الأدب الكبـــــــــير..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخترت لكم من كتاب الأدب الكبير لإبن المقفع شيئا عن الصحبة وبكل أمانة من لم يطلع على هذا الكتاب فعليه أن يفعل ....
إني مخبرك عن صاحب لي كان من أعظم الناس في عيني ..
وكان رأس ما أعظمه في عيني صِغر الدنيا في عينه .
كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد . ولا يُطثر إذا وجد.
وكان خارجا من سلطان فرجه فلا يدعوا إليه ريبة ..ولا يستخف له رأيا ولا بدنا .
وكان خارجا من سلطان لسانه فلا يقول مالا يعلم ولا ينازع فيما يعلم .
وكان خارجا من سلطان الجهالة فلا يُقدم أبدا إلا على ثقة بمنفعة .
كان أكثر دهره صامتا ..فإذا نطق بذ الناطقين ..(أي أعجزهم وأسكتهم) .
كان يُرى متضاعفا مُستضعفا فإذا جاء الجد كان كالليث عاديا.
كان لا يدخل في دعوى ... ولا يشترك في مراءٍ ولا يدلي بحجة حتى حتى يرى قاضيا عدلا وشهودا عدولا .
وكان لايلوم احد على ماقد يكون العذر في مثله حتى يعلم ما إعتذاره ..
وكان لايشكو وجعا إلا إلى من يرجو عنده البُرءَ ..
وكان لايستشير صاحبا إلا من يرجو عنده النصيحة ..
وكان لا يتبرم ..ولا يتسخط ولا يشتهي ولا يشتكي ..
وكان لا ينقم على الولي ولا يغفل عن العدو .
ولا يخصُ نفسه دون أخوته بشئ من إهتمامه وحيلته وقدرته.
ويقول والكلام له:
فعليك بهذه الأخلاق إن أطقت ولن تُطيق .ولكن أخذ القليل خير من ترك الجميع ..
وفي موضع آخر يقول:
ليعرف العلماء حين تجالسهم أنك على أن تسمع أحرص منك على أن تقول.
معذرة للإطالة ولكن كلمات رائعة من وجهة نظري ..
لكم وفائي..
|