الشيخ عائض القرني: ياسر ، لا تقلق أنت في رحمة الله.
اعتبر الشيخ عائض القرني اﻷ?هازيج التي تُردد من الجماهير الرياضية في المﻼ?عب، وتنال من أعراض الﻼ?عبين واﻹ?داريين، وتسخر من ألوانهم وأعراقهم، من الظواهر التي تدلُّ على قِلّة الدين وضَعْف الخوف من الله وضَعْف التربية اﻹ?سﻼ?مية والشيم والمروءة.
مؤكداً أنه ﻻ? يجوز أن يسخر اﻹ?نسان من اﻵ?خر بذنب فعله، أو يسخر من لونه أو أصله أو شكله؛ ﻷ?ن جميع هذه اﻷ?مور سوف يُسأل عنها الشخص يوم القيامة، والله - عز وجل - يقول: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم..}، وقال سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا ﻻ? يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، وﻻ? نساء من نساء عسى أن يَكُنَّ خيراً منهن..}.
وقال الشيخ عائض القرني في تعليق خاص لـ"سبق" حول اﻷ?هازيج المسيئة التي يتعرض لها النجم السعودي ياسر القحطاني، ﻻ?عب فريق الهﻼ?ل والمعار حالياً إلى فريق العين اﻹ?ماراتي، ويتم ترديدها في المﻼ?عب السعودية واﻹ?ماراتية، قبل أن تنقلها صحيفة اﻹ?مارات اليوم في تحليلها الفني لمباراة العين والوحدة، الجمعة الماضية: "أوﻻ?ً ياسر القحطاني رجل مسلم وموحِّد لله تعالى، ويدخل في رحمة الله كعموم المسلمين، ونقول: ياسر في رحمة الله التي وسعت كل شيء، والصحيفة أو الكاتب أو المشجعون الذين سبوه هم آثمون، وسوف يحاسبهم الله تعالى القائل {ما يلفظ من قول إﻻ? لديه رقيب عتيد}، وقال سبحانه وتعالى {.. وﻻ? يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه..}".
وأضاف: هؤﻻ?ء عندهم ذنوب وخطايا، ولكن كلنا في ستر الله سبحانه وتعالى، وما من أحد معصوم إﻻ? الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال "كلكم خطّاء وخير الخطاءين التوابون"، ولو كنت مكان ياسر القحطاني لوثقت برحمة ربي سبحانه وتعالى، ووثقت بنفسي وبمكانتي، وعلمت أن كﻼ?م الحساد ﻻ? يقلل من قيمة صاحب المكانة في أي مكانة، سواء في العلم أو في اﻷ?دب أو في الرياضة، وكما يقول المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل
وزاد بقوله: "ﻻ? يوجد أحد في مأمن من الذنوب، وكلنا تحت رحمة الله، ومن يطلق هذه العبارات عليه أن يستحي من نفسه، ويخجل من ربه، ويعطي الكلمة قدرها، ويعلم أنه ينادي على نفسه بالجهل وقلة الدين والعياذ بالله".
وعن رأيه في العمل الذي قامت به صحيفة "اﻹ?مارات اليوم"، وهل تُعتبر شريكة في العمل المسيء؟ قال: "نعم، وأنا أقول: لﻸ?سف، لﻸ?سف، لﻸ?سف، أقولها ثﻼ?ثاً، نحن في الخليج مجتمع تشهيري فضائحي، والواجب أن نتقي الله سبحانه وتعالى، وأن يكون عندنا مبدأ الستر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله ستير يحب الستر)، والرسول الكريم رأى رجﻼ?ً يخبره عن عاصٍ من العصاة فقال (أما إنك لو سترته بطرف ثوبك لكان خيراً لك)؛ فالله يسترنا سبحانه، ولكن يرفض بعض الناس إﻻ? أن يفضحوا أنفسهم والمجتمع، كما قال سبحانه وتعالى {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا واﻵ?خرة، والله يعلم وأنتم ﻻ? تعلمون}".
