم .. عندها يكون هذا الشخص .. غوغاء ..!!

عندما يرى أحدهم الدليل الناصح .. والحجّة البينة .. والحوار المنهجي الواقعي .. ثم يُسقط في يده .. ويحاول أن يبرر إفلاسه بالصراخ .. والفّـُحش والتهم المجانيّة.. فهو لا يفقه لأنه .. غوغاء ...!!

عندما ينسلخ الرجل من كرامته .. فيطبّل لمن سلب حقّه في بلده .. وأخذ أمواله وحرمه من رأيه وهويّته..فلا يجد فوق أرضه التي تسبح فوق بحر من الثروات .. وظيفة بـ 3000 ريال .. أو مسكنا صغيرا .. أو سيارة أوشكت على التفكك .. فهو حينها ... غوغاء ..

عندما تأتي المرأة .. فتحارب المرأة .. وتُسوّق للفكر الذي يعتبرها ناقصة الأهلية .. ناقصة الإنسانية .. عقلها لحفظ الشعارات التي تُهينها .. وجسدها للمتعة والفراش.. و وجودها عورة ... كأن الوأد أولى بها .. ولكن الله حرّمة .. إذن.. لماذا تأتي للحياة وتحرح أهلها ؟ .. ثم تكبر .. فتدعو بدعواهم .. وتحضّ على قهرها وتهميشها .. هي حينئذ قمة الغوغاء ..


عندما يأتي أحدهم .. ويجزم أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة .. وأنه ما سمعه هو الصحيح .. وأن الحجّة الناصعة .. والنجاة الخالصة .. والنصر المحتوم .. فيما سمعه في إطار معيّن .. وبين ثلّة صغيرة من الناس .. وما قرأه في مناهج تكرر بعضها ببلاهة .. بين الحين والآخر .. عندها يكون هذا قمة الغباء .. ومنتهى الغوغاء ..

عندما يأتي الرسّام فيصنع لوحة جميلة .. ثم تجد في هذه اللوحة البحر والسماء .. والسفن والأمواج .. والميناء والبضائع .. ثم تأتي لتقول أنه لم يرسم البحر .. وأنه زوّر شكل السماء .. وأن هذه السفن بدعة .. وكذب وافتراء .. ثم تشتمه وتتهمه بالجاهل .. ثم تولي عنه وكأنك منتصراً ..
عندها ينظر إليك فيـُشفق على عقلك .. وضيق بصرك .. وقتها يا صحابي .. تكون أنت الجاهل .. ولكن جهلك صاخب .. بنفس صخب الغوغاء ...

تحيااااااااااااااااااااات ي // المطرفي[/align]