رؤى بقلمي المتواضع
فاصلة بيضاء :
أريد أن أحبك يا سيدتي
كي استعيد عافيتي
وعافية كلماتي
وأخرج من حزام التلوث
الذي يلف قلبي
فالأرض بدونك
كذبه كبيرة
وتفاحة فاسدة
نزار قباني
الفصل الأول :
يؤرقنا النظام فنكرة أن تسير حياتنا على وتيرة واحدة ونكرة أن يكون لون الحياة معروفا نحب أن نمارس الحياة وهي مجنونة نحب أن نلونها بأنفسنا ونترك علي أوراق مذكراتنا من دموعنا وعذاباتنا أثرا هذا بالضبط ما كان يحدث في منزل رؤى ابنة 21 عاما ففي ليلة السبت الخامس من سبتمبر لعام 2004 كانت رؤى قد رتبت رفوف مكتبتها الصغيرة بعد أن وضعت روايتها الجديدة على طرف سريرها .لتعود لقراءتها بعد أن تنعم بحمام بارد وقليل من رائحة التوت التي تفضلها وحال انتهائها ألقت بنفسها على سريرها محتضنة وسادتها الحمراء ماسكة بيدها الأخرى هاتفها لتضعه(صامت) وبينما هي تفكر وتجول بعينيها الجميلتين في سقف حجرتها لتتوقع نهاية لما تقرأ في روايتها .
إذا بنور ينبعث من هاتفها رفعت هاتفها لتنظر من المتصل في وقت متأخر كهذا إذا به رقم لا تعرفه !ولكنة أثار قلقها لأنها لم تعتد على أي اتصال غريب ولا اتصال في وقت متأخر كهذا الوقت .رفعت سماعة هاتفها وشفتاها وأطرافها ترتعد وقلبها يلهج (اللهم اجعله خيرا)
ألو:ريم
(صوت غريب لم تسمعه من قبل )
ترد : لا لست ريم لقد أخطأت الاتصال
لحظة من فضلك هل لي أن أسألك سؤال ؟
رؤى: من أنت وماذا تريد؟(الخوف يخنق صوتها ، وشفتاها مضطربتين )
أنا (تركي) وأنا غريب عن المنطقة هل أنتي من الحجاز؟
رؤى: نعم ومن أين أنت ؟ ما كنت أظن أن هناك من مغترب في وطنه !
تركي :ريم
رؤى:مقاطعة إياه لست ريم
تركي:اسمحي لي أن أناديك بريم .
أنا جئت من نجد لا أعرف هنا شيء ولا أعرف كيف أتعامل مع الناس هنا !
رؤى: تضحك وتردد في نفسها (عقول فاضيه)
الناس هنا مثل بقية الناس لا اختلاف
تركي: والله أنا لا أكذب ولا استهزئ
رؤى:آمنت بالله (قالت في نفسها لعلة صادق) يا أخ تركي اذهب لمقر عملك وتوكل على الله ولن تواجه صعوبة بإذن الله
والآن اسمح لي فغدا أول أيام العام الدراسي الجديد
تركي : لن أطيل عليك وأشكر لك حسن الاستماع سأتصل بك غدا اطمئن وأطمئنك
رؤى:وأنت بخير مع السلامة
حينما أرسلت الشمس أول أشعتها مخترقة بذالك الشعاع هجعة الليل وسكونه
وليد من الطابق الأول من على مائدة الطعام ذات المفرش العودي والسكري ينادي : رؤى استيقظي لم يعد هناك مزيدا من الوقت لا تتأخري .
وفي هذه الأثناء تربط رؤى شالها الوردي حول عنقها بعد أن رفعت خصلة شعرها الأسود عن وجهها بطرف أصبعها
تلتقط حقيبتها على عجالة
صباح الخير وليد
وليد :صباح السرور سأنتظرك بالخارج لا تتأخري
وبعد مضي ساعة وصلت رؤى إلى مقر الجامعة معانقة سلاف التي استقبلتها بشوق
سلاف:كم أنتي جميلة اليوم ! حصني نفسك ولا تنسي قراءة الأذكار
رؤى :حسنا (أين هبه) ألم تأتي بعد ؟
سلاف: هي في طريقها إلينا
دعينا نتناول كوبا من الشاي لحين قدومها
رؤى:لا مانع لدي هيا
(كانت رؤى تمشي ونسمات الهواء تتعمد أن تداعب شعرها الأسود .وكأن أشعة الشمس تزداد قوة لتجبرها أن تضع يديها على عينها فتبدو كطفلة حسناء .)
