سوق العويس.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوق العويس (حراج الكويتيين) من أوائل الأسواق بشمال الرياض ، تربطني به علاقة تاريخية منذ تأسيسه ولا زلت من رواده سنويا كلما ذهبت إلى الرياض ، ولا يزال يحتفظ بسحره الشعبي ، بعيدا عن الأسواق المترفة المتاخمة له ، بعض من الأماكن لها أسرار خاصة وشوق خاص ووهج خاص ، هل هي الأماكن المرتبطة بالطفولة ، لست أدري ، ولكن تظل جاذبيته وسحره ينفث في القلب ...
حصل لي فيه موقف مضحك ومبكي الشهر الماضي ، فقد ذهبت إليه ليلاً ، وكان مكتظا بالمتسوقين و"المغازلين" ، ولفت انتباهي شابٌ مر كالسهم بمحاذاتي ، ميمماً وجهه تلقاء سيارة "جمس" بها سائق وفتاتين في المقعد الخلفي ، متأهب للخروج من السوق ، وفي لمح البصر قام بوضع قصاصة ورقية مطوية على مقبض الباب المجاور لإحدى الفتاتين ، وأكمل مشواره المقتضب بدون توقف أو إلتفاف للخلف.
حدث ذلك بسرعة كبيرة ، وبطريقة متخفية ومريبة لمن يلاحظها، فقمت بسرعة بالاتجاه إلى سيارة الفتاتين ، وانتزعت الورقة فإذا بها رقم جوال ، فوضعته في جيبي ، مفسدا عليه ما توفعت أنه خطط له ، ومفكرا بماذا أتصرف حياله ..
بعد ذلك غادرت السوق ، وفي السيارة قمت بالاتصال بالشاب برنة سريعة واقفلت الخط : ) ، فلم يكد يرتد إليّ طرفي إلا والرقم يتصل وبحماس منقطع النظير ، متوقعا أن يسمع صوتا ناعما ، فتباطئت في الرد ، لأمنحه "شوية أكشن" ثم رفعت السماعة ، فإذا به صامت ينتظر أن أتكلم ، على طريقة الاحتياط واجب ، فبادلته صمتا بصمت ، فرد وقال : آلو ، فقلت هلا مرحبا وصمتُ، وأنا أغالب الضحكة ، فقال نعم مين ، فقلت له الجمس للبيع يالحبيب لقيت رقمك عليه : ) ، فعرف المقلب وأراد الاستمرار والمراوغة فقال إيوه ، فعرفت أن ليله طويل فقلت له بكم الله يبارك لك فيه ، فقال بعد أسبوع إن شاء الله أعلمك ، فضحكت في نفسي وأردت الاستمرار معه في "التغابي" ، الله يبارك لك بس أعطيني سعر تقريبي يالحبيب ، ولا تقطع أملي تكفى هههههه فتوضحت الأوراق وسقطت ورقة التوت بيننا وعرف أنني كاشفه ، فقال والله انته فاضي ، ويش لك دخل .. ويش تبغى .. فقلت الله يهدينا وإياك ، وبغيت أقلبها معاه نصايح بس قلت ياولد الموقف محرج له جدا ، ويمكن يستفيد منه ومن الإحراج اللي حصل له ، أكثر من النصيحة المباشرة.
وأسأل الله لي وله الهداية ،،، تحياتي وتقديري ،،،
أخوكم / أبو خالد (حامد السالمي).
آخر تعديل حامد السالمي يوم 12-31-2011 في 11:23 PM.
|