رد: مقابلة العملاقين سوار الذهب ومحمد المسعودي الجديدة , ووقفة على محاورتهم الرائعة
البرقية من المسعودي : ( بارقه شام ) .
المدخل من المسعودي : ( ياكثر العلوم اللي سمعنا من العام ) .
مدار النقاش من المسعودي : ( وش بعدها ) , اي وش بعد هذه العلوم الكثيرة من الشعوب العربية .
هنا نعرف موقف المسعودي وفي أي صف سيورد حجته .
نقض السؤال من سوار الذهب : ( جنازة أخذت في السلطة فوق حقها أكثر اللازم بكثير , وللفظة هرم دلالة قوية جداً على أن هؤلاء أكل عليهم الدهر وشرب ويجب التجديد ) .
زبدة الكلام من سوار الذهب : ( حضارات راحت جات وقصور وخيام ) , هذه طبيعة الدنيا إنها لو دامت لغيرك لما وصلت لك .
هنا نعرف قيمة الشعراء الحقيقيين العمالقة فكل منهما أخذ موقف مضاد للآخر ويورد حجته ضمن هذا النطاق , والآخر يضاده ويورد حجة الخصم في قضية معينة ببرقية وبعمق شعري وبرموز رائعة ولا يحيد عن المعنى فلانجده يوافق الآخر في طرحه بل يضاده حتى لو لم يكن مقتنع وذلك لأن هذا مبدأ المحاورة فهي حجة الخصم للخصم فقد نجد المسعودي أو سوار الذهب في محاورات أخرى يتخذون موقف مضاد ويوردون حججهم الدفاعية عن الموقف الآخر , وهكذا .
هناك مبدأ معروف وهو إذا أرادت أن تعرف أن الشاعر ضعيف فشاهد توافق فكرته مع خصمه وهذا دليل على أنه يجهل بديهية من أهم بديهيات شعر الرد .
وكذلك إذا تاه الخصم عن مسك معنى خصمه ولم يعرف برقيته فهي ستتضح بلاجدال عن أن الخصم يلعب منجوم , وكمثال هناك محمد السناني الذي أعتبره شاعر جيد ولكن ليس متمكن على الاطلاق سواء من ناحية صياغة بيته وركاكته الدائمة وميله لتبسيطه وتسطحيه أو حتى لعدم اتقانه لنقاش المعاني العميقة وميله لأشياء هامشية يعوض بها ضعفه من هذه الناحية مثل تركيزه على ثغرات البيوت فتصبح محاورة ضعيفة لاقيمة لها .
في محاورة حدثت بين الزلامي والسناني مؤخراً برقية الزلامي برقية ممتازة ربما تشير الى العبيكان وتصريحه بإن الملك مكتنفينه بطانة فاسدة وتمنع أهل الخير من الوصول اليه وهي قضية معروفة الجميع يعرف عنها والى هذه البرقية : ( لو ضربت ابليس لين انه يعلم بالحقيقه ... كان بكره ما تحصل فالرياض ابليس ثاني ) والى الاشارة بالرياض معنى وبرقية واضحة وتدل على مكان الحكم , وكلمة إبليس هم هؤلاء البطانة , والذي يعلم بالحقيقة العبيكان الذي فضحهم في الاعلام وعلى رؤوس الأشهاد , يقول الزلامي لو كل شخص قال الحقيقة مثل العبيكان لأنتهى أمر هؤلاء الشياطين المتلاعبين بالوطن وثرواته بطانة الفسد الذين يريدون تعمية الملك والحكام عن الحقاائق والوقائع .
هذه برقية رائعة كان يجب على السناني لو كان شاعر كفؤ لوقف موقف الخصم ودافع عن موقف هؤلاء لأن المحاورة خصومة , لكن السناني كعادته ينقض اللفظ لاغير ولايتقن فك البرقيات فشاهد نقضه المتهالك كثيراً (( لن مسكت أبليس ربع الثانيه والا الدقيقة = احتفظ به لين خلق الله يصومون رمضاني )) , نقض لفظي لاغير .
هنا الفارق بين الشعراء العمالقة وغيرهم أقصد السناني , إما الزلامي فهو شاعر كبير لكن نفسه مريضه ويكره من يتفوق عليه .
وأكرر أن المحاورة قضية , خصومة , برقيات , نقاش الحجج , اتخاذ موقف والدفاع عنه , تعمق في المعنى , والحكم لقضاة المحاكم أي الجمهور الواعي .
آخر تعديل سالم رباح يوم 05-30-2012 في 02:10 PM.
|