في هذه الأثناء رن هاتفها الجوال فتعالى صوت فيروز وهي تغني (حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا) حيث كانت نغمة رنين هاتفها
أمسكت بجهازها لترى من المتصل علها تكون والدتها
نظرت فعضت على شفتيها تركي إنه عاد ليتصل ماذا أفعل ماذا أقول فرفعت لتجيبه
أجابها: صباح الخير
رؤى:صباح النور ما بك؟
تركي:هل يزعجك اتصالي ؟أود أن أخبرك أنني إلى الآن بخير ولم التقي مسئولي إلا الآن
كيف حالك أنت ؟
(حاولت رؤى الابتعاد قليلا عن سلاف علها تقنع تركي بعدم الاتصال مره أخرى)
رؤى: أنا بخير لقد أتيت هنا منذ ساعة ولم ألتقي جميع صديقاتي بعد
تركي:يوما سعيدا وموفقا سأتركك الآن فأنا أرى رجلا عابسا ينظر إلى عن بعد ويسأل عما إذا كنت الموظف الجديد أم لا ؟
رؤى: تركي (قالتها بصوت حنون وكأن الأنوثة ما منحث لامرأة سواها .وبعد استدارة عانق فيها شعرها المنساب عنقها )قالت:عليك بالصبر وكن واثقا ولا تخف
(في هذه الأثناء عمت لحظة السكوت. شعر تركي بأن امرأة ما تطوقه بيديها وتطبع قبلة الرضا على جبينه أغلق هاتفه وتوجه إلى مسؤله
مر أسبوع كامل وكان الحديث بينهما عاديا ولكن الشوق أو الحب أو حاجة كل منهما للآخر بدأت تقتحم أجواء الحديث الذي كان يدور عن جامعتها ووظيفته الجديدة
وفي يوم الاثنين اتصل تركي برؤى في تمام العاشرة ولكن صوتها كان على غير عادته(كان صوتها يشبه صوت طفل أخذوا منة لعبته عمدا ليبكوه وتركوه يبكي دونما أن يحتضنه أحد )
تركي:م ابك ريم ؟
رؤى: لست ريم؟
تركي:حسنا ما بك أيا كان اسمك؟
رؤى:أنا متعبه جدا كيف أبوح لك وأنت لا تعرف شيء كيف أقول لك شئ لا تعرفه ؟
تركي:قولي وسأسمعك
رؤى:آه يا تركي وليد أخي الوحيد من أمي جاء ليخبرني أنة مبتعث إلى كندا وأنه سعيد جدا وسيذهب !
تركي:عرض ممتاز وفرصة لا تتكرر وما لمانع ؟
رؤى:وليد هو أخي الوحيد من أمي وهو الوحيد القادر على فهمي بعد أن طلق والدي والدتي قبل ثمان سنوات يكفي أن يتقطع قلبي على أمي كل يوم لا أحتمل أن يسافر وليد فسيذهب عقلي .
تركي:اهدئي واسمعيني جيدا يا....
رؤى:أنا رؤى تستطيع أن تناديني باسمي
تركي: رؤى اسم جميل
اسمعيني جيدا نحن الرجال ننظر للمستقبل نظره عقل لا عاطفة نطمح في الأفضل ولتحقيق أهدافنا نغامر عليك أن تساعدي وليد .فلعك تعيشين هذا الموقف غدا مع زوجك مع ابنك مع أي أحد .
