الدعوة إلى التسامح
سوق عكاظ...
الدعوة إلى التسامح
صفة التسامح من أجمل الصفات وأنقاها، فالمتسامح تجده لين الجانب طيب المعشر يستطيع أن يدخل القلوب دون قيود ولا رتوش، فالتسامح كان ظاهرا في الحضارات القديمة، وفي الإسلام برز هذا الخلق وهذبه الإسلام أكثر فأكثر، فهو من مكارم الأخلاق التي حث عليها ديننا الحنيف.
وقد برزت القصص التترى الدالة على قيمة التسامح وجماليته، ونبي الرحمة محمد صلوات الله عليه وسلامه، أبرز مثل وأنقى نموذج عرفه التسامح. ويأتي فتح مكة من القصص الفاعلة التي تدل على تسامح هذا النبي وعفوه عند المقدرة، فكان بإمكانه في ذلك الوقت القضاء على من شاء من كفار قريش، ولكن لتسامحه، عفا عن الكبار والصغار والنسوة، واختتم نمذجة التسامح بقوله: (اذهبوا أنتم الطلقاء))
فيا روعة التسامح عنده صلوات الله عليه وسلامه، وهناك في حقائب التاريخ حكايا حلوة المذاق عن هذا التسامح.
والآن في مجتمعنا نجد متسامحين كثراً وعلى النقيض هناك مقفلون لا يحبذون التسامح ولا يريدون فتح أبوابه، قد يكونون مصابين بداء الجفاء وخلافه الذي طلا على قلوبهم، فبهت التسامح ولم يعد له قيمة. المتسامحون عملة نادرة في هذا الزمن، فهم نقاء الأفعال وبياض التعامل وصفاء السريرة، وبلا خلق التسامح تضحي الدنيا كئيبة وبائسة.
فالمتسامحون مقبلون في جميع فئات المجتمع العقلاني، ويستطيعون تجاوز العقبات والكوارث، مهما كان حجمها، لأنهم يعرفون كيف يتعاملون مع النوائب، فصروف الحياة لديهم ليست فائتة الفوات، بل يسيطرون عليها، وهم قادرون على غرس الابتسامة على المحيا.
وهناك من يلوك في غضبه وتذمره ونظرته البائسة، فهو متقلب المزاج، متعرج الخطى، الدنيا لديه رمادية تخلو من البياض والصفاء.
أطفالنا، فلذاتنا الغاليين، زوجاتنا، جميع أهلينا، علينا أن نغرس بهم التسامح ونساعد في مده، فهم يملكون مساحة شاسعة من الأخلاقيات، فلا ضير أن يكون التسامح ديدنهم القادم، في التعاملات الاجتماعية.
التوقيع |
مع الشكر والتقدير |
|