حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم
الدرر الغوالي
يزعمون أنهم يحبون النبي
إن حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست عبارات رنانة ولا شعارات براقة ولا كلمات يتلفظ بها المرء تعبيرا عن حبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
بل حقيقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي اتباعه وطاعته بفعل الطاعات واجتناب المعاصي.
قال الله تعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
ِقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره (199/1):
" يُؤْخَذُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّ عَلَامَةَ الْمَحَبَّةِ الصَّادِقَةِ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هِيَ اتِّبَاعُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَالَّذِي يُخَالِفُهُ وَيَدَّعِي أَنَّهُ يُحِبُّهُ فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ ; إِذْ لَوْ كَانَ مُحِبًّا لَهُ لَأَطَاعَهُ، وَمِنَ الْمَعْلُومِ عِنْدَ الْعَامَّةِ أَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتَجْلِبُ الطَّاعَةَ "
فمن الناس من يزعم أنه يحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخالف النبي صلى الله عليه وسلم
يزعم محبة النبي ﷺ وهو يسمع الأغاني
يزعم محبة النبي ﷺ وهو يضيع الصلوات
يزعم محبة النبي ﷺ وهو يعق والديه
يزعم محبة النبي ﷺ وهو يغتاب أخيه المسلم
يزعم محبة النبي ﷺ وهو يشاهد ما حرمه الله
تزعم حب النبي وتتعرى ونسيت قوله نساء كاسيات عاريات لايدخلنا الجنه ولايجدناريحها
يزعم محبة النبي ﷺ وهو يسب ولي أمره الحاكم وقد قال من يزعم حبه: ( لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ وَلا تَغِشُّوهُمْ وَلا تَبْغَضُوهُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ واصبروا ) رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني.
فأي محبة هذه
قال النبي ﷺ : «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أبَى»
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأبَى
قَالَ: «مَنْ أطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أبَى» رواه البخاري
إن الصادق في محبة النبي ﷺ يقدم محبته على محبة كل محبوب؛ من ولد ووالد وزوجة...
حتى وإن اشتهت نفسه أمرا محرما فإنه يقدم محبة النبي ﷺ على محبة نفسه،طواعيةً لله ولرسوله فلا يقدم محبة أحد على محبة النبي ﷺ.
قال النبي ﷺ : «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه البخاري.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رضي الله عنه: فَإِنَّهُ الآنَ، وَاللَّهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الآنَ يَا عُمَرُ» رواه البخاري.
سلسلة
الدرر الغوالي
تَعْصِي الإلَهَ وأنتَ تزعُمُ حُبَّهُ
هذَا مُحال في القياسِ شنيعُ
لو كان حبُّكَ صادقًا لأطعْتَهُ
إن المحبَّ لِمَنْ يُحبُّ مطيعُ
|