(صمتت رؤى وتحدثت دموعها التي وقفت حائلا بينها وبين إكمال حديثها وما كان لتركي إلا أن يسمع صوت بكائها المتقطع لتنهي اتصالها فبعد صوت تركي إلى وسادتها كانت تشكي )
ظل تركي قلقا يتساءل والحيرة تكاد تقتله ماذا حل بها ؟ وماذا تفعل الآن ؟قرر أن يكتب رسالة فيبعثها لها كتب فيها (رؤى لم أستطع أن أنم منذ بكيتي . تمنيت لو كنت بالقرب منك فأساعدك .رؤى ليس هذا الوقت المناسب لأقول بل أقسم لك أنني أكره أن تبكي.حاولي أن تتفهمي ذالك وسأنتظر طلوع الفجر لأتصل بك)
مرت الساعات ثقيلة عليهما .وما أن قال المؤذن (الله أكبر) بادر تركي رؤى الاتصال
فأخذ يردد بصوت يملأه الخوف رؤى كيف حالك ؟
رؤى الجالسة أمام المرآة سأكون بخير أعتذر عما تسببت لك فيه من قلق
قاطعها تركي: لا تتعمدي إغضابي ما فعلت شيء
رؤى في مكتبه....سأضع لك كتابا أود أن تقرأية وقبل سفر وليد سأسألك عنة
رؤى:كتاب ؟ لمن ؟
تركي :كتاب يعني لي الكثير ستساعدينني فيما بعد على تأليف الأفضل !
رؤى: اتفقنا سآخذه اليوم بعد صلاه العصر
(بعد يوم جامعي شاق تغيبت فيه سلاف لظروفها الصحية أنهت رؤى محاضراتها فتوجهت للمكتبة فسألت عن ماترك تركي فإذا بصندوق أحمر صغير في يد البائع هذا لك . وضعته في كيسها وذهبت للبيت توجهت لغرفة وليد وجدته نائما قبلت جبينه وعادت لغرفتها فتحت الصندوق الأحمر الصغير بيديها الناعمتين إذا بأوراق الورد تتناثر على سريرها يغطي الورد كتابا أحمرا أيضا مبهم العنوان وقلبت صفحاته إذا بعنوان الكتاب يظهر أمامها نزار قباني وقصائد حب ) ابتسمت ووضعت الكتاب بجانب وسادتها
.................................................. .................................................. ..............................
عصفورةَ قلبي، نيساني
يا رَمل البحرِ، ويا غاباتِ الزيتونِ
يا طعمَ الثلج، وطعمَ النار..
ونكهةَ شكي، ويقيني
أشعُرُ بالخوف من المجهولِ.. فآويني
أشعرُ بالخوفِ من الظلماء.. فضُميني
أشعرُ بالبردِ.. فغطيني
إحكي لي قصصاً للأطفال
وظلّي قربي..
غنِّيني..
فأنا من بدءِ التكوينِ
أبحثُ عن وطنٍ لجبيني..
عن حُبِّ امرأة..
يكتُبني فوقَ الجدرانِ.. ويمحوني
عن حبِّ امرأةٍ.. يأخذني
لحدودِ الشمسِ.. ويرميني
نزار قباني
نعمت رؤى بحمام بارد كالعادة وارتدت ملابسها على عجالة متوجهة إلى منزل (سلاف ) التي تمر بظروف صحية سيئة .
(تحب رؤى سلاف كثيرا فقد جمعتهما خمس سنوات تتفاوت بين حب وعطاء)
حينما سمعت (سلاف) جرس منزلهم أيقنت أنها رؤى
عند مدخل بيتهم المتواضع كانت تقف والدة (سلاف)
مرحبا رؤى
رؤى:بعد قبلة احترام على رأس والدة (سلاف) كيف حالك خالتي ؟
والدة سلاف : بخير والحمد لله كيف حالك أنتي وكيف حال والدتك؟ متى ستأتي ؟
رؤى:بخير والحمد لله أما والدتي لا أعرف عنها شيئا الآن !!!
(لقد اعتلت نبره الغضب صوت رؤى وهي تتحدث بشأن والدتها)
في هذه الأثناء كانت سلاف تكمل مسيرها نحو والدتها ورؤى
(نظرت إلى سلاف بحب وشوق وكأن المسافة تحت قدميها تختصر )
سلاف:رؤى اشتقت إليك كثيرا
رؤى: وهي تعانقها بشوق أنا التي شكوت عبوس صباحي دون وجهك النير .كيف حالك ؟ وحمدا للة على سلامتك .
