ما أسرع مرور الأيام، وانقضاء الشهور والأعوام !!!!!!
أخي قارئ هذه السطور :
انظر إلى عامنا هذا إنَّه يقترب من زواله ، وكل إنسان منَّا محاسب على أعماله ، وقد كتب في صحيفته رزقه وآجاله ،
أخي قارئ هذه السطور :
...
أغمض عينيك ، واسترجع بالذاكرة ، ودوِّن كل الأمورالتي مرت معك في هذا العام قبل فلوله ، وحاسب نفسك كثيراً قبل أن تحاسب ؟
تصفّح في لياليه ما صدر منك من أقوال وأفعال في أيامه ،
وتصفح في أيامه ما صدر منك من أقوال وأفعال في لياليه .
فإن كانت هذه الأقوال والأفعال ، محمودة أحمد الله علي ذلك . وأتبعها بما يرضي الله عنك ، بثبات وعزم ، وإن كانت مذمومة أسكب عليها العبرات واستدركها بتوبة صادقة .
وأعزم على أن تبتعد عن مثلها في الـمستقبل" أيام تعد على أصابع اليد الواحدة ، وسيكون عامنا هذا قد أفل ، ومضى بما مضى ، فهل عملنا فيه رضي ؟
دقائق وساعات راغت منَّا ،بسرعة البرق ... ولحظات مرت علينا ... وأيام انقضت ... وأسابيع مضت سريعاً ... وشهور أفلت ... وسنين توالت وكأننا لم نعشها ...
انقضت بما فيها ... وسجل مالنا فيها وما علينا ... مضت سريعاً !!! فهل أدركنا ذلك ؟؟؟؟؟ هل حاسبنا فيها أنفستا ؟؟؟؟؟؟
يقول ابن القيم رحمه الله:
{{المحاسبة أن يميز العبد بين ما له وما عليه ، فيستصحب ما له ويؤدي ما عليه ؛ لأنه مسافرٌ سَفَرَ من لا يعود}}.
نعم أحبتي : نحن بين مخافتين : بين عاجلٍ قد مضى ، لا ندري ما الله صانع ٌ فيه ، وبين أجل ٍ قد بقي لا ندري ما الله قاض ٍ فيه .
يقول ابن القيم يرحمهُ الله :
والنفس كالطفل إن تهمله شب على ><><> حب الرضــــاع وإن تفطمه ينفطـم
فاحـذر هـــواها وحــاذر أن تـوليــه ><><> إن الهــوى ما تــولـى يعم أو يصـم
وراعها وهــي فـي الأعمـال سائمة ><><> وإن هــي استحلت المرعى فلا تسم
كـم حسـنت لــــــذة للمــــــرء قاتلـة ><><> من حيث لم يدر أن السم في الدسم
وخـلف النفس والشيطان واعصهما ><><> وإن همـــا محضــاك النصـح فاتهم.
أخي قارئ هذه السطور :
كن شاهداً على عيوبك ، قبل أن يشهد عليك غيرك في الدنيا الزائلة . أو قبل أن تشهد عليك أعضاؤك يوم القيامة .
لقد أخبرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الدنيا حيث قال :
{{ مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلاَّ كراكب استظل تحت شجرةٍ ثم راح عنها وتركها }}
وقال أحد السلف :
كيف يفرح في هذه الدنيا من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته ، وسنته تهدم عمره .
كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله ، وحياته تقوده إلى مماته .
أخي قارئ هذه السطور :
معاً سوياً نقول هذا الدعاء (( سيد الاستغفار))
((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي،
فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. }}
من قاله من النهار موقنا به فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة.
ومن قاله من الليل وهو موقن به فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة )) رواه البخاري. 