يا هلي الروح تعبانة .. جيبوا لي دكتور نفسية ..!
جئت لغرفتي في الساعة الحادية عشرة مساءً وعيناي لا ترى إلا الفراش
أريد أن أناااام
مرهق
والفجر موعدي مع الصلاة
وبعد الصلاة موعدي مع المقاول وعماله
وبعد هذا الموعد موعدي مع العمل الذي لا بد أن أتواجد فيه تمام الساعة السابعة والنصف
بالمختصر وحتى لا أعجن وأعك فيما ليس لكم فيه فائدة
أنا مرهق وأريد أن أنام
و أرجوك وبالعامية ( تكفى ) يا صاحب السيارة المارة من تحت النافذة اخفض صوت المسجل و ( بطل دلاخة ولا تزعجنا بالبواري والشارع فاضي )
إذاً هاتوا لي البشارة
فلقد نمت
ولكني وأنا في عز نومي
وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل
صحوت
بل فزعت
والسبب
شاب يصرخ بأعلى صوته وكأنه يبكي
يتلفظ بألفاظٍ بذيئة
مصحوبةً بصوت ضرب
قمت من فراشي
فتحت النافذة
فإذا به يضرب رجلاً يغزو الشيب رأسه
والرجل المضروب لا يرد ولا يدافع عن نفسه
أريد أن أنام وليس لدي وقت لأخرج فأبعد هذا عن ذاك
كما أني وجدت البعض من الجيران قد خرج
عدت لأنام لأني والله لم أعشق النوم في حياتي كعشقي له تلك الليلة
ولكن الصراخ لم يزل والوضع لم يتغير والنوم لن يأتي حتى شدوت أغني له
يعني خلاص ..!
ما في أمل ترجع تداوي لي الجروح
معنى كلامك أتكل وأفضها سيرة وأروح ..!!
حتى صوتي حينها لم يختلف عن صوت رابح مع فارق ( اللدغة )
خرجت من بيتنا
وفاجأني ما اكتشفته
أن الرجل المضروب هو أبو الشاب الضارب
وفي غفلة منا
جاء الشاب يجري تجاه أبيه ليرميه بحجر أكبر من رأسي
فيصدم في ظهره
حينها وبلا شعور
مسكت الشاب حتى جاءت الدورية لتأخذه
وهو ينظر لي ويقول : طيب والله لا أوريك ..
وأنا بكل تأكيد لم أخف لا من كلامه ولا من نظراته التي تفلج الصخر..!!!!!
لن أفصل أكثر وبالعامية وكما يقول عادةً عندما ( يصرف السالفة ) مطيل الكلام : ( مالكم بالطويلة )
الشاب
مريض نفسي
والأب مطلوب في الشرطة
ولأنه مطلوب في الشرطة لن يذهب للشرطة شاكياً ابنه
لذلك فالشرطة لن تستلم الابن
كما أن مستشفى الأمراض النفسية لم يستقبل الابن لعدم وجود سرير شاغر
بمعنى أن الابن موجود وبنفس حالته وفي الحارة يا حبيبي
وعلى ما يبدو أنني حُكم علي أن أنتظر ذلك اليوم الذي ( بيوريني فيه)
وربما سأصل لحال أغني فيه :
يا هلي الروح تعبانة
جيبوا لي دكتور نفسية
وربما بنفس صوت موضي ( كل شي جايز ) ..!
,
,
,
بقلمي
الشيناني
التوقيع |
ليـتـهم يــدرون ..
إن المــجــد كــايــد
سهل نطقه..
لكن..
الصعب اعتلاءه
,
,
,
|
|