أهمية الرواية في الأدب العربي
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر كتاب طبقات فحول الشعراء لمحمد بن سلاّم الجمحي من أهم
الدراسات اللتي ألّفت في النقد وكانت على نهج معيّن ومنصف
ويبدأبمقدمة يعرض فيها لمقاييس النقد في عصره كما بيّن اتجاهه
في نقد الشعر وفي تصنيف كتابه وترتيب طبقاته .
ويذهب المؤلف الى تخليص الشعر الصحيح من المنحول وفق منهج
دقيق ومحدّد فبدأ يرفض الأخذ عن طريق الكتب بل يعمد للرواية
سماعيا ً من الراوي .
والراوي في معاجم اللغة اسم فاعل جمعه رواه وراوون
والراوية مصدر الراوي ومعناه اللذي يروي الشعر أو الحديث
ومن الرواه اللذين حفظوا لنا كثير مما تزخر به كتب الأدب
حمّاد الراوية وخلف الأحمر .
ويستند المؤلّف الى العلماء العارفين في الشعر والى الرواية
الصحيحةوقد أثمر اجتهاده في تخليص الشعر العربي من الكثير
من الشعر المنحول واستطاع تدوين الشعر عن طريق الرواه
دون خلل أو لبس .
وقد حفظ ابن سلاّم بذلك لكل شاعر شعره وأحقيته المطلقة
وملكيته الخاصة لشعره دون غيره من الرواه .
ومن ادعى غير ذلك فممّا لاشك فيه أنه ادعاء ٌ باطل بالحجج الدامغة
فمن المستحيل عقليا ً ومنطقيا ً أن يُنسب الشعر للراوي ويُهضم
حقّ الشاعر اللذي تكلّف مشقة انشاء الشعر ونظمه
وانما على الراوي الرواية دون تحريف أو زيادة أو نقصان
ويبقى الشعر خالدا ً للشاعر .
والأدب العربي يدين لابن سلاّم بالفضل الكبير في جمع الكثير
من التراث الأدبي الذي كان مصيره للتجاهل والنسيان .
أخوكم واحد من الناس
|