سلاف: الحمد لله أصبحت أفضل من الأمس .
(في هذه الأثناء كانت تعد والدة سلاف عصير المانجو البارد الذي تحباه كلتاهما )
جلست رؤى مع سلاف على سريرها قدمت والدة سلاف العصير لهما وخرجت .
أخذت رؤى تتأمل سلاف وتردد بداخلها أأقول أم أصمت بها مايكفيها
لمحت سلاف الحيرة في عيني رؤى
وضعت يدها على كتف رؤى وقالت ما بك ؟! هل حدث شيئا ما لا أعرفه ؟
رؤى:سلاف حدثت أشياء كثيرة عن ماذا أحكي بالضبط ؟ أأخبرك بأن موعد سفر وليد أقترب ؟ أم أن والدتي تعتزم الزواج ؟أم أن أبي مشغول عنا دائما؟ربما من الأفضل أن أخبرك عن تركي !!
ردت سلاف في استغراب : وليد يرى أن هذا مستقبلة ،ووالدتك لها الحق أن تتزوج ! ووالدك هذه طبيعته ! ولكن من هو تركي ؟!
رؤى: تركي شخص لا أعرفه اتصل ذات يوم وقال بأنة أخطأ الاتصال
اقتربي سأروي لك ما أشعر وأنا بحضنك كي لا توبخيني فأنا أعرف وجهة نظرك أنا لست طفلة لا تعرف ما تريد ولكني حائرة
(دفعتها سلاف وهي غاضبه )
لا تقولي بأنك أحببته ! فسأغضب ليس لأنني آخر من يعلم ولكني أعرفك أنتي لست ممن يحتملون الحب ومتاهاته .
رؤى: أنا لم أقل بأني أحبه أنا أشعر بشيء غريب تمتزج فيه ضحكتي بالبكاء حينما يتصل بي أشعر بأن قلبي يرقص لا أستطيع أن أخفي نبره هذا الإحساس في صوتي أرجوك ساعديني كي لا أحب ولا أفكر به أصلا ..
سلاف : اعتمدي علي سأمنعك وسأستطيع لدي (رؤى) واحدة لا أريدها أن تفقد عقلها بسبب رجل !!
ابتسمت رؤى واحتضنتها سلاف
رفعت رؤى حاجبها الأيمن وقالت بنبرة ممزوجة بالمزح : لم تسألي عن أحداث الجامعة هذا اليوم كعادتك ؟
سلاف :وماذا سيكون جديدهم ؟
رؤى: ليس جديدهم بل جديدنا سلاف منذ فترة وأنا أرى (هبه) منعزلة لا تود التحدث مع أحد !! لقد فقدت الكثير من وزنها . أنظر إليها ولا أعرف مابها .هل تعلمين السبب ؟
(كانت رؤى تعتقد بأن سلاف لا تعرف حقا ما ب (هبه))
ولكن سلاف فاجأتها فقالت: أعلم جيدا لما هي حزينة وقد حذرتها مرارا قبل أن تقع في ذالك الحب المشئوم
صرخت رؤى: ومنذ متى حدث ذالك وأنا لا أعلم منذ متى ونحن لا نعرف عن بعضنا شيء ومنذ متى أكون آخر من يعلم ؟
حاولت سلاف تهدئة الوضع رؤى ما حدث حدث ولم تكوني أنت هنا حدث في إجازة الصيف حينما كنت أنت بقطر مع والدتك لماذا العتب ؟
رؤى : بوجه غاصب وجنتين تعلوهما الحمرة وما تفاصيل هذه القصة ؟
سلاف: لقد أحبت (هبه ) خالد ابن خالها طالب الجامعة أحبته حبا ابتدأ منذ أن كانا في المرحلة الثانوية ولكنة تطور صيف العام الماضي بمساعدة أخته (دلال) في صيف العام الماضي التقت (هبه) خالد الذي التقته أول مرة وأعجبت به أكثر من ذي قبل حسب ما روته لي (هبه) أنها رأته للمرة الأولى ولكنها لم تمنع نفسها من أن ترتمي بحضنه وتعبر له عما يخالجها من شعور قضت ساعتين من أجمل لحظات عمرها . عادت إلى البيت وهي مشتاقة إلية تحدثت معه أوصلت له أشواقها وحبها وعدها أن يتكلل هذا الحب بالنجاح
(صممت سلاف لحظات وقد أغرقت الدموع عيناها وهي تقول بداخلها ومنذ متى شهدنا نجاحات الحب ؟؟ ها أنا أعاني منذ أربع سنوات وما رأيت له ثمره)
رؤى : وما المشكلة لا أرى داعيا للقلق لقد وعدها خيرا
سلاف: لا ياعزيزتي لم تكن هنا مشكلتها فوالدها يرفض خالها وعائلته وقد حرم والدتها من زيارتهم ولا تنسي بأن (هبه) ابنته الوحيدة ففكرة ارتباط خالد بها مرفوضة
قاطعتها رؤى: وهل حدثها والدها بذالك هل أتى خالد لخطبتها أصلا؟!
