لكي تجمع عائلتك .... ضع دفاية واحدة بالبيت !!!!!!!!
هذا عنوان لرسم (كريكاتوري ) وجدته في إحدى الصحف المحلية وهو عبارة عن رب أسرة ( مشغل أخونا الدافور وعليه براد شاي ) ومن شدة البرد إجتمع أفراد أسرته حول الدافور لكي يحظوا بلحظات دفء تقيهم صقيع البرد القارس والكل منهم يمد يديه على لهب الدافور في جلسة عائلية مليئة بالسعادة والفرح وقمة الإنسجام والتآلف فيما بينهم .
الحقيقة كنت أود لو أنني قمت بقص تلك الصورة أو الرسم من الصحيفة وأدخلها ( بالإسكنر ) لجهازي لكي أضمنها مقالي هذا لولا أن أحد الزملاء قد سبق وأن وضع على الصورة فنجان شاي وتبللت الورقه وتشوه شكل الرسم ، ولكن المهم ليس في الصورة فقد قمت بنقل مواصفاتها كاملة ولكم أن تتخيلوا هذه الصورة من خلال الوصف .
هذه الصورة أو الرسم لم يوضع بجوارها أي تحليل أو تعليق يدل على ماتعنيه سوى العنوان المبين أعلاه والذي وضع في أعلى الصورة ، ولكنه كان متأكداً بأن هذا الرسم سوف يعبر عن نفسه بكل تأكيد .
حيث أنه يحمل في طياته معاني سامية كبيرة ويناقش مشكلة إجتماعية زاد انتشارها في جميع المجتمعات ولم يسلم منها مجتمعنا للأسف الشديد ألا وهي (( التفكك الأسري )) بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ، ولعل أضعف أنواع التفكك الأسري وأقله هو عدم إجتماع الأسرة والعائلة حول بعضهم البعض ، فنجد الأسرة قلما تجتمع وتناقش الأمور الخاصة بهم وتنظر إلى مشاكل بعضهم البعض وتسعى لحل تلك المشاكل ، فنجد كل فرد من أفراد الأسرة له مساره الخاص وحياته الخاصة وجلسته الخاصة وخصوصاً بعد أن أنعم الله على هذا المجتمع بكل أصناف النعم ومنها أنك تجد في البيت الواحد غرف متعدده ولكل فرد من أفراد الأسرة غرفته الخاصة به فبمجرد أن يشب الإبن أو البنت عن الطوق حتى تجده يحب العزلة والإنفراد والإستقلال بالنفس عن بقية أسرته ولايشاركهم جلساتهم ولايهتم لمشاكلهم ولايكاد يجلس مع أسرته إلا نادراً ، حتى أنه لايعلم في بعض الأحيان عن بعض الأمور التي تدور في منزلهم.
تصدقون ياأخوان أنني سألت ذات مرة أحد الشباب عن شقيقه الذي يسكن معه في نفس البيت سألته عن الصف الدراسي الذي يدرس به أخاه ، فأجابني بكل برود بقوله (( والله لاأدري ))، إلى هذا الحد بلغت المشكلة هذه الأيام .
صدقوني ياخوان نادراً مانجد أسرة مجتمعة بكل أعضائها متآلفة مترابطة إلا من رحم ربي .
هذا النوع من التفكك الأسري والإهمال هو الذي يقود أبناءنا للإنحراف الخطير للأسف الشديد، لأن الإنحراف العاطفي منذ الصغر داخل الأسرة المهملة التي لاتراعي حقوق الأبناء ولاتنمي في نفوسهم حب الإنتماء للأسرة والمجتمع هو السبب الرئيسي لإنحرافهم إذا كبروا وخالطوا المجتمع ليصبحوا بعد ذلك عناصر هدامة في المجتمع والعياذ بالله .
لذلك ياأحبائي قام الأخ صاحب هذا الرسم بوضع هذه الصورة الكريكاتورية لتجسد هذه المشكلة وهو على يقين بأن هذه الرسمة أو الصورة سوف تضرب على وتر حساس لدى القارئ أو المطلع عليها ، حيث أستطاع من خلال رسم فكاهي أن ينقل للمجتمع صورة واضحة عن حجم هذه المشكلة دون أن يأخذ مساحة كبيرة للحديث عنها مثل مافعلت أنا الآن ولو استرسلت في الحديث عن هذه المشكلة لكتبت عدة صفحات دون أن أكمل أو أقيم حجمها .
صاحب هذا الرسم يقول لكم ضع دفاية واحدة فقط في المنزل أتدرون لماذا ؟!!!!!!! .
لأنه لو وضع في كل غرفة أو لكل فرد من أفراد الأسرة دفاية خاصة لما اجتمعوا جميعاً لأن كل واحد منهم لديه دفاية ولكن عندما تضع في البيت دفاية واحدة فقط فهذا يجعلهم يجتمعون عليها جميعهم حتى لو كان الغرض من هذا الإجتماع هو التدفئة فقط فهذا أفضل بكثير مما لو لم يجتمعوا إطلاقاً .
أعذروني ياأخوتي على الإطالة ولكني وجدتها فرصة أن أتحدث عن هذا الموضوع الذي يهم الجميع شاكراً لكم سلفاً مروركم فقط لقراءته . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،،،، .
التوقيع |
بسم الله
والحمدلله
ولاإله إلا الله
واللــه أكـــــــبـــر
ولاحول ولاقوة إلا بالله |
|