ووجّه كلمه للصحيفة اﻹ?ماراتية، قال فيها: "ينبغي على الصحيفة اﻹ?ماراتية أن تعتذر لﻼ?عب ياسر القحطاني، وينبغي على الجمهور أن يستحوا على وجوههم في هذا التشهير؛ ﻷ?نه ذنب بل كبيرة من الكبائر عند أهل العلم، وأنا أذكر بيتَيْن للشافعي:
لسانك ﻻ? تذكر به عورة امرئ ** فكلك عورات وللناس ألسنُ
وعيناك إن أبدت إليك معايباً ** بقومٍ فقل يا عينٌ للناس أعينٌ
وما يحصل في مﻼ?عب الخليج من تشهير ببعض الﻼ?عبين يدل على تخلف المجتمع والخُلق الغوغائي الفضولي؛ ﻷ?نه لو كان عندنا أدب إسﻼ?مي وذوق حضاري ورقي في التعامل لكنا اشتغلنا بعيوب أنفسنا وذنوبنا، وتركنا ذنوب وعيوب الناس. إنما الذي يجري في بعض المﻼ?عب مهزلة وفوضوية، تُحرجانا أمام العالم؛ فماذا قدمنا للعالم أصﻼ?ً؟ فلم نبرُعْ في الصناعة، وﻻ? في اﻻ?ختراع، وﻻ? في اﻻ?كتشاف، وﻻ? في اﻹ?نتاج، وﻻ? في الرقي المدني، وﻻ? في تنظيم شؤون الحياة، إنما نحن أمة مستهلِكة عالة على غيرنا، مشغولون بالعرضات الشعبية، والدبكات، وتقليب القنوات، والسهر على (لعب الورق) والسباب والشتائم في ساحات النت وفيس بوك وتويتر، والتنابز باﻷ?لقاب في المﻼ?عب الرياضية، وياسر القحطاني منا وفينا، وابننا وأخونا، وهو نجم في عالم الرياضة، ومن شتمه في المدرجات فليقدِّم مثلما قدَّم".
ووجّه الشيخ عائض القرني رسالة أخرى لﻼ?عب ياسر القحطاني، وقال: "أول كلمة سأقولها له: أقول لياسر القحطاني تذكّر قوله تعالى"{ﻻ? تحزن إن الله معنا}، فتوكل على الله، وواصل نجاحك، وﻻ? تلتفت إلى الخلف، واعلم أن أكثر عربات القطار ضجيجاً هي العربة الفارغة، وأكثِر من كلمة (حسبنا الله ونِعْم الوكيل)، وحافظ على صﻼ?تك، وأكثر من التسبيح، وﻻ? يهمونك، واصبر على ما أصابك, وأقول في أذن أخي ياسر القحطاني : ﻻ? تحزن وأقرأ كتاب ﻻ? تحزن".
وأضاف: "أنت فيما قدمت من إنجازات ونجاحات واعتزازك بدينك وسجودك كما رأينا في بعض المباريات، وما قدمته في هذا الباب، بإذن الله الواحد اﻷ?حد، يدمي الجراح".
وعلّق على سؤال حول غياب الدعاة عن الجانب الرياضي من محاضرات رياضية وندوات تتحدث عن أخﻼ?ق المشجع الرياضي، وقال: "أنا أقول لك يا أخ عبد العزيز بشجاعة، إنك نجم إعﻼ?مي في هذا الباب، الصحافة الدينية والرياضية حققت في مجال اﻻ?تصال مع الدعاة ما لم يحققه اﻵ?خرون، وأنا أرسلت خطاباً لﻸ?مير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب بتوجيه نحو الشباب والرياضة، ورد سمو اﻷ?مير مشكوراً مأجوراً، فالحمد لله أننا بحول الله ﻻ? نغيب عن الرياضيين؛ فهم إخواننا ومن أسرنا، وهم جزء ﻻ? يتجزأ منا. وفقنا الله وإياهم لما يحب ويرضى. وصلَّى الله على نبينا محمد وسلم".
|