سلاف:لا
رؤى: ولما استباق الأحداث ؟!
سلاف أبلغيها أن الحب جميل وراق فدعيها تعيشه بكل لحظاته ومادامت نية اللقاء موجودة فلا داعي للقلق !!
أما الآن فأستأذنك لابد أن أعود للمنزل تركت وليد نائما وأعتقد أنة لم يستيقظ بعد !!
قبلتها وخرجت وبينما هي في طريقها للمنزل أشدت فيروز بصوتها(حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا)
ولكن رؤى فكرت بكلام (سلاف) جيدا وقالت متحدية قلبها لن أجيب اتصاله
وحال دخولها المنزل توجهت إلى حجره وليد ووجدته يعد الحقائب للسفر ولكنها هذه المرة لم تبكي ولم تسقط دمعتها وقالت بصوت واثق النبره مبطن بعبره:سأكمل ترتيب حقيبتك
نظر وليد نظرة استغراب وتركها تكمل الترتيب ولكن قبل أن تغلق الحقيبه توجهت إلى حجرتها وأحضرت في يدها برواز صورة تجمعها ووالدتها بوليد وأغلقت الحقيبه وجلست إلى جانب وليد وقالت :أعرف أن هذا مستقبلك ولن تفرط به ولن أسمح لك بذالك
توجهت رؤى لحجرتها واحتضنت وسادتها وبكت كثيرا استرخت على سريرها وهي تقرأ ما أهداها تركي وتعيش مابين السطور في تمام الثانية عشر أعادت فيروز(حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا) إنة تركي وبقيت في صراع بين قلب لا تحتمل الأضلاع ضرباته وبين عقل لازال يفكر بما قالت (سلاف) ولكنها رفعت سماعة هاتفها لتقول والشوق أو ربما غير الشوق تفضح مكنون قلبها فأجابت: مرحبا تركي
تركي:مساء جميل أجمل من منظر الغروب وأعذب من نسمات الهواء العليل كيف حالك ؟
رؤى: مساء الخير عذرا لا أعرف تنميق الكلام أنا بخير والحمد للة . وأنت ؟
تركي بنبره حنونة) حينما يكون هناك من يستحق تنميق الكلام فأنني لا أجد في ذالك صعوبة . أنا بخير طالما يشق صوتك مسمعي كل ليلة .
(صمت يعم المكان هدوء )
قالت رؤى بنبرة منتظر سئم الانتظار : ولما كل هذا الإطراء؟
تركي:طالما أنك ستجعلين مني شاعرا يخط بدم قلبه قصائده فأنت تستحقين الإطراء لن أطيل عليك وددت أن أسألك متى ستكون رحلة وليد ؟ وهل قرأت الكتاب ؟
رؤى: نعم قرأته وهو عذب بعذوبة شاعرة أما وليد فتبقى على موعد سفرة ثلاثة أيام
تركي: حسنا سأدعك الآن فلربما لديك مشاغلك التي عطلتك باتصالي عنها ! هل من شيء تودين قولة ؟!
رؤى :لا أشكرك على اهتمامك ولكن متى تريد أن أعيد إليك الكتاب ؟!
