قصة زواج المبارك والد عبد الله بن المبارك
وهي قصة عجيبة تدل على نفس المعنى ـ أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ـ فقد كان المبارك رقيقا فأعتقه سيده ، وعمل أجيرا عند صاحب بستان .
وفي يوم خرج صاحب البستان ومعه نفر من أصحابه إلى البستان..
وأمر المبارك أن يحضر لهم رمانا حلوا ، فجمع لهم فلما ذاقه..
قال صاحب البستان للمبارك: أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟ .
فقال المبارك:لم تأذن لي ان آكل حتى أعرف الحلو من الحامض.
فظن صاحب البستان أن المبارك يخدعه ،
وقال له: أنت منذ كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا؟.
ثم سأل بعض الجيران عنه فشهدوا له بالخير والصلاح وأنهم ما عرفوا أنه أكل رمانة واحدة ، فجاءه صاحب البستان..
وقال له إذا أردت أن أزوج ابنتي فممن أزوجها؟
فقال المبارك: إن اليهود يزوجون على المال ، والنصارى يزوجون على الجمال ، والمؤمنين يزوجون على التقوى والدين فانظر من أي الناس أنت؟
فقال:وهل أجد لابنتي من هو خير منك؟
وعرضها عليه فقبل المبارك وبنى بها ورزق منها أولادا كان منهم عبد الله بن المبارك رحمه الله ، فيا سبحان الله ، عف عن الرمان فسيق إليه البستان وصاحبته ،ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.