تركي : قلت لك أنك لن تعيدي لي الكتاب ستجعلينني أفصح وأبلغ منة !
رؤى والصمت يأسرها : لا أعلم عما تتحدث ولكن تصبح على خير
تركي : أمتأكدة أن لاشيء تودين قولة
رؤى مسترجعة ما قالت سلاف : لا شكرا
تركي : (بدفء وحنان وكأنما يهمس في أذنها ) ولكني أود قول شيء وسأغلق هاتفي بعده فسأكتفي بوصوله
((أحببتك منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها صوتك كأنك كنت تعزفين بصوتك الدافئ على أوتار قلبي ) مع السلامة
-كان حديثه كمسكن أو حبه مخدر نامت بعدها رؤى دونما أن تطفأ الأنوار ولا تقرأ روايتها كما اعتادت دائما
على الجانب الآخر كان (تركي) ينظر من نافذة حجرته هل ستستوعب ماقلته لها أم أن قلبها لن يستوعبني ولكن كيف لا يستوعبني وهي تتحدث معي كل ليلة ربما أثرت حزنها فكان حديثها معي مجرد شفقة
أشرقت شمس اليوم الجديد وعلى غير العادة لم يتصل تركي ولكنة اكتفى برسالة كتب فيها (إذا ما وقفت طويلا أمامي ك مملكة من عبير ومرمر وأغمضت عن طيباتك عيني وأهملت شكوى القميص المعطر فلا تنعتيني بموت الشعور ولا تحسبي أن شيئا تغير فإذا أنا ما أقول أحبك فمعناه أني أحبك أكثر صباحك سكر)
كانت هذه الرسالة باعث سعادة وسرور ممزوجة بالخوف أكملت رؤى والجميع يومهم كالمعتاد محاولة تجاهل سؤال سلاف هل اتصل بك تركي؟
وحال وصولها المنزل أرسلت له رسالة كان مضمونها (لا تحاول الاقتراب من قلبي ف به من الجراح مايكفي ولست مستعدة لخوض أي تجربه نتاجها البكاء )
صعق تركي من ردها وأخذ يستدير في غرفته لقد حظيت باهتمامها وسأحظى بقلبها
فرد قائلا( أثق بنفسي وبقدراتي سأكون جديرا بقلبك نامي صغيرتي ولا تقلقي )
((اقترب موعد سفر وليد الكل يستعد ليس لوداعة فحسب بل للوقوف إلى جانب رؤى . مرت يومين دون أي تفاصيل تذكر إلا أن تركي أتصل برؤى وقال لها : كيف حالك صغيرتي ؟
ردت رؤى بنبره اشتياق: بخير والحمد للة وأنت ؟
تركي :بخير لأنك مصدر سعادتي انتظر يوم الغد بفارغ الصبر
رؤى : ولما؟
تركي: أليس غدا موعد رحلة وليد ؟
رؤى : بلى وما شأنك أنت ؟
تركي مخفيا خيبه أملة معلنا لامبالاته بسؤالها : لأنني سأراك وكم أتمنى أن أكون بقربك
أعرف أن ليلتك غير عادية ولا هانئه لذا سأتركك لترتاحي وسأراك غدا في التاسعة صباحا
.................................................. .................................................. ..................................
إني خيرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
نزار قباني
أشرقت شمس يوم الخميس مخترقة ظلام حجرهم استيقظت رؤى وتوجهت نحو حجرة وليد بدافع الخوف والحزن .ولكنها وجدته نائم وضعت يدها على صدرها وأخذت نفسا عميقا وجالت بعينيها وسقطت أول دمعة اليوم سأودعك يا وليد . في صالة الطعام تجري الترتيبات على ساق وقدم فوالد وليد أتى ليتناول وجبة الفطور مع أبناءه حينما اقتربت الساعة من السابعة والنصف استيقظ وليد من نومه وتوجه إلى صالة الإفطار وتبعته رؤى . أخذ الأبناء أماكنهم فقد اجتمعت العائلة فوليد ورؤى ووالدهما وأخويهما سعود وبندر وزوجة والدها نظرت رؤى إلى وليد فغسلت دمعتها حبة الزيتون التي أمامها . ولكنها حاولت تدارك الموقف فطلبت كوبا من الشاي لم تكملة لحقت بوليد الذي نظر لساعته وصعد لغرفته .طرقت الباب والحزن يملأ قلبها والدموع حبيسة عيناها فتح وليد باب حجرته وحالما رأته احتضنته وبكت وقالت بصوت يخنقه البكاء ستتركني لوحدي أنت لاتعلم كم أحبك كم يعز علي أن أفارقك ولكنني أتمنى لك التوفيق وليد أيضا بكى وانهمرت دموعه كطفل حرمة رؤية أمة . في هذه الأثناء اتصلت والدة رؤى فأجابتها رؤى : ألو
والدتها:كيف حالك ؟ وأين وليد هل سافر ؟
رؤى: أظن أن أمري لايعنيك أما وليد فهو بجانبي إن أردت التحدث معه !!
(حدثت والدة وليد ابنها وطلبت منة أن يحافظ على نفسه )
والد وليد من الطابق الأول : هيا يا وليد اقترب موعد الرحلة
نزل ولحقت به رؤى
في الطريق إلى المطار أخذت رؤى تذكر وليد بأهمية الاتصال بها وتقول احذر أن تنسى عاداتك وتقاليدك وتأتني بعد عام وأنت تصبغ شعرك باللون الأشقر
(في صالة المغادرين يلقي النظرة الأخيرة على أهلة وعلى الوطن )
الأيادي ملوحة فبين الوداع والدموع ثانية غاب وليد عن نظر مودعيه فعانقت رؤى والدها وبكت ولكنها حينما رفعت رأسها لمحت بطرف عينها شابا يرقب الموقف شابا منحة الله من الهيبة الكثير ذو منكبين عريضين وشارب أسود على بشرة بيضاء مشربة بالحمرة . أخذها والدها وعادا إلي المنزل لحظة وصولها المنزل تلقت منة رسالة كتب (أي انقلاب سوف يحدث في حياتي لو أعشق امرأة تكون بمستواك) زاد إعجاب تركي برؤى خصوصا بعد أن رأى وجهها البريء مضى يومين دون تفاصيل تذكر سوى مأساة البكاء
اتصل تركي برؤى صباح الاثنين :صباح الخير يا أنعم فتاة رأيتها
رؤى : صباح الخير وشكرا لوقوفك إلى جانبي
تركي بصوت يملأه عنفوان الرجولة وحنان العاشقين : وهل رأيتني ؟!
فقالت بعد تنهيدة طويلة :نعم وهل ينسى ذالك اليوم
تركي ضاحكا: لا طبعا فأنا كنت هناك ومن ينسى!!
سأتركك صغيرتي الآن وسأتصل بك حال انتهاء دوامك
رؤى ولأول مرة :سأنتظرك
كانت رؤى تراقب الساعة وكأنها تتمنى لو أن الوقت يمر سريعا لتسمع صوته في المحاضرة الأخيرة كثرت أحلام رؤى أغرقت الرومانسية عيناها ولكن سلاف قطعت حبل أفكارها وقالت انتهت المحاضرة
عادت رؤى للمنزل ولكن تركي لم يتصل قلقت جدا علية فبادرت الاتصال فتأكد بأنها أجبته أجابها قائلا :يامن أحببتك حتى أحترق الحب أحبيني إن كنتي تريدين السكنى أسكنتك في ضوء عيوني
قاطعته:الحمد لله أنك بخير لقد قلقت عليك كثيرا
قاطعها : تعمدت ذالك
حبيبتي أأراك غدا ؟
رؤى : ماذا ؟!
تركي : سمعتي ما قلت اشتقت لك كثيرا !! أود أن أتحدث معك عن قرب !! أود أن تفهمي ما بقلبي لك !
سأنتظرك غدا في ......
مع السلامة
(رؤى تفكر بروية كيف ؟! بين تفكير وآخر قررت رؤى أن تذهب لرؤية تركي وأبلغته بذالك)
غدا سيكون يوما غير عاديا فلقاء الأحبة مختلفا ...
|